ديسمبر الكبير

ديسمبر الكبير !

ديسمبر الكبير !

 السعودية اليوم -

ديسمبر الكبير

بقلم : حسن البطل

«المصالحة: أوسلو فلسطينية ـ فلسطينية» كانت العبارة «بوست» عقّب البعض عليه: هذا خطير ويصلح مقالاً. لم أفعل. «موقع الصلحة من الصفقة» كان عنوان عمود لاحق. «المشتركة مشتركتان» كان هذا عنوان عمود حول اجتهادات رأي مختلفة في «القائمة المشتركة» العربية، بخصوص التحالف الانتخابي مع حزب «ميرتس» بدءاً من توزيع فوائض التصويت.

المصالحة كناية عن اتفاق مبادئ، شأنها شأن مبادئ اتفاق أوسلو، من المأمول أن تكتمل في كانون الأول ـ ديسمبر. موقعها من «الصفقة» أكدته تصريحات لاحقة أميركية، من المبعوث الخاص جيسون غرينبلات، ومصادر في الخارجية الأميركية.. والأهم، إماطة اللثام بالأمس عن فحوى خطة «الصفقة» للرئيس ترامب.

قوام الخطة هو معادلة نصف ـ نصف (فيفتي ـ فيفتي) بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. حسب تسريبات أميركية فإن رئيس السلطة معنيّ باتفاق؛ ورئيس حكومة إسرائيل غير معني بخلاف مع إدارة ترامب!

موعد إعلان خطة الصفقة هو نهاية كانون الأول ـ ديسمبر، وتتوقع صحيفة «إسرائيل هايوم» المقربة من نتنياهو أن يسبب إعلانها «زلزالا سياسياً» في إسرائيل!

أولاً، لماذا تحديد نهاية العام الجاري موعداً لإعلان خطة الصفقة؟ فلسطينياً قد يقال إن العام 2017 هو مرور قرن على «وعد بلفور» ونصف قرن على احتلال إسرائيل لما تبقّى من أرض ـ فلسطين. أميركياً، ربما أن ترامب حدّد ديسمبر لأنه يتوسط انتخابه في تشرين الثاني (يوم الثلاثاء الكبير من الشهر) وتتويجه في 20 كانون الثاني ـ يناير. تحدث عن صفقة قبل انتخابه وبعده.

في مرور عام على ولايته، يريد ترامب أن ينجز ما قصر في تحقيقه رؤساء سبقوه (كلينتون.  بوش ـ الابن.. وبالذات أوباما). لماذا أوباما بالذات؟

فاز أوباما بـ «نوبل للسلام» على نيّاته، ويريد خلفه المثير للجدل في أميركا والعالم أن يستحقها على أعماله في حلّ ما يصفه بأصعب وأعقد المشاكل الدولية.

على خلاف سابقيه، لم يرسل ترامب وزراء خارجية أو جنرالات إلى إسرائيل وفلسطين والمنطقة، بل شكل فريقاً ثلاثياً يهودياً على وجه السرعة، خلافاً للبطء والتردد والتقلب في شغل مناصب رئيسية في إدارته.

ليس أولبرايت، أو رايس، أو كيري.. وليس، أيضاً، ريكس تيلرسون المعني بأزمة قطر، أو خلاف ترامب مع رئيس كوريا الشمالية (طالب تيلرسون بالحوار مع بيونغ يانغ فوبخه ترامب، وقال له، بغير تهذيب، أن «اخرس» أو «شات أب». هل تذكرون؟ كان قد مدح الرئيس كيم ثم هدده بالسحق والمحق!

أبرز اليهود الثلاثة في طاقم الإعداد للصفقة هو جيسون غرينبلات، وهو كأنه مقيم في المنطقة، كما كان توني بلير مندوب «الرباعية»، لكن هذا مندوب شخصي لترامب.

ليس في تشكيل هذا الثلاثي مصادفة ما، بل تعمّد لطمأنة إسرائيل التي شملت انسحاب واشنطن من منظمة «اليونسكو» وأمور أخرى.

موقع الصلحة من الصفقة أكدته، أخيراً، تصريحات «مسؤول كبير» في البيت الأبيض (لا وزارة الخارجية!) أنها «فرصة إيجابية للسلام، وأن إدارة ترامب مصممة على إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة». لماذا؟

لأن صفقة القرن تبدأ بحل مشكلة فلسطينية ـ فلسطينية، ومن ثم تمهّد لحل المشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية ضمن إطار حل إقليمي شامل، أي دمج مبادرة السلام العربية في حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي كما تردد من قبل كثيراً، والآن بناء محور عربي معتدل في تحالف أميركي ـ سنّي ـ إسرائيلي ضد الإرهاب وإيران و»حزب الله».

في الواقع، منذ ما عرف بـ «النقطة الرابعة» الأميركية، ومشروع جونستون لتقاسم مياه نهر الأردن، ومبادرة وليم روجرز، فالولايات المتحدة سعت إلى حل إقليمي، لكن الظروف الآن اختلفت، أو نضجت بالأحرى.

من هنا حتى ديسمبر ستتشكل حكومة توافق وطني فلسطينية تخلف حكومة الوفاق. أما في إسرائيل فإن نتنياهو يسعى، عبر مقربيه، إلى تجاوز المطالبات بإقالته عبر سن قانون يمنع محاكمة رئيس الوزراء أثناء خدمته. إذا لم يشرّع ما يعرف بـ «القانون الفرنسي» فإن نتنياهو سيدعو إلى انتخابات مبكرة، وفق إعادة العمل بنسبة الحسم للكنيست من 3,25% الحالية، إلى 2% السابقة، ما يعني تفتيت بعض الأحزاب، ومن ثم يشكل نتنياهو حكومة جديدة تقلل من اعتماده على ائتلاف من الأحزاب الحالية، وتشكيل حكومة عمادها الليكود ـ العمل، مع جنوح رئيس «العمل» الجديد آفي غباي إلى اليمين والاستيطان.

مع هذا الجنوح، سيخرج بعض «العمل» من صفوفه إلى الائتلاف مع «ميرتس» التي ستمنح أصواتاً برلمانية لقبول نتنياهو بـ «صفقة القرن» الأميركية.

واشنطن تفضّل حكومة يمينية معدّلة في إسرائيل، لأن حكومة يسارية لن تستطيع تمرير قبول «الصفقة» في الكنيست، كما تفضّل حكومة وفاق فلسطينية مع «حماس» تلتزم بأوسلو وشروط «الرباعية».

ما هو التغيير؟ سابقاً كانت الإدارات الأميركية مع مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية مباشرة إذا نجحت ستوافق عليها واشنطن. هذه المرّة يريد ترامب مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية مباشرة وقصيرة، ولكن تحت سقف «صفقة القرن».

موجز الصفقة هو وضع السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي تحت مظلة سلام عربي ـ إسرائيلي يشمل تطبيع العلاقات بين محور الاعتدال العربي ـ السنّي وإسرائيل. الفكرة ليست جديدة، لكن ظروف وشروط تمريرها هي المستجدة في دول المنطقة.

مع ذلك، فإن نتنياهو لن يقول «لا» لصفقة «نصف ـ نصف» فقد يدعو إلى انتخابات مبكرة آخر هذا العام أو مطلع العام المقبل، وخلالها قد لا يبقى الرئيس ترامب في منصبه، بينما يشكل نتنياهو حكومة أكثر يمينية وتطرفاً من حكومته الحالية.

إنها فترة شهور حرجة، ستدور فيها لعبة عضّ أصابع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبين السلطة وبعض الدول العربية، هذا إن لم تصرف مشاكل أميركية ـ داخلية أو مشاكل أميركية ـ عالمية الرئيس ترامب عن «ديسمبر الكبير» الإقليمي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي.. إنه رئيس مُتقلِّب و»غير شكل».

arabstoday

GMT 08:30 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

أطراف النهار .. القزحة وحبة البركة!

GMT 13:29 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

تلك كنيسة تحتضن كنيسة!

GMT 11:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

السبعينيات! وما أدراك بعقد السبعينيات؟

GMT 08:07 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أطراف النهار.. تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديسمبر الكبير ديسمبر الكبير



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab