لماذا توقفت الممانعة عن شتم أميركا

لماذا توقفت "الممانعة" عن شتم أميركا؟

لماذا توقفت "الممانعة" عن شتم أميركا؟

 السعودية اليوم -

لماذا توقفت الممانعة عن شتم أميركا

علي الامين

شراسة "الممانعة" ضد المعارضة السورية يقابلها تهذيب تجاه "الشيطان الاكبر" الادارة الاميركية تتقدم من دون جهد، نحو نقطة تحولها الى مطلب وحاجة لدى الجميع في مجاريها السورية واللبنانية خفتت نبرة "الممانعة" التي تحمّل الادارة الاميركية مسؤولية ما يجري في قلب بلاد الشام. حتى الرئيس بشار الاسد، في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، صوب سهامه نحو السياسة البريطانية من دون ان يحمل الادارة الاميركية مسؤولية حيال المواجهة التي يخوضها في بلده مع "المؤامرة الكونية". ليس هذا فحسب، بل بدأنا نشهد في هذا الخطاب الممانع المزيد مما يحاكي التصنيفات الاميركية ويطابقها في تبني واعتماد مصطلح الارهاب والارهابيين. فجبهة النصرة هي حركة ارهابية في التصنيف الاميركي والممانع على السواء. وتنظيم القاعدة، الذي كان معظم المندرجين في خط الممانعة يبتهج لدوره في مقارعة الاستكبار الاميركي في عقر داره وفي "دار الاسلام" بات، مع انخراط ذراعه السورية في الثورة، يهلل لتصنيف" واشنطن جبهة النصرة" على اللائحة السوداء. لم يعد مصطلح الارهاب بنسخته الاصلية منفرا لتيار الممانعة، بل بات معلما من معالم لغة المفوّهين لديهم، واحد ركائز اللغة الاعلامية الجديدة، التي تراجع فيها التصويب على "الشيطان الاكبر" و"الامبريالية" في مقابل رذل المجموعات الارهابية. وان كان يقتصر تبني المصطلح على الضفة السنّية وحدها من دون ان يمسّ الضفة الشيعية بطبيعة الحال. فكلما طال عمر النظام السوري، وزادت وتيرة القتل والتدمير لديه، لاحظنا تراجعا متناغما في منسوب العداء لاميركا لدى هذا النظام والمؤيدين له. ربما توصل الرئيس الاسد الذي طالما حاضر امام الزعماء العرب في محفل جامعة الدول العربية حول تعريف مصطلح الارهاب والخلاف مع اميركا حول تعريفه. الرئيس الاسد حسم هذه الاشكالية وتجلى تعريفه للارهاب في اسلوب حكمه وحربه في سورية اليوم. يمكن القول ان الادارة الاميركية تتقدم من دون ان تبذل جهدا، نحو نقطة تحولها الى مطلب وحاجة علنيّة لدى الجميع من دون استثناء، لدى خصومها التقليديين قبل غيرهم اذ يمكن القول من دون تردد ان الادارة الاميركية هي الطرف الاقل عرضة للاتهام السياسي او الهجوم الاعلامي بين مختلف الاطراف المحلية والاقليمية والدولية المنخرطة في الازمة السورية. اقل بكثير مما تناله روسيا وايران من اتهامات خصوم النظام السوري واقل بالطبع مما تتهم به تركيا من قبل "الممانعة"، وفي مستوى ادنى بكثير من مستوى التحريض والتجريم الذي تناله السعودية وقطر من هذه الممانعة، وبما لا يقاس ايضا مع ما يساق من اتهامات واوصاف لجبهة النصرة من قتل واجرام وتآمر. ولعل المفارقة ان ينال حزب الله حصة الاسد من الاتهامات لدى اكثرية الشعب السوري بعدما كانت اميركا تحتكرها لدى الشعب السوري. سلم الجميع ان الادارة الاميركية هي الحكم، هذا ما تقوله الوقائع هي الحكم لدى الممانعين، وان كانت لدى بعضهم الآخر انتقلت من مصاف العدو الى مصاف "الخصم والحكم". تراقب الادارة الاميركية ابداعات "الممانعة" ضد الشعب السوري، وتحصد كل يوم منها مزيدا من الاقرار بدورها الراعي لأي حل في سورية. تنفرج اسارير هذه "الممانعة" حين يخرج اي مسؤول ليجدد رفض الادارة الاميركية تسليح المعارضة منعا لتسريب السلاح الى "الارهابيين". شراسة الممانعة ضد المعارضة السورية ومناصريها وضد المدن السورية يقابلها هذا "التهذيب واللطف" تجاه "الشيطان الاكبر". ليس هذا فحسب بل هناك استجداء الاميركي، عبر التحريض على الارهابيين الذين "يهددون" اميركا والغرب. الممانعة تنبه اميركا الى خطر الارهاب، وتستجيب الادارة الاميركية لمصالح شعبها، ويتمسك الممانعون بالسلطة على حساب مصالح شعوبهم. كأنما شلال الدم السوري اليوم ليست له وظيفة، في تدفقه المستمر، الا المزيد من تبييض صفحة العلاقة الاميركية مع تيار الممانعة. نقلاً عن جريدة "البلد"

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا توقفت الممانعة عن شتم أميركا لماذا توقفت الممانعة عن شتم أميركا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab