مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل - عباس

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل - عباس

 السعودية اليوم -

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس

بقلم :عريب الرنتاوي

التصريحات التي نُسبت إلى رئيس مكتب حماس السياسي السابق خالد مشعل، ونفتها الحركة لاحقاً، تحمل تقييماً ينطوي على قدر كبير من الدقة للمشهد الفلسطيني والعربي، مشعل رأى أن الفلسطينيين وحدهم سيواجهون مشروع ترامب و»صفقة القرن»، وأنه يتعين على الفلسطينيين دعم موقف الرئيس محمود عباس، برغم الخلاف حول غزة والمصالحة ومندرجاتها، وأن أحداً لن يكون بمقدوره تمرير حل على الفلسطينيين طالما أنهم يرفضونه ويجابهونه.

في توضيحه لوجهة نظره، يصف مشعل موقفي تركيا وقطر من «صفقة القرن» بأنه موقف «ممانع»، مستدركاً أنه لن يكون بمقدور الدولتين «الممانعتين» إسقاط هذا المشروع، المدعوم من دول وازنة على أننا لم نعرف من المقابلة، التي لم نطلع على كافة تفاصيلها وملابستها، ما هو تقيم الرجل لموقف محور طهران – دمشق – الضاحية الجنوبية، سيما وأن أركانه يتحدثون عن تخطي «ممانعة» هذا المشروع إلى «مقاومته» والسعي لإسقاطه.

حماس تبرأت من التصريحات جملة وتفصيلاً، ورفضت أن يكون رئيس مكتبها السياسي السابق، أدلى أصلاً بأي حديث لأي وسيلة إعلامية خلال الأيام الماضية، مع أنني وفي ضوء معرفتي بالرجل ومتابعتي لمواقفه المتعاقبة، أعتقد أنه قالها ...لكن وضع الحركة «المأزوم» في غزة، يجعلها في غنى عن أي معارك جانبية، لا ترى ضرورة لفتحها مبكراً، وهو قيد يبدو أن مشعل تحرر منه نسبياً منذ أن ترك المنصب الأول في الحركة.

أياً يكن من أمر، فإن الدول العربية على اختلاف أوزانها ومحاورها وتوجهاتها، ليست بوارد فتح مواجهة جدية واسعة مع إدارة ترامب حول «صفقة القرن»، وهي لم تفعلها– برغم التفاوت - بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها في السادس من ديسمبر الفائت، وبجولة على خريطة المواقف الإقليمية من القدس و»الصفقة الأكبر»، يمكن توزيع هذه الدول إلى عدة فئات، بعيداً عن لغة المقاومة والممانعة، التي استخدم مشعل نصفها وترك نصفها الآخر:

الفئة الأولى، وتضم دولاً تستعجل حل القضية الفلسطينية، كيفما اتفق، لأن لها مصالح في إخراج هذا الملف المزعج، من حسابات سياساتها الخارجية، ولديها أولويات سياسية اخرى.
الفئة الثانية، متضررة من قرارات ترامب، ومن مقارباته الهوجاء والرعناء لملفي القدس والصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، لكن لهذه الدول، حسابات أخرى تتعلق بأوضاعها الاقتصادية والمالية، وتحالفاتها الإقليمية والدولية، وضرورات أمنها واستقرارها، تملي «تحييد» هذه الملفات، والإبقاء على زخم علاقاتها بالقوة الأعظم على الساحة الدولية، سيما وأنها تدرك الحدود المتواضعة لتأثيرها في المواقف والسياسات الأمريكية، سيما في ظل إدارة ترامب.

والفئة الثالثة، وتضم عدداً من الدول التي لا تمانع في إصدار التصريحات والبيانات التي تشدد على الحق الفلسطيني في القدس و»الدولتين»، ولا ضرر عندها ولا ضرار، في التصويت إلى جانب فلسطين في كل محفل، بيد أن هذا الملف برمته، لا يشغل حيزاً كبيراً من تفكيرها وجداول اعمالها ومواردها، ولذلك فهي تتعامل معه، بدرجة أفضل .

لا نريد أن نسقط عن إيران أو تركيا، أنهما دولتان مسلمتان جارتان، أبدتا وتبديان اهتماماً بالمسألة الفلسطينية، كل من موقعها ووفق حساباتها وأولوياتها، وبأدواتها المناسبة ... لكننا تعملنا بعد أزيد من 70 عاماً من النكبة، بإن قضية فلسطين، تصلح للتوظيف والاستخدام في تعزيز المواقع والأدوار الإقليمية وتمكين بعض الحكام والحكومات والدول من الاضطلاع بأدوار أكبر، وانتزاع شعبية و»شرعية» أوسع وأصلب، وفي نهاية المطاف، ليس مطلوباً ولا منتظراً، لا من تركيا ولا من إيران، أن تقوم بالدور الملقى على عاتق العرب والفلسطينيين، قبل غيرهم.

وصف مشعل موقف عباس بأنه هو «حجر الرحى» في المواجهة مع مشروع ترامب، صحيح للغاية، وصحيح أيضاً أنه يجب تدعيم مواقف رئيس السلطة والمنظمة وفتح، وعليه – عباس - بدوره أن يجعل هذه المهمة ممكنة، من خلال إبداء قدر أوسع من المرونة والجدية على مسار المصالحة أو لجهة ترجمة قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير في دورتيه الأخيرتين ... وحديث مشعل هذا، يظهر أن ثمة تبايناً في الرأي في أوساط حماس، مثلما هناك تباينات في مواقف الفصائل الفلسطينية الأخرى، فالمرحلة معقدة ومتشابكة، وهيهات أن تجد موقفاً موحداً لفصيل بعينه ... وحديث مشعل، يؤكد مجدداً ما سبق أن ذهبنا إليه عشية اتفاق الدوحة 2012، من أن بين الرجلين «كيمياء»، إن أتيح لها أن تتفاعل من دون تأثيرات خارجية وداخلية ضاغطة، يمكن أن تنتج سلاماً فلسطينياً داخلياً، وأن تفسح المجال لإتمام المصالحة وبناء الوحدة والشراكة الوطنيتين.

المصدر : جريدة الدستور

 

arabstoday

GMT 15:55 2023 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

«حماس»... حقائق باردة لحدث ساخن

GMT 07:30 2019 السبت ,31 آب / أغسطس

داعش وحماس والسلطة ثالثتهما

GMT 05:21 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

أطراف النهار باروميتر!

GMT 04:27 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

مرة أخرى، عن "سلطة" حماس و"مقاومتها"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس مرة ثانية عن «كيمياء» مشعل  عباس



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab