عالم من الجثث

عالم من الجثث!

عالم من الجثث!

 السعودية اليوم -

عالم من الجثث

عماد الدين أديب

نحن نعيش فى زمان لا قيمة فيه للنفس البشرية التى حرم الله المساس بها أو الاعتداء عليها بأى شكل من الأشكال.

اعتدنا على فقرة يومية فى كل نشرات الأخبار تتحدث عن تفجير فى بغداد، وقتل مدنيين فى حماه، ومذابح فى مداخل بنغازى، وخسائر عسكرية فى اليمن، وشهداء من الشرطة أو الجيش فى سيناء.

وكأن الإنسان العربى لا قيمة له!

القتل أصبح صناعة، وتجارة الإرهاب أصبحت بيزنس، وكل الصراعات الدموية فى عالمنا العربى لها تجار سلاح، وسماسرة وموردو ذخيرة وغذاء ونفط، لذلك كله لا توجد عندى ثقة كبيرة فى تماسك هدنة القتال التى صدر بها قرار من مجلس الأمن منذ منتصف الليل بتوقيت دمشق أمس الأول.

هذه الهدنة قابلة للانهيار لعدة أسباب يمكن تحديدها على النحو التالى:

1- إن قرار المجلس لا يتحدث عن انطباق هذه الهدنة على «داعش» و«النصرة» اللتين تشكلان مركز العنف الرئيسى.

2- إن قوات الجيش النظامى السورى التابعة للأسد لم تستكمل بعد «تحرير» بقية الأراضى التى ضاعت منها لصالح المعارضة.

3- إن «داعش» و«النصرة» أعلنتا أنهما لن توقفا القتال خوفاً من استغلال جيش الأسد وروسيا والحرس الثورى وحزب الله والحشد الشعبى العراقى لهذه الهدنة فى تغيير مراكزهم على ساحة القتال.

4- إن روسيا صاحبة اليد العسكرية الطولى فى سوريا تريد استكمال خطتها العسكرية لتغيير الوضع الميدانى.

كل هؤلاء لا يعنيهم عدد الشهداء الأبرياء من أى طرف من الأطراف، ولا يؤثر فيهم الملايين التى تعيش فى خيام وتشريد فى ظل برودة شديدة.

كل هؤلاء لا يعنيهم القتلى والنازحون والمصابون والمهاجرون والذين ضاعت بيوتهم ومتاجرهم ومصانعهم وقوت يومهم.

نعود إلى عصر الرجل الحجرى الذى يقتل فيه المحارب أخاه كى يأكل من لحمه ويتزوج امرأته ويحتل كهفه.

ذلك كله يذكرنى بما قاله أكبر قاتل فى التاريخ وهو جوزيف ستالين فى مسألة إزهاق الأرواح «إن قتل رجل واحد قد يكون مسألة مؤثرة ولكن قتل مليون إنسان هى مجرد إحصائية رقمية»!

هذا هو زمن تحولت فيه أرقام القتلى والخسائر، وأصبحت فيه صور جثث النساء والأطفال مجرد شىء اعتيادى لا يفسد شهيتنا ونحن نستمتع بطعام العشاء أمام شاشة التلفاز!

arabstoday

GMT 09:12 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حان وقت إعلان المواقف

GMT 14:54 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر الخماسية 99 %

GMT 08:08 2023 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

وعلى الله قصد السبيل

GMT 08:58 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

خطّ أنور السّادات... وخطّ حافظ الأسد

GMT 13:19 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

رجاء النقاش صياد اللؤلؤ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم من الجثث عالم من الجثث



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab