حزب الله التوافقي هل ينأى عن سورية

حزب الله "التوافقي"... هل ينأى عن سورية

حزب الله "التوافقي"... هل ينأى عن سورية

 السعودية اليوم -

حزب الله التوافقي هل ينأى عن سورية

علي الامين

أمّن حزب الله شروط مواجهة "حتمية" في سورية كبديل عن لبنان رغم تفرد النائب سليمان فرنجية باعلان عدم تسميته النائب تمام سلام لتكليفه تشكيل الحكومة "لأن قوى 14 اذار رشحته" إحتفت قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر بالمرشح سلام الذي تردد ان ترشيحه تم من قبل المملكة العربية السعودية، او الامير بندر بن سلطان، الذي التقى المرشح سلام قبل ساعات من ترشيحه الرسمي او السياسي في بيت الوسط من بيروت. ولعل الموقف الاهم بين قوى الاكثرية السابقة، كما سمّاها قبل يومين الرئيس نبيه بري، هو حزب الله الذي يشكل واسطة عقدها ومركز ثقلها. فالموقف، الذي تبنى تسمية سلام دون اي تحفظ او شروط كما اكد سلام نفسه في حديثه لبرنامج كلام الناس، هو خطوة فيها من الجرأة والعقلانية ما يسجل لحزب الله، عبر ابداء استعدادات عملية وسياسية للانخراط في شراكة وطنية بدت غائبة او مفتقدة في السنوات الاخيرة. خصوصا مع فريق سياسي مثّله تيار المستقبل بالدرجة الاولى، إذ شكلت القطيعة السياسية العنوان الابرز في العلاقة بينهما منذ اسقاط حكومة سعد الحريري قبل اكثر من عامين وتشكيل حكومة احادية رئسها نجيب ميقاتي. موقف حزب الله هذا تكمن اهميته في أنه فضل الذهاب نحو مساحة توافقية، على الدخول في مواجهة سياسية، عنوانها توفير شروط تشكيل حكومة بمرشح من خارج مظلة الخصوم. اعتدال سلام الابن ووسطيته يختلفان عن الرئيس ميقاتي. وشرعية الرئيس المكلف لا غبار عليها سنيّاً. بل ثمة اجماع سني على شخصه، بخلاف السلف. وتسمية حزب الله مثل هذه الشخصية تشي بالإقرار ان تشكيل حكومة احادية قبل سنتين كان خاطئاً، او على الاقل لم يعد صائبا اليوم وأن اضراره تفوق مكاسبه بدرجات. واستكمالا لفهم سلوك حزب الله، الذي يحيله البعض الى اسباب اقليمية وسعودية - ايرانية بالتحديد، يبدو انه انتقل، على صعيد السلطة، من مشرف مباشر ومتحكم شبه وحيد باستراتيجيات الحكومة، الى الشراكة مع خصومه في السياسة ومع خصومه في الموقف من الاحداث في سورية، ومع الذين لم يتوقفوا يوما عن توجيه الاتهامات له بأنه ابتلع الدولة وتحكم بمعظم مفاصلها الامنية والعسكرية والسياسية. وجاء تقديره لطول امد الفوضى في سورية، سواء بقي النظام او سقط، ليدفعه الى تلمس فرص تحصين لبنان، مدركا ان السبيل الوحيد المتاح الى ذلك هو التخفيف من حدة الاحتقان المذهبي، التي كانت الحكومة المستقيلة عنوانه للإستفزاز اليومي للسنّة في لبنان على الاقل. وحزب الله كان بدأ يتلمس حجم تنامي العداء تجاهه في الداخل والخارج، وكيف ان الطائفة السنيّة باتت تراه مصادرا لحقوقها في معزل عن دقة الاتهام او صحته، لكنه كان راسخا في الوعي الجماعي لدى السنة على الاقل. لكن هل يعني ذلك ان حزب الله بدأ تنفيذ خطة انسحاب من الرمال السورية؟ الميدان لا يشجع على الربط بين الرسائل الايجابية التي يطلقها حزب الله تجاه الداخل، وبين اعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس تجاه سورية. فالانخراط في الاحداث السورية الى ازدياد، لا بل نتوقع مزيدا من تظهيره بفعل المواجهات العسكرية في محيط دمشق وداخلها وفي ريف حمص ومدينتها، إذ يقول بعض الذين يبحثون لحزب الله عن اعذار في سلوكه السوري، انه يحمي خط امداده العسكري وقواعد استراتيجية له في سورية وعلى الحدود مع لبنان. فيما تتحدث مصادر موثوقة على هذا الصعيد ان هذه المواقع التي يحامي عنها حزب الله، تشكلت في محيطها ميليشيات عناصرها من السوريين موالية له، وهي تتلقى رواتبها الشهرية والدعم اللوجستي منه ومن ايران بطبيعة الحال، الى حد جزم البعض ان مناطق شاسعة ممتدة من دمشق غربا نحو الحدود اللبنانية، وباتجاه حمص وريفها، باتت تحت ادارته المباشرة، وفيها وجود شكلي وغير فاعل للجيش السوري النظامي. حزب الله إذاً يبدو متجها الى مزيد من تأمين فرص تشكيل الحكومة، في موازاة سلوك يسعى إلى ملء فراغ الجيش السوري في المناطق المذكورة. والمعلومات المتداولة، من بعض الجماعات المعروفة بصلاتها الاستخبارية والسياسية بالنظام السوري، تؤكد انها فقدت الاتصال بمراكز القرار الامني السوري المتعلق بلبنان، بل تتحدث عن ان عشرات المسؤولين الذين كانو يتابعون ملف لبنان منهم من قتل او اصبح في موقع اخر، ويستنتج هؤلاء ان حزب الله بات الجهة الوحيدة التي يمر عبرها شريان المعلومات الامنية والعسكرية من دون ان تكون للنظام السوري صفة الموجه. وانطلاقا من ذلك كله ليس هناك ما يدفع حزب الله الى التراجع عن تمدده في الجغرافيا السورية وفي ديمغرافيتها، وإن انتهى الصراع في سورية وسقط النظام، إلا أن حزب الله أمن شروط مواجهة يراها آتية معه داخل سورية وليس على الاراضي اللبنانية، وبمقاتلين معظمهم من السوريين. نقلاً عن جريدة "البلد"

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله التوافقي هل ينأى عن سورية حزب الله التوافقي هل ينأى عن سورية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab