العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار

العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار

العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار

 السعودية اليوم -

العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار

معتز بالله عبد الفتاح

دعانى صديق، لأتحدث لطلابه الجامعيين، واتفقنا على أن نتواصى بالصراحة وبالحقائق مهما كانت صادمة، وقد كان، فبدأت كلامى بالعبارة التالية مطالباً الجميع بأن نختبرها معاً: «نحن عالة على البشرية وخارج سياق التاريخ ولا نملك المقومات الأخلاقية أو الفكرية أو العلمية لأن نكون أفضل من ذلك، إلا إذا...».

والطريف أن الحوار الذى كان مقرراً له ساعة ونصف الساعة امتد لقرابة ضعف هذه المدة، ولم أجد طالباً واحداً يرفض الفكرة المركزية التى لخّصتها فى العبارة السابقة، ولكن كان معظم النقاش حول «إلا إذا...». وكانت نقطة البداية فى «إلا إذا...» هى أن أقول: «إلا إذا انتقلنا من العقلية البليدة إلى العقلية الناقلة ثم الناقدة ثم المبتكرة»، وأجملت كلامى فى النقاط التالية:

أولاً: السَّمك الكبير لم يعد يأكل السَّمك الصغير، ولكن السمك الصغير سيأكل أكل السمك البطىء وسيتركه يتضور جوعاً.

مثلاً، ¬شركة «كوداك» التى كانت فى وضع شبه احتكارى لآلات التصوير فى السبعينات والثمانينات، وقد كانت بالفعل عملاقاً اقتصادياً مهولاً، أشهرت إفلاسها العام الماضى، فى نفس الوقت الذى كانت فيه شركة اسمها «إنستجرام» فيها 13 موظفاً بيعت بنحو مليار دولار، لأنها أتاحت لمستخدمى التليفونات المحمولة أن يضعوا صورهم على سيرفر فى مكان ما فى أمريكا ويقوموا بـ«تشييرها» (sharing) أى نشرها على «الفيس بوك» و«توتير».

وبالمناسبة منذ 10 سنوات لو كنت كتبت كلمة «facebook» على أى برنامج كمبيوتر لكان وضع تحتها علامة حمراء، لأنها كلمة لا معنى لها فى اللغة الإنجليزية.

ثانياً: القوة لا تعنى القوة المادية «السلاح أو الاقتصاد فقط»، لكنها تعنى القدرة على الصمود والمثابرة والكفاح والإبداع.

واحدة من النتائج التى وصلت لها دراسة «Ivan Toft» بشأن الحروب غير المتكافئة (وهى من الدراسات الداعمة لحاجة الدول الكبرى لشن حروب الجيل الرابع على الدول الأصغر) أن بين 1800 و1949 انتصرت الدول والأطراف الأضعف بـ12 فى المائة فقط من المواجهات العسكرية مع الدول والأطراف الأقوى، لكن فى الفترة بين 1950 وحتى 1998 انتصرت الدول والأطراف الأضعف بـ55 فى المائة من المواجهات العسكرية، لأن الطرف الأضعف يدخل المعارك الكبرى بعقلية انتحارية استنزافية. يكفى أن أقول إنه لو كان أسامة بن لادن أنفق نصف مليون دولار على تفجير البرجين فإنه فى مقابل كل دولار أنفقه «بن لادن» أنفقت الولايات المتحدة 7000 دولار، وحتى الآن لا يبدو واضحاً إن كان هناك منتصر.

ثالثاً: العالم يشهد ثلاث ثورات صامتة لكنها شديدة الصخب فى تأثيرها: ثورة الزيادة المطردة (the more revolution)، وثورة الحراك المطــرد (the mobility revolution)، وثـــورة الذهنيــة المتغيـرة (the mentality revolution)، كما ذهب Moises Naim.

العالم يزيد عدداً فى كل شىء: البشر يزيدون، الجامعات تزيد، الأسلحة تزيد، الأحزاب تزيد، الشركات تزيد، الدول تزيد، ومؤسسات المجتمع المدنى تزيد. كل هذا يعنى أن المنافسة تزيد والصراع يزيد والتخلص من الأبطأ والأقل مرونة وإبداعاً يصبح سِمة عامة.

والعالم فى ثورة حراك مستمر، حيث إن البشر الذين يعيشون خارج بلدانهم الأصلية زاد خلال آخر 20 سنة بنسبة 37 فى المائة وفقاً لبيانات الأمم المتحدة. كما أن ثورة الاتصالات جعلت المعرفة متاحة، لكن هل من متعلم؟ ادخل على موقع «Coursera» لتأخذ مقرراً دراسياً كاملاً مع أفضل أساتذة العالم فى التخصصات المختلفة ببلاش. لكن كم منا فى مصر مهتم بالعلم والمعرفة؟

وهنا تأتى ثورة الذهنية المتغيرة، نظرة البشر اختلفت، الطموح زاد والرغبة فى النجاح أصبحت سمة مشتركة عند أعداد متزايدة من البشر، لكن هناك من يعلم أنه فى تنافس مع شباب مثله فى بيرو أو الهند أو الصين، وهناك من يجلس على القهوة يشرب الشيشة وينظر بشأن المؤامرات التى تحاك ضد مصر وضده هو شخصياً.

الأجيال الجديدة لن تقبل بأن تحكم من قِبل حكام مستبدين حتى لو كان البديل هو الفوضى. عدد الحكام المستبدين فى العالم سنة 1977 كان نحو 89، الآن عددهم فقط 23.

ولهذا تذكروا «إلا إذا..».

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار العالم ينظر لأجدادنا باحترام ولنا باحتقار



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab