الحرب بدأت  متى ستنتهي، وكيف

الحرب بدأت ... متى ستنتهي، وكيف؟

الحرب بدأت ... متى ستنتهي، وكيف؟

 السعودية اليوم -

الحرب بدأت  متى ستنتهي، وكيف

عريب الرنتاوي

أمس الأول، بدأت الحرب الكونية على “ داعش ” وشقيقاتها ... قبل ذلك، لم تتعد العمليات إطار “ جس النبض ” وتقديم الإسناد لبعض الوحدات العسكرية العراقية والكردية ... الأمر هنا لا يتعلق بكثافة النيران المستخدمة في عمليات القصف، بل وفي اتساع نطاق المشاركين في العمليات (خمس دول عربية إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة)، بل وفي تركز الضربات الجوية والصاروخية على أهداف في سوريا.

سوريا التي كانت مصدر قلق وتردد لواشنطن، تحوّلت منذ اليوم الأول للمعارك، إلى ساحة العمليات الرئيسة ... ما من دولة من دول التحالف، إلا وأرسلت طائراتها الحربية لضرب أهداف في عمقها ... هل الأمر عائد إلى تمركز “داعش” في شمال شرق سوريا واتخاذها من الرقة عاصمة لدولة “الخلافة”، أم أننا أمام أجندة مضمرة، سيكون لها ما بعدها، خصوصاً حين يتعلق بـ “الشق السياسي” من الحرب على الإرهاب؟

على أية حال، نحن نعرف حتى الآن، أو واشنطن أخطرت دمشق بالضربات ولم يؤخذ رأيها فيها، لكننا لا ندري هل قام بقية الحلفاء بإخطار العاصمة السورية مسبقاً بنيتهم توجيه ضربات على أراضيها؟ ... نحن نعرف أن واشنطن رفضت مقترحات للمعارضة “المعتدلة” وبعض حلفائها في الإقليم، بتوسيع دائرة الحرب على “ داعش ” لتشمل النظام السوري ، لكننا لا نعرف ما إذا كانت مسألة “ترتيب أولويات”، كأن يجري حصر الأهداف بـ “ داعش ” اليوم، على أن يجري توسيعها في المستقبل.

الحرب على “داعش” هي العنوان الرئيس للصحف ونشرات الأخبار، لكأن العالم توقف عن الحركة، لا شيء يضاهي خبر الحرب على “داعش” أو ينافسه، لجهة “الصدارة” و”أولوية التغطية”، وهذا أمر يحصل دائماً، عندما تكون قوات أمريكية على أرض المعركة أو في سمائها ... والمرجح أن يبقى الأمر على هذا النحو لفترة من الوقت، ثم يبدأ الاهتمام الإعلامي، وحتى السياسي، بالانصراف إلى أزمات أخرى، وما أكثرها في الإقليم والعالم.

وما لم يحدث تطور ميداني كبير على الأرض، كأن تُستبع الغارات الجوية والصاروخية على “داعش” بعمليات برية في كل من سوريا والعراق، تخرج “الخلافة” من جغرافيتها، فإن الغارات بذاتها، لن تعود “خبراً” بعد أيام أو أسابيع قلائل على الأكثر، لدينا في اليمن وأفغانستان نماذج دالّة على تحول “الغارة الجوية” إلى خبر ثانوي، لا يتوقف أحدٌ عند قراءته أبداً ... وقد تجد دولٌ عديدة، شاركت بحماس في بداية الحرب، نفسها مجبرة على التوقف أو تخفيف وتيرة مشاركتها، ولأسباب عديدة، بعضها مادي/ لوجستي وبعضها الآخر سياسي، فتعود واشنطن لمواصلة القتال منفردة وبصورة متقطعة وحيثما اقتضت الضرورة العملياتية ذلك.

وقد يستمر الحال هذا المنوال البطيء لسنوات طوال، ففي أفغانستان مثلاً، لم تتوقف الطائرات الأمريكية عن قصف أهداف لطالبان على أراضيها، منذ ثلاثة عشر عاماً، وغالباً من دون جدوى، وأحياناً بكلفة إنسانية عالية جداً، تفقد الحرب مبررها وغطائها، إن لم نقل “شرعيتها.

ولكيلا تفقد هذه الحرب زخمها، وتصبح حرباً أخرى مفتوحة في الزمان والمكان، فإن التفكير في الخطوة الميدانية التالية، يبدو أمراً بالغ الأهمية والضرورة، ثمة حاجة ماسة للتحضير للعلميات البرية التي تقطف ثمار الحرب الجوية وتبني عليها ... وهنا تطرح تساؤلات عديدة تدور جميعها حول سؤال: من سيقوم بهذه العمليات؟

تركيا ومعها حلف إقليمي واسع نسبياً، تريد أن تقطف رأس الأسد، ثمناً لدخولها الحرب بعد أن أغلقت ملف الرهائن الـ “49” في قنصلية الموصول، نقطة البدء في المخطط التركي تتجلى في “المنطقة العازلة” على امتداد حدودها مع سوريا، وهو الهدف الذي سعت له أنقرة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام ... اليوم، وتحت جنح الحرب على الإرهاب، تعاود أنقرة العزف على ذات النغمة القديمة... لا أحد في هذا الإقليم، يمكن أن يقامر بما هو أبعد مما فعله حتى الآن، ولن تجد واشنطن من بين حلفائها، من هو على استعداد للتورط في رمال سوريا والعراق المتحركة ... واشنطن نفسها لا تريد ذلك، وليس بمقدورها أن تفرض على حلفائها، خياراً تكرر يومياً أنه ليس مطروحاً على مائدتها.

واشنطن تتحدث عن “معارضة معتدلة”، مظلتها الائتلاف الوطني السوري، لكن قواها الفعلية على الأرض، تتشكل من قوى وفصائل متعددة، معظمها ذات طبيعة “إسلامية” تقترب بهذا القدر وتبتعد عن “داعش” ... هنا تُثار الكثير من الأسئلة حول جدية هذه القوى وجدوى الرهان عليها ودرجة الثقة بتوجهاتها، وما إذا كان بمقدورها فعلاً أن تقوم بالمهمة، والوقت الذي تحتاجه لبناء مقدراتها العسكرية والميدانية الكفيلة بإتمام المهمة.

نبقى أمام سيناريو مشاركة النظام السوري في العمليات الميدانية، وهو أمر ترفضه واشنطن علناً حتى الآن، وتضع أطراف إقليمية منضوية في التحالف، أكثر من “فتيو” أو “خط أحمر” حوله ... من دون الجيش السوري، لا أمل في حسم قريب للحرب على “داعش”، وبانخراطه في القتال، لا أمل في استمرار التحالف الدولي المناهض للإرهاب ... إنها معضلة واشنطن التي يتعين عليها حلها، حتى لا ندخل في “عشرية” دامية من القتال ضد الإرهاب.

ربما عند هذه النقطة بالذات، يأتي دور الوسيط الدولي، وتكتسب العملية السياسية زخماً إضافياً، وتصبح ذات أهمية إضافية، لا من أجل الوصول إلى حل الأزمة في سوريا، بل لكسب الحرب على الإرهاب ... حتى الآن، لا يبدو أن المشهد الدولي ناضج لرعاية عملية من هذا النوع، خصوصاً في ظل التأزم غير المسبوق في العلاقات الروسية الأمريكية، كما أن الوضع الإقليمي لم يستقر بعد على “صيغة” معينة للعلاقات من أطرافه الرئيسة، سيما بعد “الانقلاب/ الثورة” في الوضع اليمني .... وإلى أن تنجلي صورة المشهدين الإقليمي والدولي، من المرجح ألا تشهد الحرب على “ داعش ” أي اختراق نوعي، وسنكون أمام سيناريو “المزيد من الشيء ذاته” لأشهر طويلة قادمة، وبما يذكر بتجربة الحرب الأمريكية على طالبان من جديد.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب بدأت  متى ستنتهي، وكيف الحرب بدأت  متى ستنتهي، وكيف



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab