استكمالاً للحوار مع حزب الله

استكمالاً للحوار مع حزب الله!

استكمالاً للحوار مع حزب الله!

 السعودية اليوم -

استكمالاً للحوار مع حزب الله

بقلم - عريب الرنتاوي

أخذنا الحوار مع حزب الله على قناة الميادين، إلى مساحات لم نكن ننتظر ولوجها ... لكن ذكاء مقدم البرنامج الزميل كمال خلف، وحيوية الحوار مع نواف الموسوي وعبد الباري عطوان ورقيّه، دفع القناة لتخصيص حلقة ثالثة إضافية من برنامج «قواعد الاشتباك»، خُصصت للحديث عن «الحرب الناعمة» التي يتعرض لها الحزب وحلفاؤه في «محور المقاومة والممانعة»، وما إذا كان هذا المحور يتوفر على مرجعية فكرية تجعله جاذباً لشعوب المنطقة وحركاتها السياسية.

ولأن الزمن على الشاشة قصير وسريع، مهما طال واستطال، فلم يكن ممكناً على امتداد الحلقات الثلاث، تقديم إجابات وافية على أسئلة بالغة الأهمية والجوهرية، لذا نجد ضرورة للتفصيل في هذا المقال، وربما غيره من المقالات القادمة، لبعض ما أوجزناه وقلناه على عجل على شاشة المحطة التي نجحت في تسجيل حضور شعبي متميز، وباتت من بين حفنة قليلة من القنوات «الجماهيرية» في العالم العربي.

عند الحديث عن «محور المقاومة والممانعة»، يصعب الحديث عن «محور متماسك» بين مكوناته المختلفة، فلكل مكون منها، حساباته المعقدة وظروفه وأولوياته، بل ولكل منها تحالفاته التي «لا تنسحب» بالضرورة على بقية المكونات، فتركيا التي تحتفظ بعلاقات قوية مع طهران، تبادل دمشق أشد مشاعر الكراهية والعداء ... وحماس التي تتقرب من حزب الله وطهران، تبدو «منبوذة» في دمشق، ولا أفق قريباً لاستئناف العلاقات بين الطرفين.

لا مظلة فكرية واحدة تنتظم عمل وتؤطر رؤية ونشاط هذا المحور ... طهران (والضاحية الجنوبية)، تدينان بالولاء لنظرية «ولاية الفقيه»، ولمدرسة من «الشيعية السياسية» لم تنجح حتى الآن في توحيد الشيعة العرب وفي الإقليم خلفها، ناهيك عن «جذب» التيارات السياسية والفكرية والاجتماعية الأخرى ... ودمشق، يفترض أنها محكومة بالحزب القائد، وحزب البعث ينتمي لمدرسة قومية – علمانية، فضلاً عن الاختلاف المذهبي بين الغالبية الساحقة لسكان البلاد (واستتباعاً أعضاء الحزب) مع طهران وحزب الله ... أما حماس، وبفرض أنها ما زالت محسوبة على هذا المحور، فإن ولاءاتها الإخوانية ليست خافية على أحد، بل هي عميقة ومتجذرة إلى حد يصعب معه تصديق أن الحركة «فكت ارتباطها» بالجماعة الأم، حتى ولو أعلنت عن ذلك علناً ورسمياً.

أنماط الحكم في فضاء هذا المحور (إيران وسوريا)، ليست جاذبة لأحد، فنظام ولاية الفقيه لم يكن جاذباً للنشطاء والسياسيين من مختلف التيارات السياسية والفكرية العربية، وثمة معارضة قوية له في الداخل الإيراني ... والنظام في سوريا، اشتهر بكونه طارداً لمخالفيه، ومؤخراً لمواطنيه، ولعله بحكم طبيعته، كان مسؤولاً عن اندلاع الأزمة السورية، على خلفية الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالحرية والكرامة والعيش الكريم، قبل أن تختطف من قبل جماعات أصولية وأجهزة استخبارات إقليمية ودولية، وتتحول معها البلاد بأكمها، إلى ساحة واسعة لـ»حروب الوكالة» التي ستتحول لاحقاً إلى «حروب أصالة» في سوريا وعليها.

ثلاثة عوامل قوة، ما أن يتخلى حزب الله عنها، سيجد نفسه في مسار انحداري لن يتوقف ... الأول؛ المقاومة تعني حصراً مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، واية توسعة لهذا المفهوم لتشمل ساحات عربية أخرى، عن اختيار أو اضطرار (لا فرق)، جعلت وستجعل منه، جزءا من المشكلة وسبباً في الانقسام، وستنزع عنه غطاءً شعبياً لطالما كان عنصر قوة حاسم في صعوده غير المسبوق، وتحديداً في الفترة من 2000 (تحرير الجنوب) و2006 (حرب تموز).

الثاني؛ ويتصل بجدلية السلطة والمقاومة، فكلما اقترب الحزب من السلطة في لبنان وانخراط في ملف «الخدمات» و»محاربة الفساد» وتقاسم الكعكة، كلما كان ذلك على حساب «مقاومته»، وذلك مسار حتمي، لا تنفع معه أحسن النوايا، ولا أطيب الأمنيات، وقد مرت به حركات تحررية وطنية متعاقبة، بل ويمكن القول إن أي منها ينجو من أصعب المصائر والمآلات.

والثالث؛ ويتعلق بالمنسوب الديني – المذهبي في خطاب الحزب، والذي يتصاعد بدل أن يتناقص، إذ كلما ابتعد الحزب عن خطاب وطني لبناني، وقومي عربي، وإنساني – تقدمي – ديمقراطي، كلما غرق في المذهبية، مقتله و»كعب أخيله»، في نهاية المطاف.

في الحلقتين الأخيرتين من البرنامج، أورد نواف الموسوي واقعتين، وإن كانتا تخدمان وجهة نظر كاتب هذه السطور، بدل أن تخدما وجهة نظره، الأولى، نصيحة مبكرة أسداها الراحل محمد حسنين هيكل للسيد حسن نصرالله ذات لقاء في منتصف التسعينات مفادها أن (قتال إسرائيل) كفيل وحده بكسب معركة الحزب السياسية والإعلامية الضارية مع معسكر خصومكم الكبير والممتد ... والثانية؛ عرض تلقاه حزب الله من قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، يستبطن الاستعداد للانخراط في مقاومة الحزب بعشرة آلاف مقاتل من الجماعة، وعلى رأسهم المرشد ذاته، وتحت قيادة الحزب، وذلك في خضم حرب تموز/آب 2006.

البوصلة فلسطين (لمن أراد المقاومة بالطبع)، ومن يفقدها، طائعاً أم مرغماً، اضطراراً أم اختياراً، تائه لا محالة... والطريق إلى فلسطين يمر من فلسطين، وقد آن أوان إسقاط النظريات التي نشأت لتبرير انخراط هذا الطرف العربي / الإسلامي أو ذاك في حروب جانبية: اليوم شط العرب وغداً فلسطين ... اليوم الكويت وغداً فلسطين ... اليوم إدلب أو صعدة وغداً فلسطين ... كل هذه الطرق أودت بأصحابها وأوصلتهم إلى أماكن عدة، بيد أن فلسطين لم تكن من بينها.

 

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استكمالاً للحوار مع حزب الله استكمالاً للحوار مع حزب الله



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab