مفاوضات فيينا أكثر من نصف نجاح

مفاوضات فيينا... أكثر من نصف نجاح

مفاوضات فيينا... أكثر من نصف نجاح

 السعودية اليوم -

مفاوضات فيينا أكثر من نصف نجاح

عريب الرنتاوي

  تنجح مفاوضات فيينا الماراثونية في الوصول إلى اتفاق نهائي في المهلة المهددة بنهاية يوم الاثنين الفائت، لكن المفاوضات لم تفشل كما ذهبت إلى ذلك بعض الآراء والتحليلات، بدلالة:
أن الجانبين اتفقا على تمديدها لسبعة أشهر إضافية، تنتهي بنهاية حزيران / يونيو المقبل، ووفقاً لذات الشروط التي تضمنتها اتفاقات مسبقة.
أن المتفاوضين قرروا استئناف جولاتهم في القريب العاجل، وعدم ترك الملفات الثقيلة لربع الساعة الأخير، والجولة التالية ستكون في منتصف الشهر المقبل، بعد أسبوعين تقريباً، والأرجح في مسقط، مهد المفاوضات السرية والعلنية بين واشنطن وطهران
 ثمة إجماع من مختلف الأطراف، على أن جولة فيينا حققت اختراقاً ملموساً، وأن ثمة أفكار جديدة قد طرحت، وأن الوقت نفذ قبل استكمال البحث بها وتظهيرها، وهذا ما ستعكف عليه مفاوضات مسقط القادمة.
لاحظ المراقبون أن المفاوضين الرئيسين، ظريف وكيري، حرصا في ختام الجولة الأخيرة، على توجيه رسائل للداخل، لطمأنة المتشككين والمعارضين للمفاوضات ... بعض مرجعيات قم والحرس الثوري والمتشددين في طهران من جهة، والجمهوريين الذين سيطروا على مجلسي النواب والشيوخ في واشنطن من جهة ثانية، ما يعني أن الإعداد للاتفاق قد بدأ من الآن، بل وقبل أن تنفض آخر الاجتماعات الثنائية والمتعددة بين الوزراء السبعة الذي احتشدوا في فيينا ورابطوا فيها.
على أية حال، ليس لإيران ولا للولايات المتحدة، مصلحة في فشل هذا المسار التفاوضي، بل يمكن القول إن ثمة التقاء في المواقف، يجعل كلا الجانبين، معنياً أكثر من غيره بالوصول إلى اتفاق تاريخي ونهائي ... أوباما يبحث عن إرثه الرئاسي فلا يجده إلا في إيران، حيث فشلت سياسته الخارجية في كل مطرح ... وإيران أخذت تعترف بالنتائج الكارثية للحصار والعقوبات على استقرارها واقتصادها ورفاه شعبها ومستقبل دورها الإقليمي ... وحين تلتقي المصالح والإرادات والرغبات، لن تعجز الدبلوماسية عن اجتراح الحلول وتذليل العقبات.
لكن كل من الفريقين المفاوضين الرئيسين: الإيراني والأمريكي، لديه ما يكفيه من عقبات على المستوى المحلي، وهو بحاجة لـ “صورة المنتصر” كي يتمكن من مواجهة الأعاصير المحلية التي تنتظره، ولكي يقوى على تسويغ الاتفاق وتسويقه، وأحسب أن مهلة الأشهر السبعة المقبلة، ستستغل في تهيئة الداخلين، الإيراني والأمريكي، لترجع الاتفاق، أكثر من كونها ضرورية لإنجاز الاتفاق ذاته.
كما أن واشنطن بشكل خاص، تواجه مشكلة مع مروحة واسعة من حلفائها الدوليين والإقليميين، هؤلاء الذين أشهروا راية العداء لإيران، وصعدوا إلى أعلى قمم الأشجار، بحاجة لسلم آمن، أو شبكة أمان للهبوط المتدرج عن تلك القمم ... إسرائيل، بدأت مشوار الهبوط، ومن يتابع مواقف نتنياهو يعرف حكم الاستدارة في الموقف الإسرائيلي، من إطلاق صيحات الحرب والتجييش والتهديد بضرب إيران منفرداً، إلى بداية التكيف مع الوضع الدولي الجديد الناشئ، وإبداء الاستعداد للفهم والتفهم ... السعودية ترافق المفاوضات وتتابعها عن كثب، وهي تريد الاطمئنان لمستقبل الدور الإقليمي لطهران وهلالها الشيعي الذي يقلقها أكثر مما تقلقها القنبلة النووية (الشيعية) ... أما فرنسا فقد عوّدتنا على التصرف على صورة قوة عظمى، من دون أن تمتلك من أدواتها ونفوذها ما يكفي لإقناع أصدقائها أو خصومها ... لتبقى تركيا، المتحسبة بلا شك لاستعادة إيران لدورها الإقليمي، وإن كانت الأقل تحفظاً من بين هؤلاء جميعاً على مسار التفاوض والمصالحة بين إيران والغرب.
والأرجح أن التقدم الكبير الذي حدث في مفاوضات فيينا باعتراف إيران وروسيا والولايات المتحدة، قد يدفع على الاعتقاد بإمكانية إنجاز الاتفاق قبل المهلة المحددة، بل ويفسح في المجال للتكهنات، بأن إيران والولايات المتحدة، قد باتتا مؤهلتين لفتح مختلف ملفات المنطقة للتفاوض والحوار والتفاهم ... لقد فعلت الدولتان ذلك من قبل على مستوى منخفظ وفي القنوات الخلفية، وليس ثمة ما يمنع من فعل ذلك مجدداً، على مستوى أرفع وفي العلن.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاوضات فيينا أكثر من نصف نجاح مفاوضات فيينا أكثر من نصف نجاح



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab