القيصر يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق

"القيصر" يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق؟

"القيصر" يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق؟

 السعودية اليوم -

القيصر يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق

عريب الرنتاوي

تتالت التطورات في أوكرانيا على بتسارع مثير للغاية، الاتفاق بين الحكومة والمعارضة، والذي عُدّ ضربة قاسية لأصدقاء موسكو وحلفائها، وللكرملين و"قيصره"، بات من مخلفات الماضي، أو "ليس ذي صلة" بالمصطلحات الإسرائيلية الدارجة إقليميا ... الرئيس فيكتور يانوكوفيتش مُختفٍ عن الأنظار (أقله حتى لحظة كتابة هذه السطور)، وسط تقارير تتحدث عن هربه إلى موسكو أو خاركوف، وأنباء تشي بقبوله الاعتزال والتنحي في اتصال هاتفي مع أحد أقطاب المعارضة ... زعيمة المعارضة البرتقالية يوليا تيميشنكو تودع سنوات السجن ... رجالات النظام يتساقطون تباعاً بمن فيهم أقرب حلفاء يانوكوفيتش رئيس البرلمان، ليحل محله أحد نواب المعارضة ... وزارة الداخلية سقطت في يد المعارضة بعد تنحية وزيرها السابق ... مواقع السلطة بما فيها قصر الرئيس تسقط من دون مقاومة في أيدي المتظاهرين ... الجيش يصدر بياناً يذكر ببيانات الجيوش في بعض دول الربيع العربي: نقف على الحياد ولن نتدخل ... اما الشرطة فتترحم على أرواح شهداء "الانتفاضة" وتؤكد انحيازها للشعب وخدمته، وليس للحكومة أو الرئيس. هذا المشهد رأيناه من قبل في السنوات الأخيرة، وهو يستعيد بعضاً من صور وقصص الربيع العربي، بما في ذلك بعض صفحاتها الدامية، بيد أن ما يهمنا في الأمر، هو الوقوف عند دلالة الحدث الأوكراني وانعكاساته على مواقف روسيا وموقعها على الخريطة الدولية، وبالذات في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص على الساحة السورية. أوكرانيا، بالغة الأهمية في حسابات الأمن والجيوبولتيك الروسي، خسارتها طعنة نجلاء لأحلام "القيصر"، الانهيار هذه المرة يحدث عن "مرمى حجر من الكرملين"، مليارات الدولارات، وكل الاستثمار السياسي والأمني والمالي الروسي في هذه الجمهورية، تبخر دفعة واحدة، وصار هباءً ... صورة الأسطورة التي نجح الرئيس الروسي في رسمها لنفسه ودوره الدولي، أصيبت إصابة بالغة ومباشرة ... صورة الدولة/ الند للولايات المتحدة، تتعرض للتهميش والتهشيم، فإذا كانت واشنطن على رأس الغرب قد نجحت في اختبار أوكرانيا، وهي البعيدة عنها آلاف الأميال، فكيف لها ألا تنجح في أماكن أخرى وأزمات أخرى ... هكذا ينطق لسان حال كثير من الخبراء والسياسيين، وبكثير من الشماتة، بالأخص من قبل خصوم روسيا وبوتين، وهم كثر. لم تكن أوكرانيا في عداد الأولويات بالنسبة لأهداف ومجالات السياسة الخارجية الأمريكية الحيوية، لكنها كذلك بالنسبة لبوتين والكرملين ... نجحت واشنطن وخسرت موسكو ... سوريا كذلك ليست في موقعاً استراتيجياً متقدماً بالنسبة للولايات المتحدة، بيد أنها كذلك بالنسبة للاتحاد الروسي ... فهل تواجه السياسة الروسية في سوريا ما واجهته في أوكرانيا، أم أن الخسارة هناك، تعزز رغبة الدب الروسي في تحقيق النجاح هنا والآن، وفي شرق المتوسط؟ أسئلة وتساؤلات كثيرة، لا نعرف كيف سنجيب عليها، فالحدث الأوكراني متحرك، بل ومتحرك بسرعة جنونية، وانهيار النظام لا يشبهه سوى الانهيار السريع لنظامي زين العابدين بن علي في تونس، ومحمد حسني مبارك في مصر ...  هل وضعت الأزمة الأوكرانية أوزارها... هل ثمة متسع من الوقت لهجوم مضاد، كيف ومن أين وبمن وما هي فرص النجاح؟، أم أن صفحة النفوذ الروسي في أوكرانيا قد طويت، والبلاد سائرة بحزم وثبات نحو حاضنة أوروبية اقتصادية ومالية، وغطاء أمريكي سياسي وأمني؟ لا شك أن القيادة السورية، ستقتطع جزءاً كبير من وقتها المزدحم بالاستحقاقات السياسية والميدانية، لقراءة الحدث الأوكراني وتقييم نتائجه وانعكاساته، وكذا ستفعل مختلف الأطراف المتورطة في الأزمة السورية ... ما حصل، على اختلاف الظروف وتباين المزاجات والمناخات، لم يكن خبراً ساراً للنظام وحلفائه، سيما وهم يستعدون لخوض معارك يبرود ودرعا، ويتحضرون لمواجهة ما يمكن وصفه بأكبر (وربما آخر) محاولة لكسر توازنات القوى وتحقيق الاختراق الجنوبي المفضي إلى جبهة العاصمة – دمشق. سوريا ليست أوكرانيا ... النظام هنا قرر القتال حتى الموت، موته هو أو موت آخر معارض سوري ... النظام هنا متماسك، في كييف بدا النظام هشاً ... المعارضة هنا ليست من طراز المعارضة هناك، هنا تبدو متشحة باللون الأسود، وهناك يطغى اللون البرتقالي وصور الزعيمة الشقراء... في سوريا تثير المعارضات من القلق والتخوف لدى الدوائر الغربية، بأكثر مما تثير من عوامل الارتياح ... اللاعبون هنا أكثر تعدداً وتنوعاً، وبالنسبة لكثيرين منهم، فإن سوريا هي معركة حياة أو موت لهم أيضاً ... أسئلة أوكرانيا قد لا تكون ذات صلة عميق بأسئلة سوريا، بيد أنها تندرج في باب "الفأل السيء"، وتملي إعادة النظر في تقييم دور الحليف الدولي: روسيا. دعونا ننتظر لنر، هي بضعة أيام وأسابيع، وستنجلي صورة المعركة في أوكرانيا، وسنتعرف أكثر عمّا إذا كان "التجربة الأوكرانية" قابلة للتكرار وإعادة الإنتاج، أم أن "الخصوصية السورية/ العربية"، ستفعل فعلها هذه المرة كذلك.  

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القيصر يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق القيصر يخسر معركة كييف، ماذا عن دمشق



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab