إسلام آباد ـ جمال السعدي أعلنت حركة "طالبان باكستان"، استعدادها لوقف إطلاق النار بصورة نهائية، وعقد اتفاق سلام مع جميع الأطراف، شرط تخلي حكومة إسلام أباد عن تحالفها مع الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "القاعدة" وأن تتوقف عن ممارسة العنف في أفغانستان، في خطوة أثارت ريبة المحللين السياسيين واعتبروها "مجرد تصريحات لتحسين الصورة القميئة للحركة، في أعقاب التفجيرات الثلاثة التي نفذتها في بيشاور خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري".
وصرح ناطق باسم "حركة طالبان" حكيم الله محسود، من خلال فيديو سلمته الحركة لمكتب وكالة "رويترز" في باكستان، بأن التنظيم على استعداد لوقف إطلاق النار بصورة نهائية، وعقد اتفاق سلام مع الحكومة، وهي التصريحات التي قوبلت بالشك، من جانب الكاتب والخبير الأمني الباكستاني امتياز جل، الذي رأى أن هذه التصريحات مجرد محاولة من (طالبان) لتحسين الصورة القميئة للتنظيم"، فيما تأتي التصريحات التي تضمنها الفيديو، كحلقة من سلسلة من التصريحات أطلقتها "طالبان" أخيرًا، تؤكد من خلالها على رغبتها في السلام، رغم رفضها الشديد لفكرة نزع سلاحها.
وقال الخبير الأمني امتياز جل، إن هذه التصريحات "لا تستهدف سوى تحسين صورة التنظيم، في أعقاب التفجيرات الثلاثة المرعبة التي نفذتها (طالبان) في بيشاور، حيث شهد كانون الأول/ديسمبر عددًا من التفجيرات الانتحارية، بالقرب من مطار المدينة، أدت إلى مقتل أحد كبار المسئوليين السياسيين المحليين، علاوةً على اختطاف الحركة لـ 22 من القوات شبه المسلحة في بيشاور"، مضيفًا أن "الحركة تعتقد أن لها اليد العليا في المنطقة الآن، لذا تقوم ببعض المناورات التي تستهدف تحسين صورتها، والتي تأتي في أعقاب عمليات عنيفة، غالبًا ما تكون موجهة إلى رجال الشرطة، المسلحين تسليحًا خفيفًا"، وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
ويُعتبر الفيديو الذي تضمن البيان، الأحدث على الإطلاق لحركة "طالبان"، وأظهر محسود وهو يجلس إلى جوار أحد أقرانه في التنظيم، وبينهما سلاح آلي، حيث قال "على الحكومة الباكستانية أن تتوقف عن ممارسة العنف في أفغانستان، وأن تتخلى تمامًا عن تحالفها مع الولايات المتحدة، ضد ما تبقى من تنظيم (القاعدة) هناك، لأنه في أعقاب انسحاب معظم قوات التحالف، سوف تعاود (طالبان) العمل تحت إمرة القيادة الإستراتيجية للتنظيم"، مؤكدًا أن أعضاء حركة "طالبان" جزء أصيل من "القاعدة"، وأنهم على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل هذا التنظيم.
ونقلت "غارديان" عن خبراء أمنيين وعناصر مطلعة في المخابرات الغربية، قولهم، إن العلاقة بين تنظيم "القاعدة" الذي تأسس على يد أسامة بن لادن في الثمانينات والجماعة المسلحة بقيادة محسود المسماة "طالبان باكستان" غير مؤكدة، وأنه ربما لا يكون هناك وجود بالأساس لتلك العلاقة القوية، التي يؤكدها قائد تنظيم "طالبان باكستان".
يُذكر أن حركة "طالبان" قد وزعت خطابًا على وسائل الإعلام، منسوبًا إلى قائد الحركة، تضمن دعوة الحركة حكومة باكستان إلى صياغة الدستور والقوانين الباكستانية، بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، والتخلي عن تحالفها المعروف مع الولايات المتحدة، والتوقف عن التدخل في الحرب الدائرة في أفغانستان، والتركيز على الهند، حتى يتنسى لها الانتقام، لما لاقته من هزيمة على يد الجيش الهندي عام 1971، وهو الخطاب الذي غلبت على صياغته اللهجة العاطفية، التي تستهدف التأثير على الشعب الباكستاني.