إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»

.. إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»

.. إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»

 السعودية اليوم -

 إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»

حسن البطل

«صرفت عمراً لأرسم كالأطفال»
                                           العالمي الإسباني: خوان ميرو
* * *

قدّم لوحاته، أي نفسه: «أنا المهرّج أرسم أطفالاً صغاراً» هل أن الرسام الشاب إبراهيم جوابرة «بيلياتشو» يلهو ليضحك الأطفال بريشته زاهية الألوان، لتنوب عن زيّه المضحك وحركاته؟
متى قال خوان ميرو عن الرسم كالأطفال؟ ربما كان في نصف عمر الشاب - الطفل إبراهيم جوابرة.

يقولون بين الثلاثين والأربعين عقد سنوات بدء نضج الفنان، وفي الـ ٣٢ من عمره أقام معرضه الفردي الأول تحت مسمّى «مكان آخر» في غاليري «وادي فينان» - عمان.

لما رأيتُ ملصق (بوستر) المعرض نويت، ثم انتظرت «الكاتالوغ»، ثم استعرت عيون صديقه بلال الخطيب الذي حضر الافتتاح وكتب عنه.

.. والآن، سأسميه «قنصل الأطفال» في لوحات معرضه الـ ٢٧، وجميعها أنجزها في العام الجاري.

لكل ناقد رؤيته، وأنا لست ناقداً، لكن لي رؤيتي: أركان الإسلام وأركان الإيمان خمسة، وأصابع الكفّ خمسة، لكن الخماسية في لوحاته ستقول: هكذا هي خماسية «العائلة المقدّسة»: الوالدان، الولد، الحيوان والنبات.

هل مجرد مصادفة أن اختار إبراهيم القطة من بين الحيوان: لعبة الأطفال الحية الأولى: وديعة مستأنسة مطواعة مثلهم، وعاصية متمردة مثلهم، وتعطيهم أول درس في الأمومة والحياة والتكاثر. هل للقطة مزاج امرأة، او لها مزاج الطفل؟ اسألوا لوحات الفنانين الفراعنة!

الوجوه في كل لوحاته تحمل السمات ذاتها، والابتسامة ذاتها، والقطط في لوحاته هي ذاتها مخططة بالأبيض والأسود، وأما بحر الألوان الزاهية - الساطعة فهو لما يرتديه أطفاله في كل لوحاته (الجوهر واحد والشكل متغّير)، وكما في معرض صديقه بشار الحروب الحزينة القاتمة - العارية، لا تميز طفلاً عن طفلة.

قبل معرضه الفردي مرّ ابراهيم بمرحلة التجربة العكرة: أعمال أدائية. تركيب - تصوير، ثم ابتعد عن «المكان» الفلسطيني الى «مكان آخر» أردني. درويش قال: «ما أضيق الأرض التي لا حنين فيها الى أحد» .. وحنين إبراهيم الى المكان - الوطن هو الحنين الى العائلة، وزمن الطفولة والأصدقاء، وربما كما يقول صديقه بلال فإن هذا الكمّ الهائل من الألوان هو تعويض عن هذا الحنين، الى الأسرة والأصدقاء و«المكان». تكفي «هجرة» حتى الى مكان قريب من المكان لتحنّ الى المكان الأصلي.

عام أو أقل قليلاً أو اكثر قليلاً، في الأردن وعمان فإذا به يكرّس ريشته للأطفال، فإذا «خربش» الأطفال نسوا ما يسمى «المنظور» في ما يسمى رسمات، وحضر البعد الواحد - المسطح غزير الألوان.

لكن البعد الواحد في الملصق او حتى في كاتالوغ المعرض غيره البعد إن رأيت اللوحة أصلية معلّقة، فرؤية عين الكاميرا غير رؤية عين الإنسان، ورؤية عين الإنسان غير رؤية القطة والكلب لهيئة الإنسان، ورؤية الفنان للقطة والكلب في لوحاته غير رؤيتها كما هي في الواقع.

ما هو المتحرك في لوحاته إن قلنا ان الوجوه هي ذاتها والابتسامة هي ذاتها؟ إضافة ألوان الملابس الزاهية المختلفة (الثابت - المتحرك)، هناك حركات القطط وحركات الأيدي التي تمسك بحركات القطط.

أعرف ان ابراهيم ليس أليفا - مستأنساً (هل ثمة فنان أليف) لكن لوحاته المسطحة - ذات البعد الواحد أليفة، فإن نطقت فهي تنطق بالفرح والرغاريد. واكثر من لوحات الرسام المصري حلمي التويني الذي يستوحي ألوان المقابر الفرعونية.

يمكن ان تعلقوها في غرف أطفالكم. يمكن ان تصير كل لوحة ملصقاً، ولذا ففي الافتتاح، تحت رعاية الأميرة رحمة بنت الأمير الحسن علقوا في طرفها - قال بلال - ست دوائر حمراء صغيرة، وربما ستباع لوحاته كلها (من ٤ - ٦ آلاف دينار للواحدة).

التسويق في عمان ذات الـ ٣ - ٤ ملايين، غيره بالتسويق في الضفة، وكان قبل معرضه الأول «مقرّاً» ولن يعود كذلك.

«أنا المهرّج» «أنا البلياتشو» أنا قنصل الأطفال .. تعالوا الى لوحات كمسرح الدمى .. حلقوا معي في فضاء الطفولة. انسوا لوحات أبو زيد الهلالي المسطحة أيضاً.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»  إبراهيم جوابرة «قنصل الأطفال»



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab