سرايا حزب الله أو الحشد الشعبي اللبناني

سرايا حزب الله... أو الحشد الشعبي اللبناني

سرايا حزب الله... أو الحشد الشعبي اللبناني

 السعودية اليوم -

سرايا حزب الله أو الحشد الشعبي اللبناني

علي الأمين

سيشكل نموذج الحشد الشعبي في العراق المثال والهدف الذي قال عنه الامين العام لحزب السيد حسن نصرالله انه السبيل لمواجهة الارهاب في العراق. والحشد الشعبي، هذا الذي يقوده وزير النقل العراقي السابق الذائع الصيت هادي العامري، هو ميليشيا تشرف عليها قيادة الحرس الثوري، ويحظى وجودها ايضا بقبول اميركي في سبيل مواجهة تنظيم داعش، وربما برأي البعض لتثبيت هذا التنظيم وايجاد مبررات بقائه.

يمكن ان يشكل حزب الله النسخة اللبنانية من الحشد الشعبي في المعادلة اللبنانية. وهو كذلك فعليا الى حدّ بعيد، لا سيما بعد انضمام مجموعات للقتال معه ضد جبهة الارهاب السنيّ. وهو يفتح المجال اليوم امام الجميع دون استثناء. فقد وجه دعوة مفتوحة الى كل من يمون عليهم. هو نفسه الذي كان يرفض توجيه دعوة مثلها حين كان يقاتل اسرائيل. ربما لأن مواجهة اسرائيل لا تتطلب عونا مما يتطلب قتال المسلمين المتطرفين من السنّة.

الجديد في سياق تعزيز مشروع الحشد الشعبي اللبناني في مواجهة "التكفيريين السنّة" هو ما بدأته ايران من بذل جهد مضاعف لتفعيل دور سرايا حزب الله المسماة "سرايا المقاومة". وهو دور تشرف عليه وتموله مباشرة ايران وحرسها الثوري. وحسب المعلومات فقد صدر قرار برفع موازنة "سرايا المقاومة" المالية الى اكثر من الضعف. فبعد ان كانت نحو 15 مليون دولار سنويا العام الماضي تجاوزت هذا العام 35 مليون دولار.

زيادة الدعم المالي لسرايا المقاومة هو مؤشر على حاجة ملحة الى لعب دور ايراني اكبر داخل الطائفة السنية ومناطقها اللبنانية. وهي خطوة تنطوي على استعداد مسبق لأي تطور دراماتيكي يودي بنظام الاسد في سورية، لا سيما ان هذا سيعني هزيمة مشروع استنقاذ الاسد الذي قادته ايران في سورية بشكل مباشر وعبر حزب الله طوال 4 سنوات. وبالتالي سيجعل من اولويات حزب الله ان يبادر الى تثبيت اختراقاته الوطنية وتدعيمها في البيئة السنيّة، باعتبار السنّة هم البيئة الحاضنة لأي مشروع مناهض لحزب الله سواء كان ارهابيا او معتدلاً. ومن المرجح ان تبرز تشكيلات امنية وعسكرية لهذه السرايا تتجاوز في عديدها وحضورها ما كانت عليه في الفترات السابقة. بحيث ستكون السرايا هي الميليشيا السنيّة الأقوى في لبنان، مستفيدة من دعم ايراني عسكري ومالي ومن تشريع سلاحها رسمياً، ومن حاجة اكثر من طرف محلي ودولي الى دورها الامني والاستخباري.

"هذه السرايا هي الوسيلة التي من خلالها يمكن لجم ايّ انفجار سني في وجه حزب الله او ايران". هكذا يقول قريبون من حزب الله. فبعد ان اطمأن الحزب الى الموقف المسيحي، والى موقف النائب وليد جنبلاط غير الخطر لبنانيا، بقي هؤلاء السنّة المنتشرون في مناطق كثيرة تحمل دلالات القطع والوصل في بيئة حزب الله وعلى جغرافية نفوذه اللبنانية من البقاع الى الجنوب وبيروت. العمل جارٍ اليوم على مزيد من استقطاب العاطلين عن العمل، وتدعيم الخلايا المنتشرة داخل البيئة السنية، وكذلك في المخيمات الفلسطينية. لذا فإن اي مواجهة ستحصل، بين حزب الله وتيارات سلفية معادية له، سوف يكون ميدانها داخل المناطق ذات الغالبية السنية وليس في المناطق الشيعية ولا على تخومها.

السرايا مهمتها خوض مواجهة استباقية ضد اي خلايا عسكرية وأمنية معادية لايران او حزب الله داخل البيئة السنيّة، ومنع قيامها ووجودها في الأساس. وهكذا الحال في المخيمات الفلسطينية. إذ يقوم حزب الله بكل ما يمكن ليمنع انشداد المجموعات الاسلامية القريبة منه الى موقع معاد.

هكذا يحاول حزب الله ادارة العلاقة الامنية بمخيم عين الحلوة على مستويات عدة، عبر مخابرات الجيش اللبناني التي يتحكم بالعديد من ضباطها، وبالاستفادة من سلطات الدولة على صعد الابتزاز الامني والاجتماعي، وعبر انشاء سرايا جديدة. وهو لم ينجح، كما هي الحال في صيدا. ويسعى الى بناء علاقات امنية بمجموعات اسلامية سنية، ان عبر اغراء المال أو بالخدمات الامنية، مثل وقف بعض الملاحقات الامنية والقضائية.

وهذه السرايا ليس لديها تنظيم يقوم على بنية سياسية وحزبية، بل تتألف من مجموعات منفصلة ترتبط كل واحدة منها بجهاز امني اداري يرتبط بالحرس الثوري الايراني. لكن ذلك لا يعني عدم وجود دور مباشر لحزب الله في ادارتها. لكن ثمة خصوصية ايرانية في ادارة هذا الملف الامني - السياسي

 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرايا حزب الله أو الحشد الشعبي اللبناني سرايا حزب الله أو الحشد الشعبي اللبناني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab