هل العرب معمول لهم عمل

هل العرب معمول لهم عمل؟

هل العرب معمول لهم عمل؟

 السعودية اليوم -

هل العرب معمول لهم عمل

معتز بالله عبد الفتاح

أهدى هذا المقال إلى وزراء الخارجية العرب اعتقاداً منى أنهم ربما بحاجة لأن يركزوا جهدهم على كيفية إنقاذنا مما نحن فيه.

كتبت من قبل عما رصدته مجلة «الإيكونوميست» البريطانية عن عدد ضحايا الحروب الأهلية فى منطقتنا العربية خلال الأربعين سنة الماضية (من 1975 وحتى الآن).

عدد اللبنانيين الذين ماتوا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) نحو 100 ألف. عدد السوريين الذين ماتوا أثناء قمع نظام حافظ الأسد للإخوان المسلمين فى حماة فى 1982 نحو 20 ألفاً، وصراعات قبلية فى اليمن فى عام 1986 أفضت إلى موت نحو 10 آلاف، وعدد القتلى بسبب قمع صدام حسين لرافضى حكمه من الشيعة والكرد (1986 - 1989) نحو 100 ألف، وعدد الذين ماتوا فى الجزائر أثناء الصراع على السلطة بين الجبهة الإسلامية للإنقاذ وحلفائها، والجيش الجزائرى (1991 - 2002) حوالى 200 ألف، وعدد القتلى فى اليمن بسبب محاولة الجنوب الانفصال بعد توقيع اتفاق الوحدة فى عام 1994 حوالى 1500 مواطن، وعدد من ماتوا فى دارفور فى السودان خلال الفترة من 2003، وحتى الآن حوالى 300 ألف. وعدد القتلى فى العراق خلال الفترة من 2004 وحتى 2007 بعد الغزو الأمريكى للعراق حوالى 93 ألفاً، وعدد قتلى العرب بعد انتفاضات وثورات الربيع العربى من 2011 وحتى الآن حوالى ثلاثة آلاف فى مصر، 30 ألفاً فى ليبيا، و160 ألفاً فى سوريا. الأرقام السابقة وفقاً لتقرير مجلة الإيكونوميست البريطانية (عدد 5 يوليو 2014).

لو جمعنا الأرقام السابقة، فسيقترب الرقم من المليون (والمجلة استبعدت حروباً أهلية أخرى، مثل الصومال وجنوب السودان وغيرهما).

لو رصدنا عدد من قتلتهم إسرائيل من العرب منذ بداية الحروب العربية - الإسرائيلية، فسنجد أن الرقم يتفاوت تفاوتاً شديداً، وهو فى حده الأدنى مائة ألف، وفى حده الأقصى ربع مليون. وأرجو المعذرة، لأن المصادر العربية والإسرائيلية والغربية تتفاوت بشدة فى تقديرها للقتلى. بعبارة أخرى نحن قتلنا من أنفسنا نحن العرب أربعة أمثال ما قتل الإسرائيليون منا على الأقل.

مأزق العرب المعاصرين أنه أصبحت فيهم كل الصفات التى جاءت فى وصف يهود المدينة: «بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ» و«تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى» ينعمون بالتقدم المظهرى والتخلف الهيكلى، إذا اختلفوا خاصموا، وإذا خاصموا فجروا. إذا اختلفت معك، فأنت عميل، وإذا وافقتنى، فأنت جميل. إذا اختلفت معك فأنت ضائع، وإذا وافقتنى، فأنت رائع.

حلل نزار قبانى العرب، قائلاً:

أنعى لكم، يا أصدقائى، اللغةَ القديمة، والكتبَ القديمة.. أنعى لكم.. كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمة.. ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمة.. أنعى لكم نهايةَ الفكرِ الذى قادَ إلى الهزيمة.. إذا خسرنا الحربَ لا غرابةْ.. لأننا ندخُلها.. بكلِّ ما يملكُ الشرقىُّ من مواهبِ الخطابةْ.. بالعنترياتِ التى ما قتلت ذبابةْ.. لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابةْ..

السرُّ فى مأساتنا.. صراخنا أضخمُ من أصواتنا.. وسيفُنا أطولُ من قاماتنا.. خلاصةُ القضيّةْ.. توجزُ فى عبارةْ.. لقد لبسنا قشرةَ الحضارةْ.. والروحُ جاهليّةْ.. بالنّاىِ والمزمار.. لا يحدثُ انتصار.. كلّفَنا ارتجالُنا خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدة..

لا تلعنوا السماءْ.. إذا تخلّت عنكمُ.. لا تلعنوا الظروفْ.. فالله يؤتى النصرَ من يشاءْ.. وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوف.. يوجعُنى أن أسمعَ الأنباءَ فى الصباحْ.. يوجعُنى.. أن أسمعَ النُّباحْ.. ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا.. وإنما.. تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا..

خمسةُ آلافِ سنةْ.. ونحنُ فى السردابْ.. ذقوننا طويلةٌ.. نقودنا مجهولةٌ.. عيوننا مرافئُ الذبابْ.

يا أصدقائى.. جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ.. أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ.. يا أصدقائى: جرّبوا أن تقرأوا كتابْ.. أن تكتبوا كتابْ.. أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ.. أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ.. فالناسُ يجهلونكم.. فى خارجِ السردابْ.. الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ.. جلودُنا ميتةُ الإحساسْ.. أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ.. أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ.. هل نحنُ «خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ»؟

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل العرب معمول لهم عمل هل العرب معمول لهم عمل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab