من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني

من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني

من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني

 السعودية اليوم -

من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني

بقلم : حسن البطل

استحيت! اعتذرت عن المشاركة في مسيرة عودة إلى طيرة ـ حيفا، فقام موقع «طيرة نت» بإعادة نشر إحدى مقالاتي القديمة عن زيارتي لمسقط رأسي.

استحيت كمان، لأن موقع «غوغل» حرمني من المساهمة بالمسيرة بمقالة قديمة مؤرخة في 12 أيار 1999 (مع نشر ثان في 12 أيار 2014) عن زيارتي إلى عكا.

فكرة بمقالة عنوانها: «دولة إسرائيل لشعبين؛ وأرض فلسطين لدولتين» من وحي مسيرة الآلاف إلى قرية «زُباله» المدمّرة في النقب، ومسيرة العودة إلى الطيرة، فإذا بمقالة مشتركة لإبراهيم بورغ وغيداء زعبي، في «هآرتس» («الأيام» 14 أيار نقلاً عن «هآرتس» 13 أيار» عنوانها: «مستعد للتنازل عن: أرض إسرائيل لنا/ مستعدة للتنازل عن فلسطين لنا»).

من جملة الكتب التي اشتريتها من معرض رام الله للكتاب واحد لإلياس خوري: «اسمي آدم» والآخر «مصائر» للفائز ببوكر العربي 2015 ربعي المدهون، وهما عن النكبة.

مما قرأت في صحف إسرائيلية عن احتفالات السنوية الـ68 لإقامة دولتهم، أنه تبقّى 190 ألف يهودي في إسرائيل ناج من الهولوكوست، يموت منهم 13 ألفا كل سنة.

لا أعرف كم بقي من جيل النكبة الفلسطيني على قيد الحياة، لكن قرأت أن 3.1% من الوفيات الفلسطينية يموتون بسبب الشيخوخة (المرتبة العاشرة من إحصائية وفيات الفلسطينيين 2015، والأولى أمراض القلب بنسبة 29.5%)، فتذكرت أن جيلي يشكل 3% من عديد الشعب، أي الجيل الذي ولد قبل النكبة وإقامة دولتهم.

لا أعرف مَن الإسرائيلي الذي قال عن جيل النكبة: الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن غولدا مائير قالت: «لا يوجد فلسطينيون بعد، أنا الفلسطينية»، بينما قال ايهود باراك: لو ولدت فلسطينياً لصرت ارهابياً!

في خمسينية النكبة 1998 كنتُ في حيفا، ومنها اصطحبنا موظف فلسطيني في بيت الكرمة المشترك، إلى بيته في كابول، وفي الطريق مر على قرية الآباء والأجداد المدمرة، وممنوع عودته إليها.

تذكّرت أن «العودة» عودات، وأهمها عودة الفلسطينيين في إسرائيل إلى بلداتهم وقراهم المهجّرة والمدمّرة. فلماذا تمنع إسرائيل عودتهم إلى ما تبقّى منها دون تهويد، بينما تقوم بتهويد متسارع لأراضي السلطة الفلسطينية، تحت دعاوى توراتية وأمنية وديمغرافية، كما تمنع «لم الشمل» بالزواج سواء بين سكان الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، أو بين الشتات الفلسطيني وأراضي السلطة.

مسيرة الآلاف المؤلّفة إلى النقب وإنشادهم «موطني» واليد فوق القلب، تقول إن الكبار يموتون لكن الصغار لن ينسوا أنهم السكان الأصليون للبلاد. بحر من الأعلام الفلسطينية يظلّلهم ولا علم إسرائيلي واحد، بينما المتجول في الأراضي الفلسطينية يرى أعلام دولتهم على أعمدة الكهرباء في الشوارع المؤدية لمستوطناتهم.

من كتب اشتريتها من معرض الكتاب الفلسطيني كتاب بيني موريس بجزأيه، عن «نشوء مشكلة اللاجئين» واعتبر أستاذاً لمؤرّخي «مابعد الصهيونية» ثم ارتدّ (حسب تلميذه إيلان بابيه) لأنه قال: كان على إسرائيل ممارسة تطهير عرقي لكل الفلسطينيين (ضربة واحدة.. وانتهينا).

كثيرون يذمُّون «أوسلو» هذه، لكن ينسون أمراً جوهرياً، وهو أنها أول اعتراف رسمي إسرائيلي بوجود «الشعب الفلسطيني»، وليس «عرب المناطق المدارة» أو «عرب إسرائيل»، بعدما أصرّوا على القول «فلسطين» فقط في بداية مفاوضات أوسلو.

الأمر الثاني الذي كان ثانوياً وصار أساسياً، هو أن الاعتراف بالعلم الفلسطيني في مناطق السلطة، صار اعترافاً برفعه بأيدي الشعب الفلسطيني في إسرائيل.

كم مرة نشروا على «الفيسبوك» والمطبوعات خرائط فلسطين الصماء ذات اللونين: في الأولى عربية، في الثانية التقسيم الدولي لعام 1947، وفي الثالثة حدود دولة إسرائيل على مساحة 78% من أرض فلسطين، وفي الرابعة توسع المستوطنات في «دولة فلسطين» المعلنة.. وفي الأخيرة علامة استفهام.. «غيتوات» فلسطينية في ارض إسرائيل!

الصهيونية ودولة إسرائيل قامت على «نظرية المراحل» لكنها اتهمت م.ت.ف والفلسطينيين بها، وقامت على مبدأ عدّ الدونمات (مساحة إسرائيل) وعدّ الغنمات (عديد السكان في أرض فلسطين).. لكن العلاقة بين الجغرافيا والديمغرافيا، وعلاقتهما معاً بالجيوبولتيكا (الجغرافيا السياسية) ليست لصالح فلسطين دولة تجاور دولة إسرائيل، لكنها ليست لصالح دولة إسرائيل تخالط الديمغرافيا الفلسطينية.

عندما سألوا عيزر وايزمان في سبعينات القرن المنصرم: هل تعترف بوجود الشعب الفلسطيني؟ قال: إن اعترفت فماذا عمّا ندعوه «عرب إسرائيل»؟
ذكّرني عنوان مقالة مشتركة «مستعد للتنازل عن أرض إسرائيل لنا/ مستعدة للتنازل عن:

 فلسطين لنا» أن الحل المطروح الممكن هو: «دولة إسرائيل لشعبين، وأرض فلسطين لدولتين، وأن مطلب نتنياهو الاعتراف بإسرائيل يهودية ينفي حق العودة الرئيسي، وهو عودة من يشاء من الشعب الفلسطيني في إسرائيل إلى قراه وبلداته، لأن 92% من أرض فلسطين التي صارت إسرائيل كانت ملكاً للفلسطينيين، بينما يطالب إسرائيليون بضم 60% من أرض الضفة (المنطقة ج)؟

صحيح أن المشروع القومي لـ»تحرير فلسطين» صار مشروع الحركة الفدائية الفلسطينية، وهو لم يتحقق، لكن صار هذا المشروع مشروعاً لتحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال عام 1967 ومن «إخوة الراكب والمركوب» بين الإسرائيليين اليهود والفلسطينيين العرب في إسرائيل، حسب تعبير إميل حبيبي أو العلاقة المختلّة بين دولة إسرائيل اليهودية ودولة إسرائيل الديمقراطية.

تحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال واللامساواة في المواطنية هو الذي يصوغ العلاقة بين مصير الشعب الفلسطيني ومسار دولة إسرائيل، وليس الجيوش العربية، ولا الحركات الإسلامية، ولا سيطرة الإسلام على العروبة، وسيطرة اليهودية على الصهيونية.

من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني: دولة إسرائيل لشعبين، وأرض فلسطين لدولتين!

arabstoday

GMT 08:30 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

أطراف النهار .. القزحة وحبة البركة!

GMT 13:29 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

تلك كنيسة تحتضن كنيسة!

GMT 11:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

السبعينيات! وما أدراك بعقد السبعينيات؟

GMT 08:07 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أطراف النهار.. تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني من تحرير فلسطين إلى تحرير الشعب الفلسطيني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab