رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران

رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران

رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران

 السعودية اليوم -

رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران

بقلم - عريب الرنتاوي

لا تكف تل أبيب عن توجيه الرسائل الدامية إلى طهران، ضربت في «التيفور» وقتلت إيرانيين عن سابق عمد وإصرار، ويرجح أنها من ضرب في العمق السوري في عملية تسببت بهزة أرضية من 3 درجات على مقياس ريختر، وأودت بحياة سوريين وإيرانيين وغيرهم ... إسرائيل تبجحت بمسؤوليتها عن العملية الأولى، فيما الغموض ما زال يلف العملية الثانية، مع أن جميع الأصابع تتجه صوب شخص واحد: نتنياهو.

تزامن ذلك مع الكشف «الاستعراضي»، عن واحدة من أكبر عمليات التجسس و»الاختراق» الأمني الإسرائيلي لإيران: نصف طن من الوثائق يجري السطو عليها من مستودع في قلب طهران، والأهم، يجري نقلها إلى إسرائيل في اليوم ذاته، من دون أن يدري أحدٌ بذلك ... العملية «نوعية» وخطيرة، بصرف النظر عن أهمية الوثائق، التي تعظم تل أبيب وواشنطن من شأنها، وتقلل طهران وعواصم دولية من قيمتها، فيما الصحافة ووسائل الإعلام الإسرائيلية ترى أنها نجحت في إقناع «المقتنعين» بامتلاك إيران لبرنامج نووي عسكري، وأخفقت في تغيير قناعات سواهم.

المنطقة ما زالت بانتظار التعرف على «خطوة إيران التالية»: هل سترد إيران، كيف ومتى؟ ... طهران تغلي بالتهديد والوعيد، وتؤكد أنها سترد الضربة بمثلها، بل أن ناطقين عسكريين، رسميين و»ثوريين»، لا يكفون عن القول، بأن الحرب القادمة إن اندلعت ستكون الأخيرة بالنسبة لإسرائيل، مع أن أحداً لا يأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، لأسباب عديدة، ليس أكثرها أهميها، بعد المسافة الجغرافية، وتفوق إسرائيل في المجالين الجوي والصاروخي، واستعداد واشنطن للانخراط في حرب ضد إيران، ومن دون تردد، في حال أحست بأن حليفتها المفضلة، تواجه تهديداً جدياً.

نتنياهو عاد في ذروة التصعيد للقول إنه لا يريد حرباً مع إيران ... لكن المستويين الأمني والسياسي في إسرائيل، يشددان على استمساكهما بخطوطهما الحمراء في سوريا: منع إيران من الاحتفاظ بوجود عسكري وازن في سوريا، ومنع حزب الله من الحصول على سلاح «كاسر للتوازن» في لبنان ... وحفظ هذين الخطين، يتطلب توفر سلاح الجو الإسرائيلي على «حرية الحركة» في الأجواء السورية، وهذا ما لا تكف تل أبيب عن ترديده، وما تحاول تثبيته كقاعدة اشتباك دائمة فوق سوريا.

مقابل الثرثرة الإسرائيلية الدائمة، لا يتحدث الإيرانيون كثيراً عن تفاصيل ما ينوون فعله، وهذا أمرٌ مفهوم، وهم يكتفون بالحديث عن «سحق» إسرائيل ومسحها عن الخريطة في حال اندلعت الحرب، وهذا أمرٌ لا يبدو محتملاً بكل المقاييس ... إيران بمقدورها أن تنفذ ردة فعل تكتيكية على الاعتداءات التي أصابت جنودها وخبراءها، بيد أنها غير جاهزة لحرب شاملة، لا أحد يعرف متى تنتهي وكيف، وكذا الأمر بالنسبة لإسرائيل على أية حال.

إسرائيل تحاول تثبيت قواعد الاشتباك القديمة فوق سوريا، تضرب متى ما أرادت وأينما أرادت، من دون ردود أفعال من أي نوع ... إيران وحلفاؤها، توعدوا بأن هذا الوضع لن يستمر، سيما بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية، لكنهم لم يفعلوا شيئاً حتى الآن ... إن استمر الحال على هذا المنوال، فإن من المرجح أن تنجح إسرائيل، في فرض قواعد الاشتباك التي تريدها، ما لم نر مزيداً من الطائرات والصواريخ الإسرائيلية تتساقط في سماء سوريا، وما لم نر صواريخ سورية وإيرانية، تتساقط فوق إسرائيل، كردٍ على عدواناتها المتتالية.

حتى الآن، لا يبدو أن الدبلوماسية تتحرك على نحو فعّال ... الفضاء مفتوح فقط للتصريحات النارية والمؤتمرات الصحفية الاستعراضية ... لكن «التجربة الكورية» تعلمنا أن الدبلوماسية قد تستيقظ فجأة ومن مقدمات، وبمبادرات لم تكن متخيّلة أو ممكنة قبل بضعة أيام فقط ... فهل يحدث أمرٌ مشابه بين إيران وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل؟ ... قد يثير السؤال غضب واستهجان «مقاومون وممانعون»، بيد أن ذلك، لا يمنع من طرحه، في زمن أصبح فيه دونالد ترامب، أحد أكبر المرشحين للحصول على جائزة نوبل للسلام للعام الحالي؟

المصدر:جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران رسائل إســرائيــل وأجــوبـــة إيــــران



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab