القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية أيها ستنقذ الملالي

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي؟

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية... أيها ستنقذ الملالي؟

 السعودية اليوم -

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية أيها ستنقذ الملالي

بقلم امير طاهري


في الوقت الذي تتجه فيه رئاسة حسن روحاني تجاه ما بدا نهاية أقل من أن توصف بالرائعة، بدأت التكهنات بشأن المرحلة التالية من الصراع على السلطة التي طالما شكلت سمة دائمة للنظام الخميني منذ بداياته.

يجادل بعض مراقبي إيران بأن العمود الفقري الحقيقي للنظام يعتمد على المؤسسة الأمنية العسكرية باستخدام «المرشد الأعلى» علي خامنئي كرجل الواجهة. وفي حين أن هذا الرأي يعكس جانباً من الواقع الإيراني، فمن الخطأ أن نستنتج أن القادة العسكريين سيظلون راضين عن الترتيبات الحالية. فطبيعة السلطة السياسية في أي نظام كان هي أن أولئك الذين ضمنوا نصيباً في السلطة دائماً ما يتطلعون إلى المزيد.

القادة العسكريون الإيرانيون ليسوا استثناء. فلأنهم حماة النظام الحقيقيون الذين يزعمون أنهم أكثر نقاءً من الثلج الناصع البياض، فقد ظلوا دائماً يتذمرون من الفساد وعدم كفاءة الملالي ومن البيروقراطيين الذين أداروا الحياة العامة منذ عام 1979. والجديد هو أنهم اليوم يصرخون بصوت عالٍ، ويقدمون أنفسهم على أنهم المرشح الأصلح لحكم البلاد.

لطالما روّج القادة العسكريون، وعلى الخصوص كبار قادة «الحرس الثوري» الإسلامي، لطموحاتهم من خلال الإمبراطورية الإعلامية الواسعة التي يسيطرون عليها داخل إيران وخارجها. الجديد في الأمر هو أنهم اليوم يدفعون في ذلك الاتجاه بشكل مباشر وأكثر صراحة. كانت آخر مناسبة لذلك الاثنين الماضي خلال المؤتمر العام لقادة «الحرس الثوري» والمفوضين السياسيين والدينيين. وعلى الرغم من أن المؤتمر الأخير الذي انعقد عام 2016 لم يكن بالحدث البارز، فقد تلقى التجمع الاثنين الماضي مليار دولار من وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، وهو التجمع الذي أحياناً يحمل طابع مؤتمر الحزب السياسي.

سلط المؤتمر العام الأضواء على جنرالين لهما طموحات سياسية خفية. فقد جرى تخصيص الخطاب الرئيسي لرئيس الأركان اللواء محمد باقري الذي يُنظر إليه باعتباره المثقف الأكبر في المجموعة، بينما جرى منح اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس»، دوراً ثانوياً. وقد بدا أن خطاب باقري الذي استمر أكثر من 50 دقيقة، يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية.

الهدف الأول كان إقناع الناس بأن إيران لا تتجه إلى الحرب، وأن الجيش الذي يقوده قوي بما يكفي لمواجهة أي احتمال. ومن اللافت للنظر أنه يبدو أن تحليله يستبعد أي دور للسلطات السياسية للجمهورية الإسلامية، وأن كل ما تحتاج إليه إيران لتكون في مأمن من الغزو الأجنبي هو المرشد الأعلى وآلته العسكرية.

كان الهدف الثاني لباقري هو إرسال إشارة تصالحية إلى أعداء إيران الحقيقيين أو التخيليين، وبخاصة الولايات المتحدة. وفعل ذلك بادعائه بأنه فيما يتعلق بتأسيس نفوذ إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، أنها قد أنجزت مهامها، وأن طهران ليس لديها نية لفتح جبهات جديدة أو تكثيف وجودها في المنطقة. وقال إن إيران «تعترف بمسؤوليتها تجاه الأمن والاستقرار الإقليميين، وتلعب دوراً رئيسياً في هذا المجال، وليس لديها أي نية لممارسة العداء أو حتى التفكير في العدوان «والتسبب في انعدام الأمن وقيام حرب».

في رسالة مشفرة، أضاف الجنرال باقري أن طهران «تحاول تعزيز الهدوء من خلال تعزيز التعاون الإقليمي». وللتطرق إلى موضوعه التوفيقي، دعا الجنرال إلى التغلب على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة «بالصبر والشهامة».

كان الهدف الثالث لباقري هو تقديم «الحرس الثوري» الإيراني بصفته لاعباً رئيسياً في الحياة الاقتصادية لإيران، مدعياً أن وجوده المثير للجدل في الآلاف من الشركات كان في الصالح العام. لقد أشار ضمنياً إلى أنه بينما كان «الحرس الثوري» الإيراني فاعلاً اقتصادياً، كان القطاع العام الخاضع لسيطرة الحكومة يعج بالفساد والمحسوبية وانعدام الكفاءة. كان التفسير الأول هو أنه حال أصبح «الحرس الثوري» مسؤولاً عن كل شيء، فإن معظم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحالية في إيران ستختفي.

أما بالنسبة للجنرال سليماني، أستاذ العلاقات العامة، فقد تحدث بأسلوبه المبالغ، مدعياً أنه هزم الجيش الأميركي، وكشف عن أن الولايات المتحدة ليست سوى فزاعة. وأثار الجنرال باقري موضوعاً واحداً، هو الادعاء بأن القيادة السياسية، أي روحاني وفريقه، قد فشلت في كل شيء تقريباً، وأوانها قد مر منذ زمن طويل.

هل هذا يعني أنه بات لدينا الآن جنرالات تجس النبض للتقدم في مزاد الحصول على السلطة؟

على عكس ما يسمى بـ«الدول النامية»، فإن إيران ليس لديها تاريخ في التدخل العسكري في السياسة ناهيك عن إدارة الحكومة. لقد شهد النظام الخميني الكثير من الرؤساء، من بينهم ثلاثة «يرتدون القلنسوات». وتمكن واحد فقط، محمود أحمدي نجاد، من البقاء لفترتين كاملتين. اضطر أول هؤلاء الرؤساء، أبو الحسن بني صدر، إلى الفرار إلى المنفى بعد عام للنفاذ بجلده. والثاني، محمد علي رجائي، تعرض للتفجير وتقطع إلى أشلاء في عملية إرهابية بعد أسابيع فقط من أدائه اليمين. وقد وضع الرؤساء الأربعة الباقون العمائم على رؤوسهم. وكان لاثنين منهم عمامتان سوداوان، للدلالة على الانتساب إلى السيدة فاطمة، ابنة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، في حين وضع الاثنان الآخران عمامتين بيضاوين، للدلالة على أصلهما الإيراني الخالص.

يعتقد بعض المراقبين، بما في ذلك قلة من معارضي النظام المخلصين، أن الوقت قد حان لترك القلنسوات والعمائم، وإعطاء «القبعة العسكرية» الفرصة لإنقاذ النظام المحاصر.

خلال الأربعين سنة الماضية، ألقى الكثير من الجنرالات، الناشطين أو المتقاعدين، القبعة العسكرية في الحلبة أملاً في الفوز بالرئاسة. ومع ذلك، لم ينجح أي منهم في التأثير في جمهور الناخبين، ناهيك عن الوصول إلى مرحلة الإعادة.

ومع تشويه سمعة الملالي وشركائهم البيروقراطيين، قد يكون لدى الجيش فرصة أفضل هذه المرة، على الأقل داخل الحركة الخمينية. في الواقع، بدأت مجموعات غير رسمية تروّج لفكرة رئيس عسكري للنظام الخميني في التبلور، حيث يقوم مجموعة للمنفيين في فلوريدا، بقيادة دبلوماسي كبير سابق، بحملة لصالح الجنرال سليماني الذي احتفل به المعلق الفارسي لهيئة الإذاعة البريطانية «كقائد صوفي».

هناك مجموعة أخرى يقودها أستاذ بالجامعة الإيرانية الأميركية في نيو جيرسي تقوم بحملة لتلميع الجنرال باقري بمساعدة الكثير من ضباط «الحرس الثوري» المتقاعدين.

الأساس المنطقي وراء هذه الحملات الجديدة هو أنه سيكون من الأفضل السماح لأولئك الذين يمتلكون سلطة حقيقية في إيران بممارستها أيضاً في سياق قانوني شفاف.

قد يكون لذلك حجة سليمة، ومع ذلك، أعتقد أن النظام الخميني يدخل مرحلة من التطور التاريخي بسرعة بحيث لا يستطيع أحد أن ينقذه من تناقضاته الداخلية. فالقلنسوة والعمامة والقبعة العسكرية كلها قليلة الفائدة عندما يكون الرأس فاسداً.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية أيها ستنقذ الملالي القلنسوة أم العمامة أم القبعة العسكرية أيها ستنقذ الملالي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"

GMT 23:45 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

تعرف على حكم قراءة الفاتحة في "صلاة الجماعة"

GMT 22:30 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يبرر تواصل ليوناردو بونوتشي مع كونتي

GMT 00:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

حقيبة اليد تضيف المزيد من الأناقة للرجل في 2018

GMT 02:50 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ياسين الصالحي يتمسك بالطرق القانونية للانتقال إلى "الكويت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab