منظمة التحرير السورية

منظمة التحرير "السورية"

منظمة التحرير "السورية"

 السعودية اليوم -

منظمة التحرير السورية

عريب الرنتاوي

في الأنباء، أن بعض قوى الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، تفكر جدياً في "استعارة" نموذج منظمة التحرير الفلسطينية، كإطار ناظم للعلاقات الداخلية لمكونات الائتلاف، وصيغة جاذبة لاعترافات إقليمية ودولية، بها كممثل شرعي وحيد للشعب السوري ... وقد ارتفع منسوب هذا التفكير في ضوء اعتراف الولايات المتحدة بمكاتب الائتلاف كبعثات خارجية، لها مكانة شبه دبلوماسية.
من حق الائتلاف أن يفكر على هذا النحو، أو على أية شاكلة يريد ... لكن قبل الإقدام على خطوة من هذا النوع، يتعين الإجابة على سلسلة من الأسئلة والتساؤلات:
عندما قامت منظمة التحرير الفلسطينية، كان الشعب الفلسطيني، غائباً عن الخريطة الجغرافية والسياسية للإقليم بأسره، بعد سنوات من محاولات طمس هويته وتبديد كيانه الوطني المستقل ... الشعب السوري، لا يواجه مشكلة من هذا النوع، فهو قائم في التاريخ والجغرافيا، وله دولة، ما زالت تحظى باعتراف العالم، حتى من قبل أشد خصوم النظام ضراوة في العداء.
في البدء، قامت المنظمة، من ضمن لعبة صراع المحاور العربية، وفي سياقات الحرب الباردة المستعرة آنذاك، وارتبط نشؤها بدعم قوي وتبني واضح من قبل المحور القومي – التقدمي، بقيادة جمال عبد الناصر، ما شكل حاضنة وشبكة أمان لها في بواكير انطلاقتها، مثل هذا الشرط، لا يتوفر للمعارضة، والائتلاف لا يلقى دعماً قوياً من عواصم عربية وازنة، والمعارضة عموماً مدعومة بمحور عربي، يثير من الريبة بأكثر مما يثير من الارتياح، سواء لجهة طبيعة النظم الحاكمة لدول هذا المحور، أو لجهة علاقاتها وارتباطاتها التبعية بالولايات المتحدة، وإسرائيل في نهاية المطاف.
لم تجمع المنظمة الصفة التمثيلية القانونية، بالصفة التمثيلية الجماهيرية، إلا بعد انخراط فصائل العمل الثوري الفلسطيني في صفوفها، وتحولها من إطار رسمي "فوقي"، وعاء ناظم للحركة الجماهيرية والشعبية الفلسطينية ... الصورة أيضاً تبدو مختلفة مع الائتلاف، الذي منذ انشائه، تتقاسم النفوذ بين مكوناته، عناصر وجماعات، محسوبة على دول وعواصم وأجهزة استخبارات، يصعب حصرها، ولقد رأينا كيف تتلاعب الأجهزة والداعمين، بمواقف عناصر الائتلاف وتوجهات قياداتها.
الثورة الفلسطينية، في انطلاقاتها الثانية بعد هزيمة 67 وبالأخص بعد معركة الكرامة، كانت "راية توحيد" لكل المناضلين العرب، وقبلة للكل الثوريين والوطنيين والتقدميين العرب، بل ومن أربع أرجاء العالم ... فيما "الثورة" السورية، موضوع خلاف وانقسام في العالم العربي، وهي تجتذب إلى صفوفها "فائض التطرف والغلو والإرهاب" من أربع أرجاء الأرض كذلك ... لذا يبدو الإسقاط تفاؤلياً ورغائبياً، لا أكثر ولا أقل.
منظمة التحرير الفلسطينية لم تفلح في تحرير الأرض، بعد نصف قرن على إنشائها، فهل يعني ذلك أن قادة الائتلاف، باتوا يخططون لإدارة الأزمة السورية لخمسين سنة قادمة؟ ... هل نتوقع أن القوم بدأوا يتعايشون مع أزمة مفتوحة على السنون والعقود الطويلة القادمة؟ ... وماذا إن صار النضال في سبيل تحرير سوريا، "بيزنيس"، تنشأ من حوله فئات وطبقات وشرائح اجتماعية، لها مصلحة في إدامة الأزمة وليس في حلها؟ ... ماذا إن انتهت "منظمة التحرير السورية" نهاية المجلس الوطني والائتلاف السوري، وربما "حكومة عموم فلسطين"؟
ليست مشكلة الائتلاف والمعارضة، في الشكل أو الصيغة أو الإطار ... مشكلتها بنيوية، أعمق من مجرد البحث عن إطار ملائم ... مشكلتها تتجلى أولاً وأساساً، في ضعف تمثيلها للشارع السوري وانفصالها عنه واغترابها عن همومه وأولوياتها ... أما مشكلتها الثانية، ففي قبولها بتسليم إرادتها وقرارها الوطني، إلى غيرها من اللاعبين العرب والإقليميين والدوليين، حتى أننا بتنا نقرأ توازنات القوى الإقليمية والدولية، من خلال استعراض أسماء أية هيئة قيادية جديدة للمجلس من قبل والائتلاف من بعد ... أما ثالث مشاكل المعارضة، ففي فساد رموزه وقياداته، التي استفاقت على "البترودولار" بعد سنوات عجاف من الجوع والتجويع ... لقد احتاجت الثورة الفلسطينية لخمسة عشر عاماً من الكفاح المرير، قبل أن تقع في مستنقع الفساد النفطي، أما المعارضات السورية، سيما الخارجية منها، فلم يستغرقها الأمر، أكثر من خمسة عشر أسبوعاً للوصول إلى خط النهاية.
منظمة أم ائتلاف، لا فرق، طالما أن الخلل أبعد من "الغلاف" أو الإطار الخارجي .... ولن يصلح عطار منظمة التحرير ما أفسدته أموال النفط واستخبارات العالم بأسره.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة التحرير السورية منظمة التحرير السورية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab