حماس ومحور الممانعة  هل هي عودة الابن الضال

حماس و"محور الممانعة" ... هل هي "عودة الابن الضال"؟!

حماس و"محور الممانعة" ... هل هي "عودة الابن الضال"؟!

 السعودية اليوم -

حماس ومحور الممانعة  هل هي عودة الابن الضال

عريب الرنتاوي

المؤكد، أن حماس تبذل جهوداً حثيثة لوصل ما تقطّع من سبلها وعلاقاتها مع "محور المقاومة والممانعة"، بعد الاهتزازات الشديدة التي تعرض "الهلال الإخواني" في المنطقة، بدءا من بؤرته في مصر ... والمرجح أن تفضي هذه الجهود إلى "تطبيع" العلاقات بين الحركة وحلفائها القدامى، بيد أنه من السابق لأوانه التكهن بأنها ستعود إلى سابق عهود الثقة والدفء و"الدعم السخي"، والأرجح أن الحركة لن تستقبل بالحفاوة ذاتها في عواصم الحلف الثلاث: طهران، دمشق والضاحية الجنوبية. بالنسبة لكثيرين، خصوصاً من الناطقين باسم "المحور" المذكور، تشبه عودة حماس إلى خنادقها القديمة "عودة الابن الضال" ... فالحركة ما أن استشعرت وجود بدائل لها من "طينتها وملّتها" في كل من القاهرة وأنقرة وتونس والدوحة، حتى غادرت حضنها الدافئ، في طهران ودمشق والضاحية، وها هي اليوم، وقبل أن تستكمل استدارتها الكاملة، وتستريح في خنادقها الجديد، تبدأ رحلة "العودة إلى قواعدها "سالمة أو غير سالمة. حماس، التي اعترف رئيس مكتبها السياسي ذات ليوم لكاتب هذه السطور، في مقره في دمشق، وفي ذروة العلاقات الممتازة مع "المحور"، بأنها لم تكن أبداً مرتاحة لاحتسابها عليه، وحده دون سواه، كانت دوماً توّاقة، لتوسيع دائرة تحالفاتها، وقد سيّرت العديد من الوساطات والوسطاء، لتحسين علاقاتها مع الأردن (على سبيل المثال)، وتخطي حالة الانقطاع والقطيعة ... وبعد حرب الرصاص المصبوب على غزة، أبلغني خالد مشعل، بأنه كان يتطلع لاستقبال موفدين ومسؤولين عرب وإقليميين في دمشق، من معسكر الاعتدال، وليس من معسكر الممانعة فقط، للتضامن والتهنئة والتبريك، حتى لا تحتسب الحركة على محور دون آخر ... نقول ذلك من باب الشهادة للتاريخ. وقبل بذلك ببضعة سنوات، وبالتحديد بعد انتخابات 2006 والحسم/الانقلاب في 2007، وفي حوار مع مسؤولين أردنيين كبار (جداً) أخذوا على حماس انحيازها للمحور "الشيعي" "الفارسي"، قلنا بالحرف الواحد: أن كل باب يغلق في وجه حماس في عمان والقاهرة والرياض، ستفتح مقابله أبواب في دمشق وطهران والدوحة (آنذاك) والضاحية الجنوبية ... وأن من يريد لحماس أن تكون في صفوفه عليه أن يمدها بأسباب القوة، أو في الحد الأدنى بما يقدمه لها الآخرون من إسناد بالمال والسلاح والعتاد والتدريب و"الجغرافيا الآمنة" ... وكنا في ذلك ننطلق من فرضية أن "حصر" علاقة حماس بذاك المحور، لم يكن خياراً بقدر ما كان اضطرارا. كان ذلك قبل اندلاع شرارات الربيع العربي والصعود الإسلامي ... أما بعد هذا التاريخ، فقد وجدت نفسها من "أهل البيت" في القاهرة وتونس وعدد من الدول العربية ... وتحوّلت أشواقها لعلاقات طبيعية مع بعض الدول العربية، إلى رهانات ذات طبيعة استراتيجية، وبالغت الحركة في حساباتها ورهاناتها، قبل أن تصطدم كما اصطدمنا، بمفاجأة ثورة 30 يونيو وانقلاب الشعب على الإخوان، وسقوط أول تجربة للحكم لهم في "أم الدنيا" ... كان طبيعياً والحالة كهذه، أن تستلهم حماس الشعار الذي يذكره كل من عاصر تجربة حرب لبنان وحصار بيروت: "قف وفكّر". إيران ستفتح ذراعيها لحماس العائدة إلى خندقها ... فهي بالأصل، لم تقطع الصلة والإمداد، أقله مع اتجاهات وشخصيات من داخل حماس، وستعاود مد الحركة الدعم متعدد الأشكال، وإن بحذر أكبر وشروط أثقل هذه المرة، مدفوعة في ذلك من حسابات الدور الإقليمي لطهران، ومن رغبة الجمهورية الإسلامية، بالاحتفاظ بوجود مباشر على خطوط التماس مع إسرائيل. حزب الله سيفعل شيئاً مماثلاً، ولكن بحذر أعلى من حذر طهران، تمليه ظروف الحزب الخاصة، وإحساسه العميق بالاستهداف، وحرصه على ألا يؤتى من مأمنه ... وسيكون الحزب في ذلك مدفوعاً برغبته في تفكيك أطواق العزلة السنيّة التي اشتدت من حوله على وقع الأحداث السورية، وتطورت بعد تدخله المباشر في معارك القصير وما بعدها. أما سوريا، فليس ثمة ما أو من سيدفعها أو يضغط عليها من أجل استقبال حماس من جديد بين ظهرانيها، وهي التي كشف وليد المعلم، بأن قيادتها ما كانت لتنفتح كل هذا الانفتاح على الحركة، لولا ضغوط إيران وحزب الله، فأزمة الثقة بين دمشق والإخوان بمختلف صنوفهم وجنسياتهم، عميقة للغاية، ولطالما حار المراقب في إدراك كنه العلاقة الخاصة التي نشأت بين حماس والنظام، بشار الأسد وخالد مشعل ... ولا احسب أن أي من طهران أو حزب الله، سيجد الرغبة أو الحافز للضغط على الأسد أو تشجيعه لاستعادة حماس وإعادتها، أقله إلى أن تقدم الحركة لدمشق، ما يكفي للبرهنة على أنها "عودة مفيدة للطرف السوري ابتداءً"، لا خطوة منبثقة من حسابات تكتيكية أو انتهازية. حماس ستسعى في إسباغ بعض التوازن على علاقاتها مع العواصم العربية والإقليمية، وستكون أكثر حذرا في مقاربة لعبة المحاور والخنادق المتقابلة ... ستعمل على استرجاع علاقاتها مع "محور المقاومة"، بيد أنها ستبذل ما في وسعها للاحتفاظ بعلاقاتها وتطويرها مع محور الاعتدال أو ما تبقى منه أو تفرع عنه ... وعلينا أن نتذكر جيّداً، أن حماس في بداياتها، وفي ذروة عملياتها "الجهادية" في أواسط التسعينات، لم يكن لها حليف أكثر قرباً من العاصمة الأردنية، وكان مقر قيادتها في عمان، قبل دمشق وطهران والدوحة والضاحية الجنوبية، فيما عمان كانت وما تزال، الأنشط من بين جميع العواصم العربية في دفع عملية السلام وتبني خيار المفاوضات ... والملك حسين هو من أنقذ حياة خالد مشعل بعد محاولة الاغتيال الإسرائيلية الفاشلة، وهو من أخرج الشيخ أحمد ياسين من سجنه، وعجّل في فرج موسى أبو مرزوق من سجون الولايات المتحدة. خلاصة القول: أن حماس تتمتع بقدر من المرونة والبراغماتية في علاقاتها وتحالفاتها، ما يكفي للسير على أكثر من حبل مشدود، وجمع كثيرٍ من التناقضات في سلة واحدة، من عمان والدوحة وحتى طهران والضاحية الجنوبية. نقلا عن  موقع القدس للدراسات السياسية 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس ومحور الممانعة  هل هي عودة الابن الضال حماس ومحور الممانعة  هل هي عودة الابن الضال



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab