ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية»

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية»

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية»

 السعودية اليوم -

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية»

عريب الرنتاوي

لم يخرج التحالف الدولي الذي عملت واشنطن على تشكيله لمحاربة «داعش» عن إطار جبهة «أصدقاء سوريا»، أقله قبل أن تتقلص هذه الجبهة وتنحصر في عدد من الدول بعدد أصابع اليدين ... «أصدقاء سوريا» أخفقوا في التعامل مع الأزمة السورية، لا هم أسقطوا النظام، ولا هم أنجبوا معارضة «معتدلة» ذات حضور وازن، بل أن الأزمة السورية في «عهدهم» تفاقمت، وتحولت الجغرافيا السورية إلى بيئة حاضنة لـ «داعش» التي نعرف، وعشرات «الدواعش» المختبئة خلف مسميات أخرى، فما الذي يحملنا على الاعتقاد بأن هؤلاء سينجحون اليوم حيث أخفقوا بالأمس؟
 القصة لم تنته فصولاً، ولا يبدو أن الجمع قد توصلوا إلى الدروس الواجب استخلاصها ... نرى دولاً تشترط الانخراط بالحرب على داعش بالمضي في حربها على سوريا علها تضرب عصفوري داعش والنظام بحجر واحد، ومواصلة لعبة توزيع المعارضة بين معتدلة ومتطرفة ... المعتدلون في نظر هؤلاء هم «النصرة» و»الجبهة الإسلامية» و»أحرار الشام» وعشرات الأسماء المشابهة ... هؤلاء ما زالوا مشاريع حلفاء، وقد تفتح لهم معسكرات التدريب بكثافة قريباً، وقد يرسلون إلى شمال شرق سوريا للحلول محل «داعش» حين تصبح أثراً بعد عين ... إن كان هؤلاء معتدلين، فمن هم المتطرفون إذا؟
دولٌ أخرى، ما زالت تكتنف مواقفها ضبابية شديدة، هي لا تريد أن تقاتل داعش، وهي التي استثمرت فيها طوال سنوات، وتحملت جراء ما قدمته لها من دعم لوجستي وحدود مفتوحة، الكثير من الضغط واللغط، ستكتفي بأدوار «إنسانية» لا أكثر، ولن ترسل جندياً أو طائرة أو طلقة مدفع لمحاربة داعش ... لا زال الرهان على أخوات داعش قائماً في حسابات هذه الأطراف، وهي لا تريد التورط في حرب ضروس عليها، خشية أن تفقد تأثيرها على «أخوات داعش» وبدلائها في قادمات الأيام، والمؤكد أن الأخوات والبدلاء هم من طينة «داعش» ولكن بمسميات مختلفة.
المعارضة السورية، آخر من يعلم، أعربت عن تأييدها للتحالف الدولي، ورحبت باستراتيجية أوباما لمحاربة «داعش»، وهي فرحة بانفتاح نافذة فرص لتجديد حضورها بعد أن طواها النسيان ... بيد أن هذه المعارضة منقسمة على نفسها، حتى عندما يتعلق بمحاربة «داعش»، الإخوان المسلمون السوريون، الذين هم ركن ركين في هذه المعارضة، قالوها علناً: نرفض الائتلاف الدولي ولن نكون أداة من أدوات، مع استدراك بسيط وهو، أنه في حال قرر التحالف ضرب النظام السوري أولاً، سنعيد النظر في مواقفنا ... ولكن ماذا لو لم يحصل ذلك، أين سيصطف الإخوان وأصدقاؤهم وجبهة عريضة من المعارضات السورية المختلفة؟ ... نحن لا نعرف.
ستكون هناك صولات وجولات من الحروب في سوريا والعراق وعليها، وبالأخص في سوريا حيث الصورة أكثر تعقيداً وضبابية ... أيام وتبدأ معركة «تدمير داعش»، على أمل أن تحل «المعارضة المعتدلة» محلها في مناطق شمال – شرق سوريا، ولتحقيق هذا الهدف، سيجري تدريب وتمويل وتسليح هذه المعارضة، ومعها «صحوات عشائرية» يجري العمل على إحيائها ... لتدخل سوريا بعد حرب السنوات الثلاث على داعش، كما يقدر الأمريكان، في جولة جديدة من الحرب: بين «نظام الطاغية» من جهة و»المعارضة المعتدلة» من جهة ثانية ... قد تنجح المعارضة وتنتهي الأزمة، هكذا يراهنون، لكن قد ينجح النظام، فهل سيجري التسليم بهذا النجاح، أم أننا سنكون أمام ضرورة إنشاء تحالف دولي جديد، ضد النظام هذه المرة، من سيفعل ذلك، وبعد كم سنة، وهل مكتوب على الشعب السوري، أن ينهي عشرية كاملة من السنين، في حروبه الداخلية وحروب الآخرين عليه؟
بداية خاطئة لمشوار بناء التحالف الدولي ضد الإرهاب ... كان ينبغي الانطلاق من مجلس الأمن الدولي، وبمشاركة روسيا وعضوية إيران في هذا التحالف، إذا أردنا امتصاص التوتر وتبديد الاستقطابات وتجسير الفجوات بين المحاور السياسية والمذهبية الإقليمية المحتربة ... كان المطلوب بلورة تفاهمات حول مرحلة ما بعد «الحرب الكبرى» على داعش، ومواقع ومواقف مختلف الأطراف منها ... كان المطلوب عدم تمكين بعض الأطراف العربية والإقليمية ذات الأجندات السياسية والمذهبية المعروفة، من أن تملي شروطها على تشكيل الائتلاف وترسيم وجهة سيره وتقرير أهدافه المقبلة.
استئصال داعش، ضرورة... ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بد من ائتلاف دولي عريض، لكنها بداية مفخخة، تحمل في طياتها إرهاصات جولات لاحقة من الصراع والحروب، ومن يعش ير.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية» ائتلاف دولي أم جبهة «أصدقاء سورية»



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab