ليش بديش انتفاضة ثالثة

ليش بديش انتفاضة ثالثة؟

ليش بديش انتفاضة ثالثة؟

 السعودية اليوم -

ليش بديش انتفاضة ثالثة

بقلم : حسن البطل

على جدار هنا وآخر هناك، عاد شباب الى كتابة الكلمة الفلسطينية-العالمية الأثيرة «انتفاضة» برذاذ بخاخات الدهان.

فعلاً، مفردات الانتفاضة عادت، وأبرزها الحجر والمقلاع واللثام.. وأعلام البلاد وأيضاً رايات الفصائل. هل هي «وميض جمر يوشك أن يكون له ضرام». أم شرر لن يصير حريقاً. لا أدري ولا أجزم.

.. لكن، أعرف خلاصة التكرار: بطولة. مأساة.. ثم مهزلة، أو لا تذهب الى حرب بوسائل حرب سابقة. المفردات هي هي، سلاح الضعيف إزاء القوي، لكن المعطيات لم تعد كما كانت: ميدانياً وسياسياً.. وربما شعبياً.

نعم، «أكثر النار من مستصغر الشرر» وشرارة احتجاج شعبي-سلمي في بلعين، قبل سنوات، صارت شرراً في حزام يحيط بالجدار، أو محيط المستوطنات، او معتقلات الاحتلال أخيراً، كما في تظاهرات الاحتجاج أمام سجن «عوفر» تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام.

الانتفاضة الأولى العظيمة اندلعت من «حادث طرق» مقصود أو غير مقصود؛ والثانية من استفزاز مقصود في الحرم القدسي.. وتلاهما حريق شامل دام سنوات.

لا مكان، أو لا أهمية للسؤال: عفوية أم مدبرة.. أم أن القيادة في تونس تحكمت في اللهب؛ والقيادة في رام الله خرجت الأمور عن سيطرتها.. وفي الحالتين نعرف كيف تندلع «الحرب» وقلما نعرف كيف يخمد أوارها، بعد فوضى «وفلتان أمني» وتقهقر الاقتصاد وتقاليد المجتمع أيضاً في ميلها الى «جزر» المحافظة بعد «المد» الراديكالي.

بدأت الانتفاضة الأولى «راديكالية» حيث تمرد الشباب على الاحتلال والبطريركية «الأبوية» معاً، وانتهت الى «محافظة» اجتماعياً، أو الى قيود على لباس النساء. من يتأمل «ساحة التحرير» المصرية في عنفوان أيامها الأول، ونقاشات سخيفة في البرلمان المصري المنتخب، يعرف ما أقصد. الأصولية أدهى أم الاستبداد؟ من يتتبع أمور الانتفاضة الثانية النارية، بعد أسابيع من طابعها الشعبي، يعرف أن الاحتلال جرنا الى خوضها بشروطه. يمكن فهم «العمليات الانتحارية» لولا الاسراف في ممارستها، واستهداف المدنيين عشوائياً، بينما جنود الاحتلال على الحواجز في الأرض المحتلة.

ولولا عمليات فدائية شجاعة (وهي خمس أو ست عمليات باهرة) لكانت الصفة الغالبة على الانتفاضة الثانية هي عمليات انتحارية، جردت الانتفاضة هذه من تعاطف عالمي نالته بجدارة الانتفاضة الأولى.. وبخاصة في مطالعها الشعبية وغير النارية، وأعطت العمليات الانتحارية (إرهاب ضد إرهاب) عذراً عالمياً لاسلوب التصفيات و»القتل المستهدف» لنشطاء الانتفاضة.
اقتراب السلطة من حركة «فتح» وهذه من «كتائب الأقصى» أعطى جيش الاحتلال ذريعة لتدمير ممنهج ومتماد للسلطة ذاتها، ومقراتها اللوجستية، أي مفاصلها.. وانتهت بالضرب بالرأس، واغتيال القائد التاريخي، وعانى الشعب من حصار محكم، بحيث كانت المواصلات بين شمال الضفة ووسطها تمر عبر «زاروب» مخيم الجلزون الضيق جداً.

الآن، يبدو شرر الاحتجاج كأنه وضع قدر الطبخ على نار هادئة، والمبادرات بأيدي الشباب المحتجين الذين «فرضوا» اسلوب المواجهة والاشتباك، دون أن يتمكن جيش الاحتلال من الإمساك بزمام المبادرة، كما في الانتفاضة الثانية خصوصاً، ويمارس الشعب حياته العادية، ويرمم خراب الانتفاضة الثانية وفوضى «الفلتان الأمني». هذا لعله أفضل من طبخ الانتفاضة الثالثة بطنجرة الضغط «البريستو» وتعطيل الحياة العامة.

انتفاضة هادئة ومفاوضات مديدة. لماذا لا؟ ولو تذمر الناس من المفاوضات، فإن السلطة في حالة «هجوم» سياسي، وإسرائيل في حالة «دفاع» سياسية.. الى أن تنضج الظروف العالمية والعربية والإقليمية.

مراكمة المكاسب أجدى من الرهان على انتفاضة ثالثة، وما يبدو «عزلة» سياسة القيادة عن شعبها يظل أهون من «عزلة» إسرائيل في العالم.

اعترفت 105 دول بمنظمة التحرير كحركة تحرير، والآن 133 دولة تعترف بفلسطين-دولة. الفارق مهم لأنه مصيري.

كانت الحركة الفدائية نسيج وحدها، والمنظمة نسيج وحدها، والانتفاضة نسيج وحدها. والدولة نسيج وحدها أيضاً. (إسرائيل فريدة.. وفلسطين فريدة).

arabstoday

GMT 08:30 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

أطراف النهار .. القزحة وحبة البركة!

GMT 13:29 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

تلك كنيسة تحتضن كنيسة!

GMT 11:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

السبعينيات! وما أدراك بعقد السبعينيات؟

GMT 08:07 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:42 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أطراف النهار.. تنويعات أو قُل «كشكلة» و«بعزقة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليش بديش انتفاضة ثالثة ليش بديش انتفاضة ثالثة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا

GMT 13:25 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نفوق اكبر باندا في العالم عن 37 عامًا في الصين

GMT 01:21 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

دور الإعلام خلال مؤتمر "كوب 22" في مراكش

GMT 23:09 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي تقرّر إيقاف حسين المقهوي

GMT 13:38 2015 الإثنين ,03 آب / أغسطس

سهو السهو يؤكد وجود احتمالية بنقل خليجي 23

GMT 06:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

مدينة كييف أجمل مدن أوروبا الشرقية لقضاء شهر العسل

GMT 00:57 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

عمار الحلاق يكشف مشاكل "الجمباز" في سورية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab