الانتخابات الأميركية ما نعلمه وما نجهله ونخشاه

الانتخابات الأميركية: ما نعلمه.. وما نجهله ونخشاه

الانتخابات الأميركية: ما نعلمه.. وما نجهله ونخشاه

 السعودية اليوم -

الانتخابات الأميركية ما نعلمه وما نجهله ونخشاه

بقلم : أمير طاهري

ع اقتراب موعد عقد الانتخابات الرئاسية الأميركية، زادت حيرة الأميركيين في مواجهة التساؤل الأكبر الآن أمامهم: هل ننتخب دونالد ترامب؟ ولا يبدو الأمر هيًنا على الإطلاق، ذلك أن اختيار ترامب من شأنه نسف لعبة القوة التقليدية التي مارستها النخبة السياسية الضيقة لفترة طويلة.

وحال حدوث ذلك، فإن فوز ترامب سيأتي بمثابة صفعة كبرى على وجه مؤسسة سياسية تفوح منها رائحة الجبن والفساد والجريمة.

ومن شأن فوز ترامب كذلك إفراز فترة رئاسية فاشلة جديدة، لكن هذا الأمر لن يتضح إلا في وقت لاحق. أما على المديين القريب والمتوسط، فإن فوز ترامب ربما يبث اعتقاًدا في نفوس عدد كبير من الأميركيين بأنهم نجحوا في كبح جماح النخبة السياسية وإنهاء سيطرتها على البلاد.

اللافت في هذه الانتخابات أنها أدت بالفعل إلى زعزعة ولاءات قديمة، وقلب حسابات تقليدية، وأطلقت العنان لمشاعر لم يكن أحد يدري بوجودها. وفي الوقت الذي يبدو ترامب مختلًفا كل الاختلاف عن النموذج المألوف للمرشح الرئاسي الجمهوري، فإن هيلاري كلينتون تعتبر النموذج التقليدي لآلية الحزب الديمقراطي. ومن شأن فوز كلينتون تمديد رئاسة باراك أوباما فعلًيا إلى فترة ثالثة.

وعليه، فإنه ربما بالنسبة لغالبية الناخبين، تعد هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سجل أوباما الانتخابي طوال السنوات الثماني الماضية، بمعنى أن المؤيدين لهذا السجل سيختارون كلينتون، بغض النظر عن مدى إعجابهم بها شخصًيا. أما من يعتبرون فترة رئاسة أوباما كارثية، فسيتجاهلون جميع سمات كلينتون ويختارون ترامب نكاية في الرئيس الحالي.

وبالطبع يبقى هناك من لن يصوتوا مطلًقا لصالح مرشح ديمقراطي أو على الجانب الآخر لن يصوتوا لصالح جمهوري. وخلال جولة قمت بها مؤخًرا عبر عدة ولايات أميركية، لاحظت أن الاعتبارات العاطفية تلعب دوًرا أكبر بكثير هذه المرة عن أي انتخابات مضت.

ومن الواضح أن الكثير من الأصدقاء الديمقراطيين يشعرون بالحرج لاقتصار خياراتهم على هيلاري كلينتون، خاصة في ظل ارتباطها بأوباما.

وفي حديثه معي، قال أحد المفكرين الأميركيين أصحاب الميول اليسارية: «كانت رئاسة أوباما كارثية على صعيد العلاقات الخارجية. في الوقت ذاته، لا يمكنني التصويت لمرشح جمهوري، لأن حزبه يعارض الإجهاض، وزواج المثليين وإلغاء عقوبة الإعدام».

اللافت للاهتمام هنا أن ترامب نأى بنفسه عن إعلان أي موقف واضح حيال أي من هذه القضايا. كما تعمد الحزب الجمهوري عدم إعلان موقف واضح حيالها في بياناته الانتخابية منذ سبعينات القرن الماضي، ما يعني أنه على صعيد ما يعرف بقضايا «الحرب الثقافية»، يبقى ترامب كًما مجهولاً.

الأكثر إثارة للدهشة أن كلا المرشحين عجزا أو رفضا رسم ملامح سياستهم الاقتصادية والخارجية. من ناحيتها، عمدت كلينتون إلى التراقص حول القضايا، مع الاكتفاء بالإشارة إلى أنها ستمضي في سياسات أوباما. بيد أنه بالنظر إلى أن سياسات أوباما غلفها الغموض والتمويه، فإنه من غير الواضح ما يعنيه قولها هذا على وجه التحديد.

في المقابل، وكعادته دوًما، وعد ترامب بكل شيء ونقيضه ­ أحياًنا مرتين في اليوم ذاته! ورغم اعتقادي بأنه أثار بالفعل قضايا مهمة مثل حدود التجارة العالمية الحرة والواجبات المتبادلة بين
الحلفاء تجاه بعضهم البعض وحدود قدرة خطاب المظلومية على ضمان معاملة تمييزية. ومع ذلك، لم يقدم ترامب إجابة واضحة في هذا السياق.

وعليه، تبقى الميزة الرئيسية في ترامب الآن أنه ليس هيلاري كلينتون وغير محسوب على معسكر أوباما. وتعد هذه نقطة مهمة بالنسبة لكل من يعتقدون أن أوباما قدم نموذًجا سيًئا في القيادة الأميركية، وأن السماح له باستمرار التمتع بنفوذ على الاستراتيجية الأميركية، حتى وإن كان على نحو غير مباشر عبر كلينتون، سيكون أمًرا سيًئا، ما يعني أن الاختيار هنا سيكون بين أهون الشرين.

من ناحية أخرى، فإن الهجمات القاسية التي تعرض لها ترامب من جانب جمهوريين يشكلون مؤسسة الحزب الجمهوري، مثل الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) روبرت غيتس ووزير الخارجية السابق كولين باول، ربما لا تحمل تأثيًرا يذكر لأنه لا يجري النظر إلى أي منهما باعتباره مفكرا عظيما. أما ما يمكن أن يضر ترامب بدرجة أكبر فهو اتخاذ أي من الرئيسين السابقين بوش الأب أو الابن والمرشحين الرئاسيين السابقين جون ماكين وميت رومني تأييد كلينتون.

وفي الوقت الذي يتساءل البعض عن السر وراء نجاح ترامب في تقديم هذا الأداء الجيد، أعتقد أن السؤال الحقيقي هو السبب وراء عدم تقديمه أداًء أفضل، وحتى أن شخصا بعقلية غوبلز ليس باستطاعته تصوير رئاسة أوباما باعتبارها ناجحة، إذ أن الاقتصاد الأميركي نما بمعدل 1.1 في المائة فقط، ما يقترب من الصفر، وتراجع معدل القوى الشرائية للأسرة الأميركية بنحو 6.3 في المائة خلال رئاسته. أما التوترات العنصرية ففي أعلى مستوى لها منذ جيل بينما تأتي المكانة الأميركية في الخارج عند أدنى مستوياتها.

في الوقت ذاته، فإن ثمة شكوكا حول الحالة الصحية للمرشحة الديمقراطية، ويدور حولها 11 تحقيًقا خطيًرا على الأقل، وما تزال عاجزة عن صياغة رسالة انتخابية متناغمة. كما أن كلينتون ممقوتة بشدة داخل الجناح التقدمي من حزبها.

arabstoday

GMT 12:02 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

حرب واحدة ورؤيتان

GMT 09:02 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

حرب غزة... لن تنتهي حتى تنتهي بالفعل

GMT 11:26 2023 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

«كان هذا ملكي»... نزاعات قديمة قدم التاريخ

GMT 10:33 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

نسخة سيمفونية من الإرهاب

GMT 17:53 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

أوكرانيا: نقطة الهلاك

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الأميركية ما نعلمه وما نجهله ونخشاه الانتخابات الأميركية ما نعلمه وما نجهله ونخشاه



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab