طبعاً نحن أمام مشهد عبثى حين يكون رئيس الجمهورية فى واحد من أكثر مجتمعات الأرض تطوراً فى الوقت الذى نجد فيه بعض (وأقول بعض) نوابنا يتعاملون داخل البرلمان بأخلاقيات الشارع أو الحارة.
ولكن دعونا نفترض أنها تجربة لا بد أن تأخذ نصيبها من الاكتمال عسى أن نتعلم وأن يعرف الناخب العازف عن المشاركة أنه تنطبق عليه مقولة «أفلاطون»: «من يعزف عن المشاركة فى الحياة السياسية فسيعاقب بأن يحكم بمن هم دونه ومن لا يراعون مصالحه».
وأعتقد أن الكثيرين اليوم ينظرون إلى بعض النواب على أنهم أخطأوا فى حق أنفسهم حين أعطوهم أصواتهم.
هى تجربة فيها ما يستحق أن نتأمله وأن نتعلم منه.
ولكن الرئيس والوفد الذى معه فى اليابان يقومون بمهمة الاتفاق مع الحكومة والشركات اليابانية على عشرات المشاريع التى يمكن أن تساعد مصر كثيراً فى الفترة المقبلة.
وأعجبنى أن بعض الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعى يبحثون فى أسباب تقدم اليابان، فذكر أحدهم أن الاهتمام بالإنسان اليابانى كان لا يقل أهمية عن الاهتمام بالاقتصاد اليابانى، وهو ما تمثل فى العناصر العشرة التالية:
1- فى اليابان تدرس مادة من أولى ابتدائى إلى سادسة ابتدائى اسمها «طريق إلى الأخلاق» يتعلم فيها التلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس!
2- لا يوجد رسوب من أولى ابتدائى إلى ثالث متوسط، لأن الهدف هو التربية وغرس المفاهيم وبناء الشخصية، وليس التعليم والتلقين.
3- اليابانيون، بالرغم من أنهم من أغنى شعوب العالم، ليس لديهم خدم، فالأب والأم هما المسئولان عن البيت والأولاد.
4- الأطفال اليابانيون ينظفون مدارسهم كل يوم لمدة ربع ساعة مع المدرسين، مما أدى إلى ظهور جيل يابانى متواضع وحريص على النظافة.
5- الأطفال فى المدارس يأخذون فرش أسنانهم المعقمة، وينظفون أسنانهم فى المدرسة بعد الأكل، فيتعلمون الحفاظ على صحتهم منذ سن مبكرة.
6- مديرو المدارس يأكلون أكل التلاميذ قبلهم بنصف ساعة للتأكد من سلامته، لأنهم يعتبرون التلاميذ مستقبل اليابان الذى تجب حمايته.
7- عامل النظافة فى اليابان يسمى «مهندساً صحياً» براتب 5000 إلى 8000 دولار أمريكى فى الشهر، ويخضع قبل انتدابه لاختبارات خطية وشفوية.
8- يمنع استخدام الجوال فى القطارات والمطاعم والأماكن المغلقة، والمسمى فى الجوال لوضعية الصامت هى كلمة «أخلاق».
9- إذا ذهبت إلى مطعم بوفيه فى اليابان ستلاحظ أن كل واحد لا يأخذ من الأكل إلا قدر حاجته، ولا يترك أحد أي أكل فى صحنه.
10- معدل تأخر القطارات فى اليابان خلال العام هو 7 ثوان فى السنة، لأنه شعب يعرف قيمة الوقت، ويحرص على الثوانى والدقائق بدقه متناهية ..
ولا يفهم كل ذلك إلا فى ضوء أن بناء الإنسان لا يقل أهمية عن بناء البنيان، وأن بناء البشر لا يقل أهمية عن بناء الحجر.
وهذا درس مهم من التجربة اليابانية.