اسقاط السوخوي 24  قرار سياسي بامتياز

اسقاط السوخوي 24 ... قرار سياسي بامتياز

اسقاط السوخوي 24 ... قرار سياسي بامتياز

 السعودية اليوم -

اسقاط السوخوي 24  قرار سياسي بامتياز

عريب الرنتاوي

القرار التركي باسقاط الطائرة الروسية، قرار سياسي بامتياز ... ومن السذاجة الأخذ برواية “خرق الأجواء” و”تهديد السيادة”، في منطقة حدودية ضيقة ومتداخلة للغاية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بطائرة حربية تحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت ... رواية “الكمين” المُعد مسبقاً، التي صدرت عن موسكو، تبدو الأقرب للتصديق، برغم “الرطانة” الكثيفة التي صدرت عن واشنطن واجتماعات الناتو في بروكسيل.

والحقيقة أن “الشروحات” التي تضمنتها مواقف الرئيس التركي ورئيس وزرائه، كانت كافية وحدها، للوصول إلى الاستنتاج المناسب، حول دوافع القرار التركي وأسبابه الحقيقية ... فالرئيس رجب طيب أردوغان، وفي حمأة الدفاع عن حق تركيا السيادي في التصدي لأية محاولة لانتهاك أجواء بلاده، استرسل في تبيان أن المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة، تخلو من داعش، وأن كل من فيها هم من المليشيات التركمانية المعتدلة وفصائل معارضة مسلحة، ما يعني أن الانزعاج التركي يكمن في طبيعة الأهداف التي تقصفها الطائرات التركية، وليس في اختراق السيادة، وهذا أمر مفهوم على أية حال، في ظل وقوف أنقرة وموسكو في خندقين متقابلين في الأزمة السورية.

ثم أن حماسة السيد أردوغان الفائضة عن الحاجة، دفعته لـ “البوح” بحدود “المنطقة الآمنة الإنسانية” التي يتطلع لإقامتها على الأرض السورية، وتمتد حسب قوله من جرابلس حتى شاطئ المتوسط، وهي المنطقة التي تحوّلت إلى ساحة عمليات حربية مؤخراً، حقق فيها الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً جدياً على الأرض، وبدعم وإسناد جويين من الطيران الحربي الروسي.

ثم أن تركيا لم تتردد منذ بداية الأزمة السورية، عن ادعاء “الحق” في حماية “الأقلية التركمانية” في سوريا، وفي الدفاع عن ضريح جد العثمانيين، لكأنها أرادت منذ بواكير الأزمة، ان تبحث لنفسها عن ذرائع وحجج جاهزة لتبرير تدخلها في الأزمة السورية وفي أي وقت شاءت، وسعيها لفرض هيمنتها على الشمال السوري، إن تعذر عليها بسط نفوذها في عموم الأراضي السورية ... حجة “حماية التركمان” كانت حاضرة بقوة في الرواية التركية التوضيحية لحادثة الطائرة.

أحمد داود أوغلو سار على الطريق ذاته، في توضيح موقف بلاده من حادثة الطائرة ... وهو إذ هرع لدعوة الأطلسي إلى الاجتماع الطارئ، بدل أن يبادر إلى توضيح الموقف مع روسيا، كشف من حيث يدري أو لا يدري، عن حقيقة النوايا والأهداف التركية من وراء التعرض القصدي والمتعمد للطائرة الروسية ... لكأن القيادة التركية لم تكل ولم تمل من استدعاء حلف شمالي الأطلسي إلى ساحات الحرب في سوريا وعليها، فعمدت إلى تجريب محاولة جديدة هدفها “توريط” هذا الحلف، في مشروع المنطقة الآمنة، بعد أن أخفقت ورقتا “داعش” و”اللاجئين” في تمكين تركيا من تحقيقها مأربها هذا.

خلاصة القول: إن التطورات الميدانية التي تشهدها جبهات المعارك في سوريا، منذ التدخل الروسي العسكري في الأزمة، وضعت الأتراك في خانة حرجة وضيقة ... فقد بدا أن موسكو نجحت في رسم حدود ضيقة للدور التركي، إن لم تكن أطاحت بأحلام السلطان في الهيمنة والتوسع ... وبدا أيضاً، أن مشاريع أردوغان وخططه في سوريا تنكمش يوماً إثر آخر، فمن حلم “الصلاة في المسجد الأموي” إلى حلم “المنطقة الآمنة”، وصولاً إلى تنامي احتمالات وصول قوات النظام إلى خط الحدود الدولية بين تركيا وسوريا.

ثم أن الحملات الجوية المركزة التي شنها الطيران الحربي الروسي على “قوافل النفط الداعشي” المتجهة صوب الأسواق التركية، والمعلومات التي كشف عنها الرئيس الروسي في قمة العشرين في أنطاليا، واتهم فيها صراحة دولاً مشاركة في القمة بدعم الإرهاب، وتركيا كانت في صدارة قائمة الدول المتهمة بالإتجار مع داعش وتسهيل عبور إرهابيها إلى سوريا، دفعت الولايات المتحدة ودول التحالف كذلك، إلى توجيه ضربات موجعة لخطوط التجارة السوداء، الأمر الذي أصاب صورة ومصالح المضيف التركي في الصميم، وحوّل تركيا من دولة تجهد في تقديم نفسها كمحور في الحرب على الإرهاب، إلى دولة متهمة بدعمه وتمويله وتسهيل حركته.

هذه التطورات، لا شك دفعت القيادة التركية للتفكير في رفع درجة حرارة المواجهة على الحدود إلى أعلى مستوى ممكن، فكل “الاستثمار التركي” في الأزمة السورية، بات معرضاً للانهيار، وغالباً بفعل التدخل الروسي، ولم يتبق لأنقرة من خيار سوى الإقدام على “عمل كبير ما”، يحدث استدارة في اتجاه سير التطورات والأحداث، ويعيد خلط الأوراق وتبديل الأولويات وتجديد التحالفات، فكان “الكمين المحكم” الذي تعرضت له طائرة السوخوي 24.

هل ستنجح تركيا في تحقيق مُرادها من إسقاط الطائرة الروسية، أم أنها “قفزة في الهواء” سترتد بعواقب وخيمة على تركيا، كما توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ ... سؤال برسم الأيام المقبلة.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسقاط السوخوي 24  قرار سياسي بامتياز اسقاط السوخوي 24  قرار سياسي بامتياز



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 16:31 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج العذراء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:06 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة رائعة لسارة سلامة في جلسة تصوير جديدة

GMT 09:43 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

كاريلو يكشف عن كواليس البقاء مع "الهلال"

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

مروان الشوربجي يودع ربع نهائي بطولة قطر للاسكواش

GMT 10:08 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد جدة ينهيء الشعب المصري بالصعود إلى كأس العالم

GMT 13:33 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

محمد عساف يغني في 5 مدن كندية دعماً لأطفال فلسطين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab