لبنانوشهر العسل الايراني مع الشيطان الاكبر

لبنان...وشهر العسل الايراني مع "الشيطان الاكبر"

لبنان...وشهر العسل الايراني مع "الشيطان الاكبر"

 السعودية اليوم -

لبنانوشهر العسل الايراني مع الشيطان الاكبر

خير الله خير الله

  ليس سرّا أن كلّ لبناني يعاني. الجواز اللبناني بات عبئا. صار هذا الجواز من بين الاسوأ في العالم. أين لبّ المشكلة التي دفعت بلبنانيين الى الانتقال الى اندونيسيا من أجل الدخول الى استراليا خلسة...والغرق في مياه المحيط الواسع؟ انها مأساة ليس بعدها مأساة تختصر ما آل اليه الوضع في لبنان الذي كان ممكنا أن يكون بين الدول الاكثر ازدهارا في المنطقة، بل في العالم بفضل ثروته الاولى التي يمثلها الانسان.  لا حاجة الى الذهاب بعيدا في تفسير اسباب الكارثة التي حلّت بلبنان، وهي كارثة يحتمل أن تتفاقم مع استمرار تدفق النازحين السوريين على الوطن الصغير. وهي أيضا كارثة لا يمكن معالجتها عن طريق كلام عنصري من النوع الذي يصدر عن جماعة تلك النكتة السمجة التي اسمها النائب المسيحي ميشال عون الذي تحوّل بقدرة قادر الى تابع من توابع التابعين للنظام السوري الذي يدار من طهران...وليس من مكان آخر.  لبّ المشكلة في لبنان السلاح غير الشرعي الذي يغطي كلّ الممارسات التي تصبّ في جعل البلد ذيلا للمحور الايراني- السوري الذي بات يمرّ بالعراق، وهو محور في اساسه الغريزة المذهبية التي يوظّفها النظام الايراني في سبيل انجاح مخططه الهادف الى تجميع أكبر عدد ممكن من الاوراق.  بالنسبة الى النظام الايراني، لبنان ليس سوى ورقة تمكنه من العاطي مع "الشيطان الاكبر" الاميركي و"الشيطان الاصغر" الاسرائيلي من موقع مختلف. انه موقع الدولة المطلة على المتوسط والتي على تماس مع النزاع العربي- الاسرائيلي عبر الوجود العسكري لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.  بفضل السلاح غير الشرعي، لن يعود وجود للبنان الذي عرفناه. هذا ما يفترض أن يعيه اللبنانيون. اليوم يمنع هذا السلاح تشكيل حكومة لبنانية. الغى سلاح "حزب الله"، وهو سلاح مذهبي أوّلا وايراني ثانيا وأخيرا، موقع رئيس مجلس الوزراء. بات ممنوعا تشكيل حكومة تستجيب لتطلعات اللبنانيين. في القريب العاجل، سيكون هناك الغاء لموقع رئيس الجمهورية نظرا الى أن الفراغ في لبنان هدف ايراني بحدّ ذاته.  لن يبقى سوى موقع رئيس مجلس النوّاب الذي يتبيّن كلّ يوم انه موقع يسيطر عليه الايراني عبر ادواته المعروفة. لا حاجة الى تأكيد ذلك. يكفي الدور الذي لعبه رئيس المجلس، في تاريخ لم يمرّ عليه الزمن، عندما أغلق ابواب المجلس وحال دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مرحلة ما بعد انتهاء الولاية الممددة، بقوة السلاح أيضا، لاميل لحود.  ما نشهده حاليا، عملية تهجير أكبر عدد ممكن من اللبنانيين الى أبعد بقاع الارض، حتى لو كان ذلك عن طريق سفن الموت التي تهرّب لاجئين من اندونيسيا الى أستراليا.  هجّر ميشال عون في حربي "الالغاء والتحرير" أكبر عدد ممكن من المسيحيين من لبنان. افتعل حربا على الشريك المسلم في الوطن وما لبث أن تحوّل تركيزه على المسيحيين كي ينتهي الامر بدخول السوري، كنظام، الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع في اليرزة.  عبر نشر البؤس في الاراضي اللبنانية، يهجّر "حزب الله" حاليا أكبر عدد ممكن من اللبنانيين، من كلّ الطوائف والمذاهب. لا هدف آخر للحزب غير نشر البؤس والفقر في لبنان وجعل قسم من اللبنانيين يعتاشون من اقتصاد ريعي، هو اقتصاد غير شرعي، بدل الرهان على المدسة والعلم والعمل الجدّي من أجل كسب العيش والتقدّم مهنيا واجتماعيا وثقافيا وحضاريا. لم يعد مطلوبا من اللبناني سوى أن يكون منتميا الى مجموعة على استعداد للمتاجرة بكلّ شيء أو الى "الحرس الثوري" الايراني... كي يكسب قوته ويعيل عائلته.  لا يمكن عزل العراقيل التي تستهدف منع الرئيس المكلّف تمام سلام من تشكيل حكومة عن لبّ المشكلة التي يمثلها السلاح غير الشرعي الذي كان فلسطينيا في الماضي وصار ايرانيا - مذهبيا في المرحلة الراهنة.  يشارك هذا السلاح النظام السوري في ذبح شعبه. أين مصلحة لبنان في دعم نظام ساقط أصلا بعدما خسر علة وجوده وبعدما كشف حقيقة وجهه الفئوي الذي لا علاقة له من قريب أو بعيد بالوجه الحقيقي لبلد غنيّ بتنوعه وثرواته وقدراته مثل سوريا؟  يستخدم هذا السلاح كلّ ما لديه من نفوذ من أجل التركيز على طرابلس وعرسال وبعلبك أخيرا، بهدف ابعاد الانظار عن حقيقة انه يعطّل كل مرافق الدولة اللبنانية. أين مصلحة لبنان واللبنانيين في ذلك؟ أين مصلحة لبنان واللبنانيين  بعزل الوطن الصغير عن محيطه العربي. هل صدفة انه لم يعد أي مواطن خليجي قادرا على زيارة لبنان والاستثمار فيه؟ هل هذا الانجاز الوحيد لحكومة نجيب ميقاتي التي شكّلها "حزب الله" وما زال يتمسّك بها نظرا الى أنها قادرة على الاساءة الى طلّ ما هو عربي في المنطقة عن طريق وزير للخارجية معروف جيّدا أنه يمكن ان يمثّل كلّ شيء باستثناء لبنان بوجهه العربي.  مؤسف الوضع الذي آل اليه لبنان. مؤسف أن الوضع فيه سيزداد سوءا ما دام الهدف في نهاية المطاف تمكين النظام الايراني بدء شهر العسل مع "الشيطان الاكبر" من موقع أفضل يستند أوّل ما يستند الى تعميم البؤس في لبنان من جهة وتأكيد انه مستعمرة ايرانية من جهة أخرى. أمّا الباقي فتفاصيل...  

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنانوشهر العسل الايراني مع الشيطان الاكبر لبنانوشهر العسل الايراني مع الشيطان الاكبر



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab