لا ترحموا حراس الهيكل

لا ترحموا حراس الهيكل

لا ترحموا حراس الهيكل

 السعودية اليوم -

لا ترحموا حراس الهيكل

علي الأمين

إلى علي طي ورفاقه: لاعودة الى الوراء

لم يسبق ان اجتمع حراس الهيكل كما اجتمعوا اليوم في مواجهة الحراك المدني. عدوان تموز الاسرائيلي عام 2006 لم يوحدهم كما وحدهم هذا الحراك. لم يتوحدوا في مواجهة الانهيار الذي تعانيه الدولة بمؤسساتها منذ سنوات. لم توحدهم السيادة، لم تجمعهم مهمة انتخاب رئيس للبلاد ومنع الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو سنة و4 أشهر. لم يعد وزير الداخلية نهاد المشنوق وزير 14 آذار ولا "الحريرية السياسية" وصولا الى "الوهابية". لم توحدهم النفايات الا اذا كانت تحت رعاية بيئة المحاصصة والفساد. لم يوحدهم القانون ولا الدستور، بل توحدوا على مخالفتهما، بقوانين لمرة واحدة، وبذريعة التوافق لحماية حصصهم في مال الناس وفي تقاسم الوزارات والاجهزة الامنية... توحدوا في مشاريع الارتهان للمشاريع الخارجية، كلٌ على طريقته، من دون المسّ بمصالح الآخر، لكن بتفريغ الدولة من معناها وترسيخ نظام النهب والمحاصصة.

منذ مساء الاثنين تفتقت عبقرية وزير الداخلية نهاد المشنوق، بعد لقائه خطيب حفلات التخرج الجامعي، "رجل الأمن والأمان" "اللواء المفدى" عباس ابراهيم، عن أن دولة عربية صغيرة هي من يقف وراء التحريض والعبث. و"الأسرار المهمة" يفترض أن يكشفها الوزير اليوم في مؤتمر صحافي. الابداعات الأمنية خلصت إلى أن نزول الناس إلى الشارع يجب ان يكون فقط فداء للزعيم، وذودا عن الطائفة، والحقوق لا معنى لها ان لم تكن حقوقاً مسيحية او اسلامية او شيعية او سنيّة او.... أمّا ان يخرج مواطنون لبنانيون ليعبروا عن وجعهم وغضبهم، وليطلقوا أشرف ظاهرة شعبية مدنية عرفها لبنان منذ سنوات، فهذا ليس من التقاليد اللبنانية ويعد تجاوزا للأعراف والقيم، بل هو مسّ بالقيم الدينية. ألم تروا ماذا قال أحد ناشطي #طلعت_ريحتكم عن الأديان؟ هذا الكافر بأديانكم التي حولتموها الى تجارة ذمم ودم وفساد.

يحسن بوزير الداخلية ان يعلن توبته أمام المواطنين عن ارتكابه في تأييد الثورة السورية، ويحسن ان يتحضر لزيارة الرئيس بشار الأسد الذي اكتشف قبله ان ما جرى في بلاده ليس الا مؤامرة خارجية، ويحسن ان يتلو فعل الندامة لدى قيادة حزب الله لأنها كانت سبقته في اكتشاف مؤامرات امارة قطر على سورية والمقاومة الحزب اللاهية، وكيف كان عليه ان يلتقط، بذكائه المعهود، إشارات هذه المؤامرة منذ ان قرر حزب الله محو شعار "شكرا قطر" الذي لم يبق شارع او معلم لم يرفع عليه.

لم يتعرض حراك في لبنان لاتهامات من قبل اركان السلطة وأزلامها كما تعرض الحراك المدني. فهو إذاً حراك بإيعاز اميركي، وهو مقدمة لتنفيذ 7 أيار جديد، وهو حراك لإجهاض مطالب العماد ميشال عون العائلية، عفوا المسيحية، وهو حراك بإيعاز اسرائيلي.

أنظروا ماذا يقول الإعلام الإسرائيلي عنهم؟ ألم تسمعوا أنهم يقولون عن هذا التحرك أنه ضد حزب الله... وأكثر: هو حراك ل"يساريي ولاية الفقيه" هم جماعة خندق الغميق وشبيحة حركة أمل وسرايا المقاومة.

من وزع هذه الاتهامات وروج لها هم حراس هيكل السلطة، هم من وزّع الاتهامات واكتشفوا أخيرا، كما قال المشنوق، ان المؤامرة هذه المرة من دولة عربية صغيرة، وليست من اميركا ولا من العدو الصهيوني ولا حتى من إيران.

الشعب اللبناني غير موجود. ليس هناك شعب. هناك قطعان في طوائف ومذاهب. هكذا يتعامل عقل السلطة وحراس هيكلها مع المواطنين. فأن يخرج الناس الى الشارع ويعبروا عن غضبهم من انتهاك حقوقهم واستباحة كراماتهم فهذا أمر مستغرب وغير طبيعي. وأن يدخلوا إلى مرفق عام فهذه من الكبائر، ما دام أنهم لا ينتمون الى طائفة واحدة او الى حزب من احزاب السلطة. هؤلاء هم فقط من يحق لهم ان يفعلوا ما يشاؤون والشواهد يعرفها الناس.

لكن ان يمتنع حراس الهيكل عن انتخاب رئيس للجمهورية فهذا من حقهم، ومن حقهم ايضا ان يمددوا لأزلامهم في البرلمان. من حقهم ان ينتهكوا حقوق الناس في الحصول على الكهرباء، والماء، والتعلم والعمل الكريم، حقهم بألا يعيشوا بين أكوام النفايات.

إحتلال مرفق عام هو الكارثة. وسوى ذلك هو النعيم، شاء الشعب أم أبى.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا ترحموا حراس الهيكل لا ترحموا حراس الهيكل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab