معتز بالله عبد الفتاح
هناك فئة من الناس لا ترى خيراً فى أمر قط. هم فى حالة دائمة من السخط والرفض والاستهجان والتنديد والاستنكار ونشر الإحباط فى المحيطين بهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال هلك المسلمون فهو أهلكهم؛ أى هو تسبب فى هلاكهم.
وأظن أن المنطق نفسه يسود عندنا: من قال هلك المصريون فهو أهلكهم.
مشاكلنا سواء الشخصية أو الجماعية أو الوطنية ليست استثناءً عن الكون بل هى تكرار لما عاشه ويعيشه الكثيرون غيرنا.
القضية ليست فى أن تعيش بلا مشاكل، ولكن كيف تتعامل مع المشاكل.
سأنقل لكم نصيحة من الدكتورة جهاد إبراهيم، المدرس المساعد بجامعة عين شمس وعضو مجلس النواب، والتى رغماً عن إعاقتها لكنها ما شاء الله آية فى الرضا ونشر البهجة.
تقول جهاد:
هنصحكم نصيحة فعلاً هتكون مفتاح حياة ليكم.. إوعوا تعيشوا أنانيين ومايكونشى عندكم ثقافة العطاء (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) اللى مأخرنا عن أننا نوصل ﻷحلامنا أننا عايزين ناخد من غير ما نعطى وندفع تمن الشىء اللى هناخده ده...عايزين نعيش أحلى قصة حب وإحنا أصلاً مش بنعطى حب لنفسنا أو للآخرين أو لبلدنا.. عايزين نشتغل بمرتب واو وإحنا أصلاً مش فكرنا أبداً هنعطى إيه أو هنضيف إيه للمؤسسة دى.. عاملين زى اللى بينشوا فى بعض ومفيش حد وقف ولو لثانية وقال أنا ممكن أعطى إيه...يلّلا قوم دلوقتى وقرر أنك تخلى الناس تتذوق طعم الشىء اللى أنت مميز فيه ربنا هيعطيك الأكبر والأكبر.. فلو عايز ترتاح أنفق راحة ولو عايز حب أنفق حب ولو عايز عمل قوم واشتغل، إوعى تتوقف على قانون العمل لأن عدم العمل بيخلى كل قوانين الكون ضدك.
أنا كجهاد إبراهيم أول ما تعينت معيدة كنت باخد 538ج ماكانوش بيكفّونى بنزين لعربيتى اللى ما أعرفشى أتحرك خطوة من غيرها نظراً لظروفى الخاصة وبرغم كده كنت بشتغل عمل تانى كسكرتيرة علشان أقدر أعيش وأصرف على نفسى وألبس كويس لأنى من ضمن أعضاء هيئة جامعة زى عين شمس ولما عملت كده ربنا كرمنى وطلّعنى السلم خطوة خطوة ودلوقتى بقيت نائبة فى البرلمان والمكان مش شىء شرفى قد ما هو تكليف ومسئولية بس كنت عايزة أقول لكم ده لأن قانون ربنا أنك تعطى وتسعى علشان تاخد وأبسط مثال حتى وانت بتتنفس لاي مكن هتاخد اكسجين إلا لما تطلع ثانى أكسيد الكربون.. كلمة حق منى اعطى علشان تاخد وتستمتع وتكون من الماكثين والمستخلَفين فى الأرض، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.
وفى رسالة أخرى، تقول جهاد: ...
عايز تكون سعيد ولّا تعيس
التحجر العقلى هو سبب تعاستنا
إن مشكلتك ليست فى سنواتك التى ضاعت.. ولكنها فى سنوات عمرك المقبلة التى ستضيع حتماً إذا واجهت الدنيا بنفس العقلية. دى مقولة للرائع العالم الدكتور مصطفى محمود. دى أكتر حكمة ممكن أقولها ليكم لو عايزين فعلا تتغيروا لأنى أنا شخصياً اتغيرت بعد ما واجهت الحياة بعقلية جديدة مختلفة غير العقلية المتحجرة اللى اتبرمجنا عليها...عارفين عملت إيه علشان أتغلب على العقلية دى، قريت كتب بس مش حفظتها لكن قريتها بحس وحاولت أطبقها أخدت كورسات كتيرة وتجولت فى أعماق نفسى ودعيت من قلبى ربنا، وكان عندى تواضع للعلم لأن لغاية ما نموت هنفضل نتعلم لأنى كنت عايزة أعيش سعيدة لأن ربنا عايز لينا اليسر مش العسر وكنت عايزة أعيش بشخصية مستقلة حرة لى رسالة حياة، وبقيت فعلاً باعثة للأمل والبسمة الحلوة من القلب، كل الحكاية بدأت صفحة جديدة مع الحياة، فمن الغباء أن تتبع نفس الطريق وتتوقع نتائج مختلفة. دى كلمة حق منى لو عايزين تمسكوا السما بإيديكم.