هل الأردن عرضة للتهديد ممن وكيف ومتى

هل الأردن عرضة للتهديد؟ ممن وكيف ومتى؟

هل الأردن عرضة للتهديد؟ ممن وكيف ومتى؟

 السعودية اليوم -

هل الأردن عرضة للتهديد ممن وكيف ومتى

عريب الرنتاوي

أسئلة لا تشغل المواطنين وصناع القرار فحسب، بل وتشغل اهتمام الصحافة الدولية والوفود الدبلوماسية التي تجوب المنطقة في مهمات استطلاعية عشية الضربة العسكرية الأمريكية المرجحة لسوريا. والحقيقة أن الإجابة على هذه الأسئلة والتساؤلات، ترتبط جوهرياً بحجم ونوعية الضربة العسكرية التي يجري الحديث بشأنها، وأي سيناريو سينتظم الأحداث والتطورات المرتقبة على مسار الأزمة السورية. الأردن ليس بمنأى عن شرارات الحرب الأهلية في سوريا ... لقد ناله منها "نصيب"، والأرجح أن تداعيات هذه الأزمة، لم تتوقف بعد، عن فعل فعلها ... لقد استقبلنا مئات ألوف اللاجئين، كثيرون منهم نعرفهم، ونعرف أين يقيمون وماذا يفعلون، وكثيرون منهم لا نعرف الكثير عنهم ولا عن أماكن تواجدهم وانتشارهم، وهذا بحد ذاته، أمرٌ مقلق، وقد انعكس في سلسلة الإجراءات الاحترازية التي اتخذت مؤخراً في المطار وعلى المعابر الحدودية ... ومن المرجح أن نستقبل المزيد من هذه الموجات إن تطور الحال في سوريا إلى سيناريو "الضربة الواسعة" والاشتباك الإقليمي الأوسع. والأردن، تلقى بعض المؤشرات المقلقة التي تعكس "شغف" بعض الحركات الجهادية في استهداف الأمن الأردني، صحيح أنها لم تبلغ بعد ذات المنسوب الذي تلقيناه من ذات الحركات عندما "استوطنت غرب العراق في سنوات 2005 – 2007، إلا أن تطور الأحداث في سوريا، قد يصل بهذه التهديدات إلى المنسوب ذاته، وربما بما يفيض عنه، وهذا أمر يجب الانتباه مبكراً له، وعدم الركون إلى انشغال هذه الجماعات بأولويات أخرى، الآن في سوريا، ومن بعدها ربما في العراق ولبنان، لكننا لن نظل بحال بمنأى عن دائرة استهدافاتها. واحدة من مصادر القلق والتحسب الأردني، تكمن في "ردة فعل" النظام السوري المحتملة على الضربة العسكرية الأمريكية، ومن واجب الدولة أن تبني خططها وفقاً لـ"أسوأ السيناريوهات" لا أحسنها ... وأسوأ السيناريوهات، لا يستبعد لجوء النظام في دمشق إلى "خيار شمشون" وهدم المعبد على رؤوس الجميع، لكن هذا السيناريو يفترض أننا امام ضربة عسكرية أكبر من "محدودة" و"ضيقة" و"جراحية"، ضربة تستهدف تغيير قواعد اللعبة وتغيير النظام ... وثمة نبرة تهديد لا تخطئوها العين مبثوثة في ثنايا بعض المواقف والتصريحات الرسمية السورية. وفقاً لسيناريو كهذا، سيناريو تغيير قواعد اللعبة، فإن احتمال تمدد الأزمة السورية خارج حدود الجغرافيا السورية، يبدو مرجحاً، وأن أطرافاً إقليمية ودولية ستنزلق إلى آتون المواجهة الميدانية، وعندها تبدو كافة الاحتمالات واردة، بما فيها استهداف الأردن، أقله بداعي ضرب الأهداف الأمريكية على أرضه. ولأن أحداً لا من معسكر النظام السوري ولا من معسكر خصومه، يرغب في الوصول إلى نتيجة كهذه، لأن لا مصلحة له فيها، ولأن جميع الأطراف ترغب في حصر الأزمة السورية في الداخل السوري، فإن من المرجح أن تكون الضربة المحدودة، هي السيناريو القادم الذي سينتظم الضربة وتداعياتها، وبما يبقي الباب مفتوحاً أمام فرص "التسويات" و"الصفقات" والحلول الدبلوماسية التفاوضية. سيناريو الضربة المحدودة، تتنازعه وجهتا نظر: واحدة تريدها "وجبة واحدة" تنتهي بعد ساعات من القصف الكثيف، والثانية تريدها على "وجبات" و"موجات" متلاحقة، تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام، يجري التأكد بعد كل موجة من موجات القصف الجوي والصاروخي، بأن الأهداف التي تعرض للضرب، قد تم تدميرها بالكامل، وإلا كانت الوجبة الثانية أو الثالثة ... إسرائيل تشجع على الأخذ بتكتيك الضربات المتلاحقة والمتعاقبة، فيما بعض الأوساط العسكرية الأمريكية كانت تفضل التكتيك الأول: وجبة واحدة وكفى ... وثمة ما يشير إلى أن الكفة قد رجحت في واشنطن مؤخراً لصالح "الخيار الإسرائيلي"، خصوصاً بعد التأجيل المتكرر للضربة العسكرية. إن أدرك النظام وحلفاؤه، أن 48 إلى 72 ساعة من العمليات الجوية، يمكن احتمالها واحتواء تداعياتها، سيلتزم بسياسة عدم الرد مع "الاحتفاظ بحقه في الرد بالشكل والوسائل والتوقيت المناسب"، أي أنه لن يكون هناك رد، لا الآن ولا بعد حين، أما أن شعر النظام وحلفاؤه، بأن الضربة، ستقلب الطاولة على رؤوس هذا المحور، فليس من المستبعد، ولكن ليس من المؤكد كذلك، أن يكون هناك رد فعل بحجم الفعل ذاته ولكن في الاتجاه المعاكس. وإذا أخذنا العراق كمثال (لا يمكن القياس عليه)، فقد جابه النظام "حرب وجود"، ولكنه امتنع عن اللجوء عن خيار "هدم المعبد" الذي طالما لوّح به، وبالأحرى لم تتح للنظام فرصة اللجوء إلى هذا الخيار ... فهل سيكون الوضع في سوريا 2013 مشابهاً للوضع في العراق 2003، أم أننا سنكون أمام وضع مغاير؟ سوريا ستشكل حقل اختبار أول لنظام ما بعد القطب الواحد، والسؤال هنا إلى أي مدى ستذهب روسيا في دعمها للنظام، المؤكد أنها لن تحارب دفاعاً عنه، ولكن في المقابل، ما هي الخيارات والبدائل الأخرى المحتمل أن تلجأ إليها؟ ... هل يكفي أن تمده بجسر جوي من المساعدات للتعويض عن خسائره من الأسلحة والذخائر؟ ... هل سيتاح له الوقت لاستيعابها؟ ... هل سيُسمح لروسيا بفعل ذلك؟ ... ببساطة لا نعرف. وإيران ستخضع لأول اختبار عميق وواسع لدورها كدولة إقليمية كبرى ... هل ستقاتل دفاعاً عن النظام السوري أو عن مصالحها في سوريا؟ أم أنها ستختار اللجوء إلى بدائل أخرى؟ ... الأرجح أنها لن تحارب، لكن في المقابل ما هي الخيارات المتبقية لطهران، هل ستكتفي بتزويد النظام بالمزيد من المال والعتاد والسلاح، بالمزيد من "الجهاديين الشيعة"، هل ستلجأ إلى "الخطة ب" بدعم ميليشيات وكانتونات على أسس مذهبية، هل توسع دائرة دعمها لتشمل فصائل من الإسلام السنّي على غرار ما يحصل في ساحات أخرى، هل تبحث عن قوى "لا دولاتية" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من نفوذها ومكانتها في سوريا ولبنان معاً، بعد أن تكون الدولة السورية قد انهارت وتشتت مؤسساتها؟ ... وكيف سينعكس كل هذا وذاك على أمن الأردن، وكيف سيكون شكل التهديدات للأردن وفقاً لسيناريو كهذا؟ .... أسئلة وتساؤلات قد تكون سابقة لأوانها، لكنها في مطلق الأحوال، ليست سابقة بكثير لذاك الأوان. نقلا عن مركز القدس للدراسات السياسية

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الأردن عرضة للتهديد ممن وكيف ومتى هل الأردن عرضة للتهديد ممن وكيف ومتى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab