على مسافة 48 ساعة من جنيف 2

على مسافة 48 ساعة من "جنيف 2"

على مسافة 48 ساعة من "جنيف 2"

 السعودية اليوم -

على مسافة 48 ساعة من جنيف 2

عريب الرنتاوي

ثمة ما يشي بأن قطار التوافق الروسي – الأمريكي قد عاد للارتطام مجدداً بعقبات كأداء، بعضها قديم وبعضها الآخر مُستجد، فمن تتبع تصريحات الوزير جون كيري خلال الأسبوع الفائت على أقل تقدير، يلحظ ما يلي: (1) واشنطن عادت للتأكيد والتشديد على نهاية عهد الأسد، وضرورة خروجه أو إخراجه من مستقبل سوريا ... (2) واشنطن عادت للغة التهديد والوعيد، بعد أن أنذرت الأسد بعدم السماح له بخداع المجتمع الدولي، مذكراً بـ "الخيارات" التي مازالت على الطاولة ... (3) واشنطن ربطت بين نظام الأسد وبعض الجماعات الإرهابية، في تساوق واضح مع الحملة التي شنتها قوى سورية وإقليمية وعربية، بهدف "تظهير" العلاقة بين "داعش" والنظام في دمشق، وبعد أن كانت الإدارة الأمريكية تدرج النظام في عداد القوى المناهضة للإرهاب، أو على الأقل تتواطأ مع هذه الراوية، تعود اليوم لإدراجه في عداد القوى الداعمة للإرهاب والمتورطة فيه. منذ الكيماوي السوري، ومن بعد النووي الإيراني، بدا أن واشنطن وموسكو قد التقتا على عناوين رئيسة للحل في سوريا، وفي سياق التحضيرات لمؤتمر "جنيف 2"، لاحت في أفق هذا التوافق أن مهمة المؤتمر الأولى ستكون "محاربة الإرهاب" ... لكن المحور الآخر لم يصمت على هذه النتيجة ولم يسلم بها، شنّ هجوماً استخبارياً وإعلامياً ودبلوماسياً كثيفاً للربط بين "داعش" والنظام، ونشرت تقارير وصور ومعلومات استلت من أدراج عدة أجهزة مخابراتية للبرهنة على هذه "الصلة" ... بل وتوافقت هذه الدول والأطراف في إجماع نادر، على تقديم "داعش" في العراق وسوريا ككبش فداء في المعركة ضد نظام الأسد، ولقد رأينا تناغماً غير مسبوق في دعم حرب المالكي على داعش في العراق، وتوافقت أطراف لم تتفق يوماً على مطاردة "داعش" في سوريا، ودائما تحت ذريعة أن "داعش" والنظام" وجهان لعملة إرهابية واحدة، ويبدو أن واشنطن بدأت تغزل على النول ذاته. تزامن ذلك من محاولة من المحور ذاته لتعويم "الجبهة الإسلامية"، تسويغها وتسويقها، ولقد تساوقت واشنطن مع هذا المسعى، وأجرى روبرت فورد وأمنيون أمريكيون اتصالات مع أركان الجبهة، وتجري الآن محاولة للتميز بين جناحي القاعدة في الهلال الخصيب: داعش رمز كل شرور القاعدة وإجرامها، مقابل "النصرة" التنظيم السوري الأكثر اعتدالاً وواقعية؟! ... حتى الآن لم يثبت أن واشنطن رفعت تحفظاتها عن "النصرة" بيد أنها لم تعد تعطيها كبير وزن في حراكها السياسي والدبلوماسي. ومقابل مسعى أمريكي قديم، لتشكيل وفد من المعارضة ذي صدقية وقدرة على التمثيل، انكفأت واشنطن نحو الائتلاف الوطني، وهي صاحبة نظرية "الموافقة على المشاركة في جنيف بمن حضر، وبأغلبية النصف زائداً واحد" ... وهذا ما حصل في إسطنبول، إذ عقد الاجتماع الأخير وسط غيابات واسعة، ومن وافق من أعضاء الائتلاف على المشاركة في مؤتمر السلام، لم يصل إلى حاجز "النصف زائد واحد" من إجمالي أعضاء الائتلاف، لكن ذلك لم يمنع واشنطن من التهليل والتكبير للقرار الجريء والشجاع؟! البعض ظل يعتقد، ومن بينهم كاتب هذه السطور حتى الأمس القريب، أن واشنطن تسعى في "استدراج" المعارضة نحو جنيف 2، وأنها ستعود بعد ذلك للتذكير بأولوياتها من المؤتمر والمؤتمرين ... وأن التصريحات التي تطلق الآن، ليست سوى أفخاخ منصوبة بإحكام لحلفاء واشنطن للوصول إلى جنيف وبعد ذلك لكل حادث حديث، وهذا ينطبق على بعض المعارضة السورية، وعلى بعض دول الإقليم من عرب وأتراك ... لكن نبرة التصريحات الأمريكية وشدتها وتشديدها وجديدها الخاص بالربط بين النظام وجماعات الإرهاب، يجعل المراقب يعتقد أن ثمة احتمال آخر، من نوع أن تكون واشنطن قد تأثرت فعلاً بضغوط حلفائها وأجنداتهم، وأنها وهي التي أغضبتهم في أكثر من ملف: إيران والمالكي، قد تفكر بمنحهم جائزة ترضية في سوريا ... مثل هذه المقاربة، بدأت تداعب مخيلات كثيرين، وتسهم في إعادة خلط بعض الأوراق وترتيبها. على أية حال، لم يعد يفصلنا عن "جنيف 2" سوى 48 ساعة فقط ... حتى الآن لا يبدو أن إيران ستشارك في المؤتمر، برغم الغزل المتبادل بين واشنطن وطهران، والائتلاف مُنح الوكالة الحصرية لتمثيل المعارضة السورية، فيما الدبلوماسية الروسية تواجه صعوبات جمّة في دعم مواقف حلفائها في سوريا وإيران ... ما يطرح السؤال: هل ثمة تفاصيل لا نعرفها في "التوافق الروسي – الأمريكي"، أم أن هذا التوافق بلغ لحظة حرجة؟ ... هل يمكن تفسير صفقات السلاح المتطور التي تسلمها روسيا لدمشق، على أنها إيذان بقرب اندلاع جولة جديدة من المواجهة على الأرض، جنباً إلى جنب مع جولات التفاوض في جنيف؟ ... هل قرر الروس أن عهد الأسد قد شارف على نهايته، أم أنهم فشلوا في إقناع واشنطن باعتبار الأسد جزء من الحل، فقرروا دعم حليفهم بالسلاح، علّهم يصنعون على الأرض، ما عجزوا عن انتزاعه حول موائد التفاوض؟ أسئلة وتساؤلات برسم الأيام القادمة.  

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مسافة 48 ساعة من جنيف 2 على مسافة 48 ساعة من جنيف 2



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab