الجزيرتان مصريتان ماذا بعد

الجزيرتان مصريتان.. ماذا بعد؟

الجزيرتان مصريتان.. ماذا بعد؟

 السعودية اليوم -

الجزيرتان مصريتان ماذا بعد

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

إذن، وبناء على حكم المحكمة الإدارية العليا، فالجزيرتان مصريتان استناداً لعشرات الحوادث التى مارست مصر فيها أعمال السيادة على الجزيرتين.

وقد أوردت محكمة القضاء الإدارى 23 «وثيقة ومستنداً رسمياً» فى حيثيات الحكم الصادر ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية والتنازل عن جزيرتَى تيران وصنافير، وعرضتها فى صدر حكمها باعتبارها رسّخت عقيدتها بأن الجزيرتين مصريتان، وتتمثل هذه الوثائق فى لوائح صحية وجمركية منذ 1881، وقرارات إدارية صادرة من وزارات المالية والداخلية والدفاع والمحميات الطبيعية.

لا أتمنى أن يقدم البرلمان على مناقشة الاتفاقية، وأن يحترم حكم القضاء الإدارى. وأعتقد أن هذا الحكم سيغلق الطريق أمام الاقتراح الذى تقدم به السفير سيد قاسم المصرى بتقاسم الجزيرتين حسب قرب كل جزيرة لحدود كل دولة، بحصول المملكة السعودية على جزيرة صنافير الأقرب لحدودها، على أن تظل تبعية جزيرة تيران لمصر، أو تقاسم السيادة بين الدولتين للحفاظ على العلاقات مع الجانب السعودى.

ويستدعى الاقتراح المشار إليه خبرة خليج فونسيكا بأمريكا اللاتينية، حيث تنازعت السلفادور وهندوراس ونيكاراجوا على تبعية 3 جزر، وتمت تسوية الخلافات بينها من خلال تقاسم السيادة، أو ما يُعرف بالسيادة المشتركة، وأشار السفير المصرى إلى أنه فى حال تقاسم السيادة من الممكن تحويل المنطقة إلى منطقة تعاون اقتصادى مشترك فى منتصف جزيرة تيران، لجعل الجزيرة مجالاً للتعاون لا النزاع.

علينا أن نفكر فى كل البدائل إلا بديل الصراع والنزاع بين الدولتين الشقيقتين.

إن مخاطر النزاع بين الشقيقتين أكبر وأعظم من أن تُحصى فى ظل الاضطرابات الإقليمية المتلاحقة. وكما قلت من قبل فإنه بدون مصر فلا وجود للعرب وبدون السعودية فلا قيامة للعرب، والأفضل أن نضع موضوع الجزيرتين جانباً ويبقى الحال على ما هو عليه ويتم توقيع بروتوكول عسكرى لضمان تأمين الدولتين لحدودهما الملاحية.

أتمنى كذلك ألا يتحول الأمر إلى ساحة لاستعراض التفاهات من مراهقى البلدين وكأنها معركة لغوية للهمز واللمز.

وعلى حكماء البلدين ألا يتركوا الساحة للصبية.

إن العاهل السعودى والرئيس المصرى رجلان يعيان خطورة المأزق الذى تعيشه الأمة العربية.

نحن بصدد «سايكس بيكو» جديدة، سواء بالمعنى الحرفى أو بالمعنى المجازى، سواء كان هناك من يجلس فى مكان ما على بُعد آلاف الأميال كى يعيد تقسيم حدود المنطقة أو من تقاطعت مصالحه والتقت أهدافه مع أهداف قوى محلية أو إقليمية، قد تكون لها أهداف مشروعة على المستوى الإنسانى، لكن يمكن استغلال أهدافها هذه لتحقيق مخطط أكبر، هى لم تكن على وعى به.

الرجلان يعلمان أن الأمة العربية تعيش اختباراً لا يقل قسوة أو خطورة أو أثراً عن اختبار رسم حدود المنطقة الذى حدث منذ مائة عام حين تم الاتفاق ودياً بين المستعمرين على إطلاق يد فرنسا فى المغرب العربى مقابل أن تبتلع إنجلترا مصر والسودان، وأن يتم تقسيم إرث الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ بحيث تكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا، والعراق من نصيب إنجلترا، وهكذا.

هناك خطر إقليمى داهم لا يتجاهله إلا ساذج وهو ما سماه الملك الأردنى منذ فترة «الهلال الشيعى» الممتد من إيران إلى المنطقة الشرقية فى الجزيرة العربية امتداداً إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان. نحن، العرب، فى أضعف أحوالنا يقيناً.

وما كان متماسكاً، حتى ولو شكلياً قبل 2011، تعرت عنه ورقة التوت بعد أن أصبح ضعف دولنا ومجتمعاتنا حقيقة يعلمها من لا يريدون لنا خيراً ويروننا فريسة سهلة كى يعيدوا تشكيل حدود دولنا.

هناك أربع دول عربية انتهت فعلياً؛ هى الآن أشباه دول داخل كيانات جغرافية ودبلوماسية لها أعلام وحكومات شكلية احتفالية أكثر منها كيانات سياسية وقانونية قادرة على أن تسيطر على أمنها وحدودها، وهى فلسطين المحتلة ولبنان المنقسمة والصومال المنسية والسودان المهددة.

وتسير فى نفس الوجهة وبدموية أكثر أربع دول أخرى؛ العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن. هم يريدون منا أن نظل نتقاتل ونتقاتل، نتفتت ونتفتت.

المصدر صحيفة الوطن

arabstoday

GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزيرتان مصريتان ماذا بعد الجزيرتان مصريتان ماذا بعد



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab