إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

 السعودية اليوم -

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق

بقلم : عريب الرنتاوي

إن صحت التأكيدات الأمريكية بأن إيران، وليس الحوثي، هي المسؤولة عن الهجمات على موقعي ابقيق وخريص السعوديين، وإن الطائرات المسيرة – أو الصواريخ التي استخدمت فيها قد انطلقت من إيران، وليس من اليمن، فإن الأمر يشفُّ عن فضيحة من العيار الثقيل، ويستبطن أخطر المعاني والدلالات.

فالهجمات، إن صحت الروايات، هي عدوان إيراني صريح على المملكة، وهي ترقى إلى مستوى إعلان الحرب على السعودية، وعن سبق الترصد والإصرار ... وهي فعلة، سيكون لها ما بعدها، فلا أحد في هذا العالم، بمقدوره العيش مع «شرطي خليجي ثان»، ولكن بعباءة دينية هذا المرة.

وهي فضيحة لإيران – الثورة والدولة على حد سواء – إذ كيف تتلطى دولة إقليمية كبرى، خلف جماعة فقيرة، وتستجلب أبشع ردود الفعل الانتقامية ضد بلد فقير، معدم، يتعرض للتدمير والإبادة منذ خمس سنوات على التوالي، وفيه ما يكفيه من حروب متناسلة، وقتل مجاني وجوع ومرض وأوبئة... ولديه أفقر المؤسسات والبنى التحتية، وأدنى مستويات الدخل على المستويين الوطني والفردي ... كيف تقبل إيران، لمن هو حليف موثوق لها، أن يجابه تحدياً من هذا النوع.

وهي فضيحة في المقام الثاني، للحوثيين أنفسهم، إذ كيف يرتضون لأنفسهم وبلدهم القيام بدور «كيس الملاكمة» الذي يتلقى الضربات المؤلمة، في تمرينات و»بروفات» ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ... كيف يرتضون «الاستخدام» الإيراني لمعاناتهم لتحقيق مآرب وأهداف، تخدم إيران واستراتيجيتها الإقليمية والدولية، ولا تخدم أهداف الشعب اليمني وتطلعاته أبداً، وهم الذي ما انفكوا يقدمون أنفسهم بأنهم حملة مشاعل المشروع الوطني اليمني، وأنهم وحدهم، من يتملك زمام قرارهم بأيديهم، بخلاف جيوش «المرتزقة» التي تتبع هذه العاصمة أو تلك.

لكننا والحق يقال، لسنا على يقين من صحة ما تقوله الإدارة الأمريكية وتروّج له من معلومات وتأكيدات ... فذاكرتنا حافلة بالأكاذيب التي انخرط فيها البيت الأبيض ووزارة الخارجية بنشاط... صورة كولن بأول في مجلس الأمن في العام 2003، ما زالت تقرع جدران مخيلتنا، وهو يعرض أدلته وبراهينه على المجتمع الدولي مبرهناً على أن صدام حسين يتوفر على أسلحة دمار شامل، وأن لديه «روابط» مع القاعدة وأسامة بن لادن ... تلك الأكاذيب التي صدّق عليها وعمل على نشرها، وأضاف إليها، طوني بلير من موقعه في 10 داوننيغ ستريت – لندن – بريطانيا العظمى.

ونزداد شكاً حين نرى مايك بومبيو، أحد أهم من تبقى من صقور الإدارة «ومحافظيها الجدد»، يبادر منذ اليوم إلى تأكيد مسؤولية إيران عن الهجمات، فيما آثر رئيسه التريث قليلاً، وترك لإيران «ميزة الشك» بوصفها المتهم الوحيد بالحرب على «قلب صناعة النفط العالمية» .... مثل هذا التناقض، أو التفاوت في الروايات، يحسب لصالح المتهم، الذي هو بريء حتى تثبت إدانته ... وهو ما يجعلنا بين متشكك بالرواية، غير قابل لتصديقها، وننتظر بفارغ الصر أن يكون هناك تحقيقاً دولياً نزيهاً وشفافاً قي ذيول الواقعة ومجرياتها.

الحراك الأمريكي النشط منذ واقعة ابقيق – خريص، يهدف إلى بلورة «الخطوة التالية» لإدارة ترامب ... وثمة من يجري موازنات بين كل الخيارات والسيناريوهات والبدال، وثمة «محاسبين» يراجعون بمنتهى الجدية، حسابات الجدوى ويضعون كل خيار في ميزان الربح والخسارة، وثمة من يصرخ من بعيداً مستعجلاً دفع الأموال للخزانة الأمريكية ومجمع الصناعات الحربية ... الحسابات التجارية لها مكانة أكثر وزناً من الحسابات الاستراتيجية، طالما أن الأزمة الخليجية برمتها، ليس من وزن استراتيجي كما قال ترامب حين أكد أن بلاده لم تعد بحاجة لغاز الخليج ولا نفطه، وإن كانت مستعدة لمساعدة أصدقائها وحلفائها إن هم استعدوا لدفع الثمن.

لا بد من تحقيق دولي نزيه وشفاف فيما حصل، سيما بعد أن قالت موسكو وباريس أن ليس لديها معلومات كافية عن منصات انطلاق الهجمات ولا من يقف وراءها ... بريطانيا – جونسن 2019، تعيد انتاج ما فعلته بريطانيا – بلير في 2003 ... لا أحد يريد أن يتعلم من درس العراق، لأنهم ببساطة لا مصلحة لهم في تعلم الدرس .

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق إن صدقت التأكيد الأمريكية أو لم تصدق



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab