«عرب إسرائيل» و«يهود أميركا»

«عرب إسرائيل» و«يهود أميركا»؟

«عرب إسرائيل» و«يهود أميركا»؟

 السعودية اليوم -

«عرب إسرائيل» و«يهود أميركا»

بقلم : حسن البطل
زوبعتان، كبرى وصغرى، الأولى أثارها في مؤتمر صحافي مرتجل، الرئيس الأميركي ترامب، والثانية أثارها أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، في لقاء صحافي مع "يديعوت أحرونوت". زوبعة تصريحات ترامب في وقت متقارب بأميركا وإسرائيل، وزوبعة مقابلة عودة في أحزاب القائمة المشتركة، والأحزاب والقوائم الإسرائيلية.   يقدّرون عديد الأميركيين اليهود بـ 6% من الشعب الأميركي، لكن عديد الشعب الفلسطيني في إسرائيل مقدّر بين 18ـ 20% من الشعب الإسرائيلي.   كقاعدة تصويت صحيحة، يقول أيمن عودة، إن الأقليات (العرقية، الدينية والقومية) تصوّت بنسبة أعلى من تصويت الغالبية. صحيح، أن الأميركيين اليهود يصوّتون بنسبة أعلى من عدم تصويتات الشعب الأميركي. لكن معدلات تصويت الفلسطينيين في الانتخابات العامة البرلمانية (القطرية) هو أدنى من تصويت اليهود، أما في الانتخابات البلدية فإن نسب التصويت تتقارب مع أغلبية طفيفة للتصويت العربي.   فاز ترامب على الستّ كلينتون، والأرجح أن يفوز بولاية ثانية، رغم أن غالبية كاسحة للمصوّتين الأميركيين اليهود، تذهب وذهبت إلى مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة. لكن غالبية نسبية للتصويت العربي للكنيست ذهبت في انتخابات العام 2015 للقائمة العربية المشتركة، فأحرزت 13 مقعداً، وغالبية أقل صوتت لها في انتخابات نيسان للكنيست الـ21، بعد انفراط شراكة الأحزاب العربية الأربعة.   تشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن القائمة المشتركة ستكون القوة البرلمانية الثالثة في حجمها، لكنها قد لا تحظى بزعامة المعارضة البرلمانية، التي ستذهب للحزب الثاني بعد "الليكود"، أي تحالف جنرالات "أزرق ـ أبيض" إذا تشكّلت حكومة مشتركة ("ليكود" ـ "أزرق أبيض")، فإن أيمن عودة سيغدو، للمرة الأولى، زعيم المعارضة.   منذ بدء استطلاعات الرأي لانتخابات أيلول، يبدو حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" هو لسان الميزان بمقاعد عشرة مقدّرة، واتفق مع "أزرق ـ أبيض" على اقتسام نواقص الصوت، وقد يتفق "الليكود" وتحالف أحزاب اليمين "يمينا" على هذا، أيضاً.   لكن، حسب عودة، فإن تصويت 65% من الناخبين الفلسطينيين للقائمة المشتركة سيجعلها لسان الميزان الحقيقي.. وتحرز مقاعد تفوق ما أحرزته عندما تشكلت، أي أكثر من 13 معقداً. بالتالي، فإن نتنياهو وحزبه سوف يخسران الحكم، لأن نواب المشتركة سوف يوصون رئيس الدولة بتكليف الجنرال بيني غانتس بتشكيل الحكومة.. هذا إن طلب غانتس تأييد نواب "المشتركة" بعد إعلان النتائج في 18 أيلول المقبل.   سبق وأن كان النواب العرب في الكنيست صوتاً مرجّحاً لموافقة البرلمان على اتفاقية أوسلو. أيضاً، عندما كان رئيس الوزراء يأتي عَبر الانتخابات، فقد كانت أصوات الناخبين العرب هي من رجّح فوز ايهود باراك على بنيامين نتنياهو، لكنه خانهم في قمع "هبّة أكتوبر 2000"، التي سقط فيها 13 شاباً فلسطينياً، ثم مرّة أخرى عندما أفشل مؤتمر كامب ديفيد الفلسطيني ـ الإسرائيلي ـ الأميركي، واتهم عرفات بأنه لم يعد "شريكاً". لاحقاً اعتذر باراك، ولم يقبل الناخبون العرب اعتذاره. في الانتخابات المقبلة شكّل مع "ميرتس" (المعسكر الصهيوني)، ربما لأن بعض أحزاب "المشتركة" عارضت اتفاقية اقتسام فوائض الصوت، رغم تأييد "الجبهة" وأيمن عودة.   نشب خلاف في الرأي لدى أحزاب "المشتركة" حول توصية رئيس الدولة بتكليف غانتس، خاصة بين "الجبهة" و"التجمع" واتفقوا على انتظار طلب من غانتس.   الزوبعة الصغيرة في أحزاب المشتركة تم تأجيلها: التوصية بغانتس، أو الاستنكاف عن التوصية بنتنياهو، أما الزوبعة الكبيرة التي أثارها ترامب باتهام المصوّتين الأميركيين اليهود لصالح الحزب الديمقراطي فإنها سوف تتفاعل، لأنه الرئيس الوحيد الذي قال: "إذا صوّتت لديمقراطي فأنت خائن للشعب اليهودي، وخائن جداً لإسرائيل" التي أضيفت إلى بلبلة بعدما طلب ترامب من نتنياهو منع نائبين ديمقراطيين من زيارة إسرائيل.   استطلاعات الرأي الإسرائيلية، شبه اليومية، تفيد بأن استعصاء تشكيل حكومة بعد نتائج انتخابات نيسان سوف تتكرر بعد نتائج انتخابات أيلول.. إلاّ إذا اضطر "الليكود" و"أزرق ـ أبيض" لتشكيل حكومة مشتركة مع حزب ليبرمان.   يقول عودة: "أنا لم آتِ إلى إسرائيل ـ إسرائيل أتت إليّ".. "والآن أريد أن أقود"، وشروطي لدخول ائتلاف مع "أزرق ـ أبيض" ألا نكون بعد اليوم مواطنين درجة ثانية، وفي السياسة مفاوضات مباشرة مع (م.ت.ف) لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.. وكذلك إلغاء قانون "دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي".   من شبه المستحيل أن يوافق حزب الجنرالات على شروط الائتلاف مع "المشتركة" إن 20% من الفلسطينيين ـ الإسرائيليين لا يستطيعون تحقيق المساواة والسلام والديمقراطية، لكن بدوننا لن يتم استبدال حكومة اليمين.   صحيح أن كل الأقليات في دول العالم تصوّت بمعدلات أعلى من غالبية شعوبها، لكن الأميركيين اليهود هم مواطنون متساوون تصوّت غالبيتهم لحزب أميركي، ولو كانوا أقلية دينية. لكن الأقلية الفلسطينية في إسرائيل هي أقلية قومية و"إسرائيل أتت إليهم، وهم لم يأتوا إليها".   "الجبهة" عمادها حزب "راكاح" وهو حزب عربي ـ يهودي منذ كان "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" واليهود المصوّتون له يمنحونه مقعداً ونصف المقعد. يقول عودة: الأمر الصحيح والمثالي هو تشكيل حزب يهودي ـ عربي كبير.. وهذه مهمّة طويلة الأمد، وبدونها لن يكون تغيير عميق في دولة إسرائيل.   بقيت ثلاثة أسابيع على انتخابات أيلول، وسنرى هل رمى أيمن عودة حجراً في الهواء، أو أن نسبة التصويت الفلسطيني سوف تعطي القائمة المشتركة مقاعد تفوق الـ 13 مقعداً التي كانت لها، وبالتالي احتمال دخول "المشتركة" إلى ائتلافات مع الأحزاب الصهيونية الأقلّ سوءاً من "الليكود" وأحزاب اليمين المتطرف اليهودي.
arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عرب إسرائيل» و«يهود أميركا» «عرب إسرائيل» و«يهود أميركا»



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab