بين القاهرة وبيروت

بين القاهرة وبيروت

بين القاهرة وبيروت

 السعودية اليوم -

بين القاهرة وبيروت

جهاد الخازن

كنت على موعد مع الصديقة العزيزة أختنا فايزة أبو النجا، مستشارة الرئيس المصري لشؤون الأمن القومي المصري، في الاتحادية، وسألت السائق عن مدة الرحلة فقال: ثلاثة أرباع الساعة. طلبت منه أن يكون أمام الفندق قبل ساعة وربع الساعة، وهذا ما استغرقته رحلة لا يجوز أن تطول عن عشر دقائق أو خمس عشرة.

لو كانت هناك جائزة لزحام السير لفازت بها القاهرة سنة بعد سنة، وأعرف أن هذا الموضوع مطروح إلى درجة أن يكون مستهلكاً، إلا أن كل زائر للقاهرة يواجه مشكلة الزحام ولا يجد منها فكاكاً.

قلتُ للأخت فايزة إن أحد رجال الحكم في الخليج قال لي إنه لو بقي نصف موظفي الدولة المصرية في بيوتهم لما تأخر أي عمل رسمي ولحُلّت مشكلة السير في القاهرة.

في الخليج سمعت مسؤولاً بعد مسؤول يقول لي إن الدول القادرة ستساعد مصر لتعود أقوى بلد عربي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. قالوا لي إن قوة مصر قوة لهم أيضاً، فهي العمق الاستراتيجي للأمة. عندما قلت للرئيس عبدالفتاح السيسي قبيل انتخابه رئيساً مثل هذا الكلام قال لي إن هذا شعوره أيضاً، والأخت فايزة أبو النجا لها رأي مماثل، ويبقى أن تصعد البيروقراطية المصرية إلى مستوى التحدي.

تحدثتُ مع الأخت فايزة عن العلاقات مع دول الخليج وسأعود إلى حديثنا في المستقبل، وانتقلنا إلى التعامل مع الولايات المتحدة. هي عندما كانت وزيرة اتهمها مسؤولون في واشنطن وبعض عصابة إسرائيل بأنها «معادية لأميركا». أعتقد أنها مؤيدة لوطنها أو موالية، ما لا يناسب عصابة الحرب والشر الليكودية في الولايات المتحدة.

سمعتُ من مسؤولين مصريين كثيرين ترحيباً بتحسين العلاقة مع قطر، وكان كلام بعضهم مقروناً بالحذر، فقد جرت محاولات في السابق، رافقها كلام طيب ثم انتهت إلى لا شيء. أعتقد أن الوضع أفضل هذه المرة، فدول الخليج التي قطعت العلاقات الديبلوماسية مع قطر اشترطت عليها أن تقيم علاقات أفضل مع مصر لتعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى وضعها السابق. أعتقد أن الأمير تميم بن حمد قادر على إصلاح الوضع ويريد ذلك، فلا أقول سوى أن الأمور بخواتيمها.

اقتصرت زيارتي القاهرة على يوم واحد أو أقل، وما لمست بوضوح هو غلبة التفاؤل بين الأصدقاء والناس جميعاً، فهم يعتقدون أن الأيام الصعبة التي تميّزت بها السنوات الأربع الأخيرة لن تعود، وأن الوضع سيستمر في التحسن مع البيروقراطية إياها أو رغماً عنها.

تركت القاهرة إلى بيروت ووجدت مجموعة أصدقاء في المطار، فجلست إلى جانب الإعلامية البارزة ماغي فرح ولم نتوقف عن الحديث حتى هبطت الطائرة. وصُدمتُ خارج المطار بزحام السير، إلا أنني وجدته دون زحام القاهرة، مع أنني أُرجّح أن بيروتيين كثيرين يحاولون أن ينتزعوا جائزة زحام السير من القاهريين.

ما جابهت أو جبهني (صفعني) في بيروت هو غياب الإيجابية التي لمستها في القاهرة، فالوضع السياسي سيئ ولا سبب منطقياً لتوقع أن يتحسن. لبنان من دون رئيس، والاتصالات بين جماعة 14 آذار وحزب الله نوع من العبث السياسي، فلا أرضية واضحة للاتفاق.

ما لمست هو تراجع الاقتصاد إلى درجة الأزمة بين صغار الموظفين والفقراء. وقد رأيتُ مزيداً من المتاجر المغلقة في المنطقة المحيطة بساحة النجمة (البرلمان) وشكوى من الجميع تتراوح بين السياسة والاقتصاد، حتى اللُّحمة الاجتماعية بين أطياف المجتمع اللبناني.

الوضع حتماً أفضل منه في سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا، إلا أنه ليس فاضلاً، واللبنانيون يريدون أن يروا إنجازات من سياسيين وقادة ميليشيات لا يرى أحد منهم غير مصلحته الضيقة ويُهمل مصلحة الوطن.

ربما كان زحام السير أسوأ ما في القاهرة وأهون ما في بيروت.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين القاهرة وبيروت بين القاهرة وبيروت



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 18:50 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:13 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

طريقة إعداد وتحضيركيكة الشوكولاتة الباردة

GMT 22:53 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كيك بالمربى والكريمة

GMT 07:12 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

​تعرفي على طريقة تحضير مهلبية بطعم الشكولاتة

GMT 03:20 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على كيفية ارتداء فساتين الصيف في الشتاء

GMT 13:19 2013 الأربعاء ,01 أيار / مايو

هنري كافيل يتحدث عن علاقته مع راسل كرو

GMT 23:49 2017 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

طريقة إعداد بان كيك بدون بيض

GMT 15:00 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

أهمية صناعة الصابون في سوق الذهب في لبنان

GMT 11:22 2020 الإثنين ,10 شباط / فبراير

ناشطة بيئية تثير قلق شركات الطيران الأميركية

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 09:50 2019 الأربعاء ,06 شباط / فبراير

"مستودع" أميركي يتحول إلى منزل فاخر يطل على حديقة

GMT 07:24 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

طرق العناية بالتسريحات الفير للشعر الطويل

GMT 14:27 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فريق ميلان الإيطالي يبدأ المفاوضات لضم لاعبي تشيلسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab