مخيم اليرموك نكبة جديدة

مخيم اليرموك: نكبة جديدة

مخيم اليرموك: نكبة جديدة

 السعودية اليوم -

مخيم اليرموك نكبة جديدة

جهاد الخازن

ماذا يحدث في مخيم اليرموك؟ طلقت الأمة طلاقاً بائناً وأيدني القراء. وكل يوم تعطيني هذه الأمة سبباً جديداً للطلاق فأسأل نفسي لماذا تأخرت حتى اليوم.

معركة اليرموك سنة 15 هجرية أو 636 ميلادية إحدى أعظم معارك التاريخ، وهي أجلت البيزنطيين عن بلاد الشام، ومأساة مخيم اليرموك الآن إحدى أفظع مآسي التاريخ العربي الحديث، لا طعام أو ماء أو دواء، وأرى ذبح اثنين من الفلسطينيين على الإنترنت، فهناك مَنْ يفاخر بذبحهم.

النابغة الذبياني قال:

محلتهم بيت الإله ودينهم / قويم فما يرجون إلا العواقب

رقاق النعال طيّب حجزاتهم / يحيون بالريحان يوم السباسب

النابغة كان يمدح ملوك الغساسنة الذين حكموا المنطقة من الجولان، وهو يشير إلى بيت الإله، أي القدس، وإلى رائحة الملوك الطيبة، وإلى بنات يرشونهم بالريحان في يوم أحد الشعانين الذي يوافق هذه الأيام عند الأقباط.

هو في قصيدة ثانية رثى بها النعمان بن الحارث الغساني قال:

بكى حارث الجولان من فقد ربه / وحوران منه موحش متفائل

اليوم نبكي أمة اختارت الفناء طريقاً لها، وتركت الإرهاب يستشري من العراق وسورية إلى ليبيا واليمن وغيرها، ولم تفعل غير فرك الأيدي. والكلمتان الأخيرتان تذكراني بشيء قاله لي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع ثم ولي العهد السعودي، رحمه الله. هو قال: الحزم أبو العزم أبو الظفرات، والترك أبو الفرك أبو الحسرات. وكنت أعتقد أن هذا مَثل سعودي، ثم قرأت أنه من كلام الملك عبدالعزيز آل سعود.

توصَف معركة اليرموك بأنها أعظم معارك التاريخ، وأرى انتصار خالد بن الوليد في حروب الردّة أهم، لأنه لو خسر لما بقي هناك إسلام. والملك عبدالعزيز بنى دولة صمدت حتى وصلنا اليوم إلى «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين في اليمن.

ماذا عندنا في دمشق؟ هي أقدم مدينة في العالم ومخيم اليرموك بدأ ضاحية لها وأصبح جزءاً منها مع اتساع العمران، وزرته مرة بعد مرة لمقابلة قيادات من المنظمات الفلسطينية فيه، وهو اليوم دمِّر على رأس أهله.

كل مَنْ يستطيع النجاة من المخيم رحل عنه وبقي 18 ألف بائس، بينهم 3500 طفل، وإرهابيو داعش الذين يعملون في الناس قتلاً. أهلنا في سورية أصبحوا بين فكي رصاص داعش وبراميل النظام.

الإرهابيون يقومون بمهمة إسرائيل، وهم يقتلون الذين لم تجد حكومة إرهابية إسرائيلية عذراً أو ذريعة لقتلهم. داعش والنصرة والحوثيون إرهابيون أعداء الإسلام والمسلمين، فلم يبقَ عندي ما آمل أو أرجو سوى أن أراهم يُهزَمون ويُعاقَبون.

ليس الأمر مخيم اليرموك وحده، فملايين السوريين، حوالى نصف السكان، شرِّدوا داخل بلدهم أو حوله، وبعضهم قضى في البحر وهو يحاول الهرب إلى أوروبا. حتى هوزيه موجيكا، رئيس أوروغواي السابق، شكا من اللاجئين السوريين في بلاده، وقال إنهم لا يعرفون العمل في الزراعة. كيف وصلوا إلى أميركا اللاتينية؟ كيف لا يعمل سوري في الزراعة وبلاده سهل وماء؟ هل ما يحدث للسوريين والفلسطينيين من أشراط الساعة التي حدثونا عنها؟

كان الغساسنة يحكمون القدس من الجولان، والآن الإسرائيليون في القدس والجولان، والسوري يبحث عن وطن بديل بعد أن كان في جنة الله على أرضه، والفلسطيني ينتظر الموت إما برصاص إسرائيلي في قطاع غزة، أو برصاص الإرهابيين في مخيم اليرموك.

مضى يوم وأنا حَدث جاهل رفعت فيه الرأس لأنني عربي. اليوم أخفضه وأعتذر من أبنائي.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيم اليرموك نكبة جديدة مخيم اليرموك نكبة جديدة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 18:50 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:13 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد وتحضيركيكة الشوكولاتة الباردة

GMT 22:53 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كيك بالمربى والكريمة

GMT 07:12 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

​تعرفي على طريقة تحضير مهلبية بطعم الشكولاتة

GMT 03:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على كيفية ارتداء فساتين الصيف في الشتاء

GMT 13:19 2013 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هنري كافيل يتحدث عن علاقته مع راسل كرو

GMT 23:49 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

طريقة إعداد بان كيك بدون بيض

GMT 15:00 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

أهمية صناعة الصابون في سوق الذهب في لبنان

GMT 11:22 2020 الإثنين ,10 شباط / فبراير

ناشطة بيئية تثير قلق شركات الطيران الأميركية

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 09:50 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"مستودع" أميركي يتحول إلى منزل فاخر يطل على حديقة

GMT 07:24 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

طرق العناية بالتسريحات الفير للشعر الطويل

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فريق ميلان الإيطالي يبدأ المفاوضات لضم لاعبي تشيلسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab