السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

 السعودية اليوم -

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا

بقلم - خير الله خير الله

تخلّص رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من وزيرة للداخلية اسمها سويلا بريفرمان كانت تُشكّل له إزعاجاً كبيراً.
كانت بريفرمان، وهي محامية ناجحة من أم وأب من أصول هنديّة، تمتلك نفوذاً داخل حزب المحافظين بصفة كونها ممثلة للجناح اليميني في الحزب الذي يرأسه سوناك.
كانت لدى سوناك حاجة كبيرة إليها كي يبقى مسيطراً على حزب المحافظين الحاكم. في المرحلة الراهنة، صار سوناك في حاجة إلى نوع مختلف من الدعم داخل حزبه.
سمحت بريفرمان لنفسها بقول ما لا يتجرّأ آخرون من النواب الآخرين في حزب المحافظين على قوله.
وصل بها الأمر إلى توجيه انتقادات إلى الشرطة بسبب «تهاونها» مع المتظاهرين المؤيدين لـ«حماس» الذين خرجوا إلى شوارع لندن أخيرا.
في المقابل، استغربت وزيرة الداخلية المُقالة «القسوة» التي استخدمتها الشرطة مع متظاهرين من مؤيدي اليمين المتطرف اعترضوا على التظاهرات المؤيدة لغزّة.
استطاع سوناك استغلال التجاذبات داخل حكومته في وقت يبدو واضحا أن رأيا عاماً بريطانيا يتكوّن في اتجاه التعاطف مع غزّة. كلّما مرّ يوم على حرب غزّة زادت انتقادات المواطنين العاديين لإسرائيل ولحربها الوحشية على أهل القطاع، خصوصا قصفها للمستشفيات.
لم تعد مواقف من نوع مواقف بريفرمان مقبولة رغم حاجة سوناك إلى دعم الجناح اليميني داخل حزب المحافظين.
المهم بالنسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني البقاء في موقعه بعد الانتخابات العامة المقبلة في وقت توجد مخاوف لديه من تراجع كبير في شعبية حزب المحافظين.
يتراجع حزب المحافظين أمام حزب العمال وأمام الحزب الثالث، الليبرالي الديموقراطي، الذي يطمح دائماً إلى إيجاد موقع سياسي له ثقله في بريطانيا. هذا ما كشفته كلّ الانتخابات الفرعيّة التي أُجريت في الشهور الـ12 الأخيرة.
من أهمّ ما قام به سوناك للحؤول دون استمرار تراجع شعبية حزب المحافظين في مرحلة ما قبل الانتخابات العامة المقبلة الاستعانة بديفيد كاميرون رئيس الوزراء السابق.
اصبح كاميرون وزيراً للخارجية، مكان جيمس كليفرلي الذي انتقل إلى موقع وزير الداخليّة.
يفترض في الانتخابات العامة المقبلة أن تُجرى قبل نهاية يناير 2025، أي بعد سنة وبضعة أشهر.
هل يساعد كاميرون، الذي كان رئيسا للوزراء بين 2010 و2016، في تعويم حزب المحافظين بفضل ما يمتلكه من خبرة على صعيد السياسة الخارجية.
معروف أن كاميرون جلب على المملكة المتحدة كارثة «بريكست».
وعد خلال حملته الانتخابية بأجراء استفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لم يعتقد في أي وقت أنّ ثمة غباء لدى الأوساط الشعبية إلى الحد الذي كان يتصوره.
أُجري الاستفتاء في يونيو 2016. فوجئ كاميرون بالنتيجة وخرج من الحياة السياسيّة بعدما خذله البريطانيون.
في الواقع، فشلت حكومته في الإعداد الجيد للاستفتاء. خذلها الغوغائيون من أبناء الريف والطبقة دون المتوسطة الذين صوّتوا مع «بريكست» من دون معرفة النتائج التي ستترتب على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
تواجه بريطانيا في الوقت الحاضر تحديات كبيرة. تحتاج إلى سياسيين من وزن كاميرون يعرف العالم.
يعرف الرجل الشرق الأوسط والخليج جيدا ولديه علاقات قويّة مع الصين. كذلك، يعرف معنى الغزو الروسي لأوكرانيا وأهمّية التصدي لهذا الغزو.
أكثر من ذلك، يعرف كاميرون أنّ على المملكة المتحدة إيجاد طريقة لىستعادة علاقات وثيقة مع الىتحاد الأوروبي في ضوء الكارثة التي حلت بها وبىقتصادها نتيجة «بريكست».
لن يتمكن كاميرون من المساعدة كثيراً في جعل بريطانيا تستعيد موقعا مميزا على الساحة الدولية، لا في أوروبا ولا في الشرق الأوسط ولا في الخليج.
الإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس باتت من الماضي. كانت نقطة التحوّل حرب السويس في العام 1956. وقتذاك، اضطرت بريطانيا إلى وقف حملتها العسكريّة في قناة السويس بعدما أمرها الرئيس الأميركي دوايت إيزنهاور بذلك.
توقف العدوان الثلاثي البريطاني - الفرنسي - الإسرائيلي على مصر بمجرد صدور الأمر الأميركي.
كان إيزنهاور يؤمن بأنّه لا يحق لدول مثل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل شن حروب من خلف ظهر الولايات المتحدة التي كانت وراء هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالميّة الثانية.
أكثر من ذلك، لعبت اميركا دوراً محورياً في مجال إعادة إعمار أوروبا عبر «مشروع مارشال».
ما يستطيع كاميرون عمله هو تلميع صورة سوناك وتمكين حزب المحافظين من البقاء في السلطة بعد الانتخابات العامة المقبلة. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه حكومة سوناك حالياً... وهذا السبب الحقيقي للاستعانة بكاميرون لا اكثر ولا أقلّ.

 

 

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا السبب الحقيقي لعودة كاميرون في بريطانيا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab