خوخة خوخة وبلشت الطوشة يا علي

خوخة خوخة.. وبلشت الطوشة.. يا علي!

خوخة خوخة.. وبلشت الطوشة.. يا علي!

 السعودية اليوم -

خوخة خوخة وبلشت الطوشة يا علي

حسن البطل

سألني الشاعر رأيي بمصر، فكان جوابي ان مصر تقوم بـ"تمصير العروبة" فنصحني الشاعر بـ"الباطنية" و"انّ المضمرة"، لأن كتاباتي، في عمودي هذا، تشي بمعاداتي القومية العربية!! الشاعر السائل تقديره "هو"، وصاحب عمود "أبجديات" الشاعر علي الخليلي، الذي جرني لساحة التراث والموروث، يحتمل الإشارة الصريحة "هذا". سيفي قصير في التراث والموروث الشعبي، ولربما هو سيف روماني في ساحة الوغى السياسية، وسيف عربي "مهنّد" في ساحة أُخرى، مثلاً. اللسان الشامي، بالمعنى السياسي - الجغرافي (الجيوبولتيكي)، يعني، وعلى المكشوف، أنا "سوري الهوى"، أو من تلاميذ المدرسة السورية القومية التي أرساها، عقائدياً، الشهيد أنطون سعادة، مؤسس "الحزب السوري القومي الاجتماعي". مع ذلك، كان لساني فلسطينياً (جليلياً) في قرى غوطة دمشق، وشامياً في بيروت. لكن، مذ وصلت رام الله، لا ينفك هذا وذاك من عامة الناس عن سؤالي "من وين أنت"؟ البارحة، صباحاً، كان جوابي على هذا السؤال، اشارة من سبابتي الى سقف السيارة (السماء)!.. وما صارت طوشة! قال لي ياسر عرفات، ذات مرة، في بيروت، وبلهجته المصرية: "ده أنت من معجزات شعبنا".. وفي قرية سردا، قالت عجوز شمطاء انني من علامات قيام الساعة "هاظا اللي ساتشين (ساكن) عند يامنه (آمنة) بيقرا وبيكتب؟ الدنيا آخر وكت". كنت اقلّب الجريدة دون ان اقلبها (يعني: منحني الله والترحال قدرة قراءة العربية، بالسرعة ذاتها، من كل زوايا الدائرة). فالعجوز حسبتني مخبولاً وأُمياً، أتظاهر بقراءة الجريدة، فلما قال لها القوم أن الأستاذ أستاذ، دقت صدرها، وصرت من علائم قيام الساعة! معليش! ألم يقل المتنبي "ان النفيس غريب حيثما كانا"! لا أحد يسأل زميلي علي الخليلي "من وين انت"، فمن لا يعرفه شاعراً يعرفه مؤلفاً في التراث الشعبي، ومن لا يعرفه مثقفاً، يسمعه يحكي مع الناس بلسان الناس. فهو "ابن البلد". صحيح انني ابن البلاد، ومثلي مثله (عدت بعد 5،74 سنة).. لكن، استوطنت لساني (في مكان حليمات تذوق الطعم الحلو مثلاً) لكنة شامية، وفي مكان تذوق الطعم الحامض لكنة لبنانية، وبقي حرف "القاف" الطيراوي - الدرزي المقرقر والفخيم القلعة الكؤود الصامدة من لغتي الاولى؛ لغة أُمي.. تمرمر زماني ولساني! كأي مثقف، تغلب على لساني العربية الفصحى، وكأني عربي يجيد لساني اللغة العربية الثانية، وهي اللغة - اللهجة المصرية، اكثر من اللهجات: الشامية، البيروتية - الجبلية، والفلسطينية ايضاً.. صرت ألقي تحية السلام "تْشْيفك" وارد على مثلها بجواب "على كيف كيفك"، وبفضل "تشيفك" الفلاحية في لواء رام الله، أيقنت ان معجزة اللسان العربي هي في قدرته على نطق كل ما يجري على ألسنة شعوب الأرض. اللسان المصري (تالياً، الأمثال العامية بذلك، اللسان) تغزو اللسان الفلسطيني الذي يغزوه ايضاً اللسان الشامي: "شامية وجاي من الشام، ومن الشام جايب شامية". سأعطي علي الخليلي مثلاً (فونياً) صوتياً قد يفيد في السجال الدارويني حول تطور القرد إنساناً. اذا اعطيت "شيتا"، وهي قردة طرزان (أيام كان الجميل جوني ويسلمر هو الطرزان) قرطاً كاملاً من الموز، فانها ستكشر (تضحك). تدق صدرها بقبضتها.. تهديك ثمرة جوز هند.. لكنها لن تقول "شكراً" بأية لغة، وبأي لسان. لماذا؟ اولاً: الإنسان مُعدّ وراثياً لنطق اللغة، لأن للبصير والكفيف نشاطاً دماغياً متشابهاً في حالتي القراءة البصرية والقراءة اللمسية (برايل). ثانياً: لغة البشر ذات ميزتين: ابداعية (الكلام عن كل شيء)، والثانية: مجردة. بينما لغة الحيوان "صيحة" ذات معنى محدد. وهكذا، فان القردة "شيتا" قد تفهم كلمة "شكراً"، لكن جهازها الصوتي لا يستطيع نطقها "خوخة خوخة بلشت الطوشة". بذلك، فان الإنسان هو "طفرة" القرد، وليس تطوراً طبيعياً مديداً له. على ذلك، فإن "توتة توتة خلصت الحدوتة" لا تعود موضع مبارزة في صدق نسبها الإرثي - الموروثي.. فلسطينية أكانت (كما يقول) أم مصرية (كما قلت) أم شامية.. فاللسان العامي يقوم بـ"الإبدال" و"التقديم" و "التأخير" و"التلحين".. وكأن كل مثل شعبي عربي سمفونية تعزفها اوركسترا فيليها رموتية عربية وباللهجة المحكية! لا أوافقك يا علي ان اللهجة الفلسطينية الصحيحة (وتالياً موروث الأمثال اللغوية)، نجدها في المدينة قبل القرية، نظراً "للتثاقف" اللغوي بين الحواضر العربية، ولان بلدتك نابلس (شامية شوي) وغزة (مصرية شوي) والخليل (بدوية شوي).. وصفد (شامية شويتين ونصف). كنت في وارد الكتابة عن عبقرية العامية، ووضع معجم مشترك للعاميات العربية، لان "ايمتى" أحسن من "أين ومتى"، و"بس" أحسن من "فقط" و"ليش" أحسن من "لماذا".. و"استنى" أحسن من "انتظر".. و"شاف"، و"قشع" و"شلونك" .. أو على العربي إتقان لغتين: عربية القرآن.. وعامية مصر. نقلا عن جريدة الايام 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خوخة خوخة وبلشت الطوشة يا علي خوخة خوخة وبلشت الطوشة يا علي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab