قرارات على ضفاف الهاوية
زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب جزر ساندويتش الجنوبية إرتفاع حصيلة ضحايا السيول الفيضانية بإقليم آسفي في المغرب إلى 37 وفاة وإستمرار عمليات البحث والإنقاذ وزارة الداخلية السورية تعلن مقتل أربعة عناصر أمن في معرة النعمان بإدلب الجنوبي الشرطة الأسترالية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم سيدني إلى 16 قتيلا قتلى وجرحى في قصف بطائرات مسيرة يستهدف كادقلي ومناطق بجنوب كردفان ويصيب منشآت مدنية مقتل 9 مهاجرين أفارقة جراء موجة البرد القارس بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية اغتيال ضابط في الأمن الداخلي في مخيم المغازي بقطاع غزة وسط تحقيقات ونفي الاحتلال الإسرائيلي لأي تورط اعتقال مصري وثلاثة مغاربة وسوري بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي على سوق لعيد الميلاد في جنوب ألمانيا وفاة وزير الثقافة السوري الأسبق رياض نعسان آغا في الإمارات بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 78 عاماً توقيف 14 شخصاً لتورطهم بقضية تتعلق بالعنف المرتبط بالشغب الرياضي وإلحاق خسائر بممتلكات عمومية في المغرب
أخر الأخبار

قرارات على ضفاف الهاوية

قرارات على ضفاف الهاوية

 السعودية اليوم -

قرارات على ضفاف الهاوية

بقلم - غسان شربل

أمام معبر رفح وقف رجل اسمه أنطونيو غوتيريش. صفته الأمين العام للأمم المتحدة. مطالبه متواضعة. فتح المعبر لإدخال الدفعة الأولى من المساعدات. أغذية وأدوية ووقود لتخفيف معاناة المقيمين في جحيم غزة. كان يتمنى بالتأكيد أن يطالب بوقف فوري للنار. وبفتح أفق سياسي لطي صفحة الحروب في هذا النزاع الطويل والمرير. لكنه يعرف أكثر من أي شخص آخر هشاشة المنظمة الدولية في الوضع الراهن. وعجزها عن اتخاذ القرارات التي يحتمها الهدف الذي أنشئت من أجله. كيف يستطيع مجلس الأمن إطفاء النار في غزة بعدما وقف مشلولاً أمام أهوال الحرب الروسية في أوكرانيا؟ في أوكرانيا التي يعتقد الكرملين أنها لا تستحق أن تكون دولة، وحيث يُقتَل الجنود الروس بأسلحة أميركية تضخها واشنطن في عروق الجيش الأوكراني. فشل مجلس الأمن في أن يكون صمام أمان، فالحرب تدور عملياً بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن رغم تفادي الغرب إرسال قوات إلى ساحة المعركة. هشاشة دولية لا تحتاج إلى دليل.

يعرف غوتيريش أيضاً هشاشة الشرق الأوسط وحروبه التي لا تنتهي. عجزت الأمم المتحدة عن فرض احترام قراراتها في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. عجزت أيضاً عن منع أميركا من غزو العراق. وعن إيجاد حل للتوتر الذي يثيره الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني. ويعرف غوتيريش أن الشرق الأوسط يعيش بلا أي صمام أمان. وأنه قابل للانزلاق نحو الهاوية. وأن المنطقة مصابة بالظلم والكراهيات والجروح العميقة والمشاعر الملتهبة فضلاً عن أنها مدججة بالجيوش القلقة والميليشيات الجوالة والمسيّرات. لا يملك غوتيريش سلطة منع المنطقة من الاندفاع نحو الهاوية؛ لهذا اختار الدور الآخر للأمم المتحدة وهو تسهيل مرور الأغذية والخيام والبطانيات والضمادات.

قبل سنوات قليلة نظر بنيامين نتنياهو إلى المنطقة وعاد مرتاحاً. لبنان شبه مفكك ويقيم تحت أزمة اقتصادية طاحنة ما يجعل من الصعب على «حزب الله» إطلاق مواجهة مكلفة مع إسرائيل. سوريا موزعة على جيوش دولية وإقليمية وميليشيات ولا تبدو قادرة على الانخراط في حرب. التفاهم مع فلاديمير بوتين أتاح لإسرائيل شن حرب بالتقسيط على محاولات إيران استكمال الطوق الصاروخي حول الدولة العبرية. العراق يتابع لملمة جراحه وأزماته الداخلية تتلاحق. وفي الشق الفلسطيني الانقسام بين الضفة وغزة يتعمق. السلطة الفلسطينية محاصرة ومستنزفة و«حماس» توحي بأنها لا تستعجل الدخول في مواجهة جديدة.

في ظل هذه الصورة جاء السابع من أكتوبر (تشرين الأول). ليس هجوماً محدوداً ليستدعي رداً محدوداً ومضبوطاً. ارتدى منذ الساعات الأولى طابع الزلزال بمسرحه ومجرياته وضحاياه ورهائنه. كشف هشاشة القلعة الإسرائيلية. غفلة أجهزتها الأمنية وبطء جيشها في التعامل مع المفاجأة. وكشف أن الدولة المسلحة حتى الأسنان تحتاج إلى حضور الرئيس الأميركي شخصياً مع بوارجه لمساعدة إسرائيل على التقاط أنفاسها بعدما تم ضرب صورة الردع و«اقتلاع» عدد من المستوطنين واقتيادهم إلى غزة. لم تعد المسألة امتحاناً عادياً. عدتها المؤسسة الإسرائيلية معركة تمس الوجود نفسه وقرأ الغرب الزلزال من الزاوية نفسها.

أعطى زلزال غزة انطباعاً سريعاً أنه أكبر من غزة. تشكلت حكومة طوارئ إسرائيلية للرد على الزلزال بعقاب من قماشته وأكثر. كان الهجوم غير مسبوق فعلاً في تاريخ تبادل الضربات الفلسطينية - الإسرائيلية. الرد الإسرائيلي المدمر عليه غير مسبوق أيضاً. في موازاة الحرب المفتوحة في غزة ظهرت علامات تؤكد أن المواجهة يمكن أن تفيض عن مسرحها الحالي. تبادل مضبوط للضربات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. هجمات على قواعد أميركية في المنطقة. صواريخ حوثية اعترضتها البوارج الأميركية. وقصف إسرائيلي متكرر لمطاري دمشق وحلب وهو احتكاك على خط التماس الإسرائيلي - الإيراني.

واضح أن المنطقة تقف اليوم فعلاً على مفترق طرق. لا تستطيع المنطقة احتمال نزاع واسع ستكون تكاليفه البشرية والاقتصادية كارثية بغض النظر عن نتائجه. وواضح أن تعايش المنطقة مع نزاع طويل في غزة مرفق بمشاهد إنسانية مروّعة سيكون صعباً جداً هو الآخر وينذر بزعزعة الاستقرار في أكثر من مكان.

واضح أن إسرائيل ليست في الوقت الحاضر في مناخ خفض التصعيد أو الاستماع إلى دعوات وقف النار. كلام مؤسستها السياسية والعسكرية والأمنية مباشر. تريد تدفيع «حماس» ثمن الزلزال الذي أطلقته وتتحدث عن شطب «حماس» أو على الأقل توجيه ضربة قاصمة إليها.

في جولته على الحدود مع لبنان أطلق نتنياهو رسائل قاطعة وخطرة. قال إن النزاع الحالي في غزة هو «مسألة حياة أو موت» بالنسبة إلى إسرائيل و«لن نتراجع ونعمل على محو (حماس)». قال أيضاً: «إذا قرر (حزب الله) دخول الحرب فسيجلب دماراً لا يمكن تصوره عليه وعلى لبنان». يكشف كلام نتنياهو أن حكومته ليست في وارد التراجع عن خيار الاجتياح البري لغزة وبهدف محدد هو شطب «حماس» من المعادلة.

كلام نتنياهو يعبر عن قرار سيبدو مكلفاً بل باهظاً في حال تنفيذه. مكلفاً لـ«حماس» وللمدنيين وللإسرائيليين أيضاً. لكن هذا الموقف الإسرائيلي يطرح أسئلة أخرى. هل يدخل «حزب الله» الحرب إذا شعر بأن «حماس» مهددة فعلاً بضربة قاصمة؟ وهل يتخذ مثل هذا القرار رغم الوضع الكارثي في لبنان والذي ينذر بما هو أسوأ في حال انخراطه في الحرب؟ هل تنطلق الصواريخ من الجبهة السورية أيضاً وهل الجيش السوري المستنزف أصلاً قادر على مواجهة الضربات الإسرائيلية المحتملة؟ ماذا سيكون موقف إيران لو تمكنت إسرائيل من التقدم نحو شطب اللاعب السُنّي في محور الممانعة؟ وماذا عن القوات الأميركية في المنطقة في حال استهدفت أو اتسعت الحرب؟ طبعاً مع السؤال عما إذا كان اتساع الحرب سيغري نتنياهو باستهداف البرنامج النووي الإيراني نفسه.

صمامات الأمان الدولية والإقليمية غائبة. المنطقة تقيم على ضفاف الهاوية. قرارات الأيام المقبلة صعبة وباهظة وهي ستحدد ما إذا كان الوقت قد تأخر لمنع الانتقال من الضفاف إلى قاع الهاوية.

arabstoday

GMT 13:43 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترمب: لا تحبسوني

GMT 13:40 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «السِّتّ» إبداعٌ وإضافة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانحون الكبار وضحاياهم

GMT 13:35 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صعوبة استقبال الجديد في سوريا

GMT 13:33 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صحافة الابتزاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرارات على ضفاف الهاوية قرارات على ضفاف الهاوية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم
 السعودية اليوم - الجزر وفيتامين A عنصران أساسيان لصحة العين وتحسين الرؤية

GMT 05:58 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

هذا هو العطر المناسب لبرجك

GMT 02:47 2015 الخميس ,16 تموز / يوليو

اختتام بطولة شجع فريقك في نادي مسقط

GMT 18:41 2020 الجمعة ,03 إبريل / نيسان

هزة أرضية تضرب مناطق في غرب سوريا

GMT 03:38 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فساتين سهرة من وحي دنيا بطمة من بينها المكشوفة

GMT 20:15 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

السلوفاكي كيتش يغيب عن "الاتفاق"

GMT 05:26 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

تعيين 33 ألف و230 باحثًا عن عمل في سلطنة عُمان

GMT 13:32 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

السلطان قابوس يلتقي وزير الدفاع البريطاني
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon