«السيء» يحمي جرائم إسرائيل

«السيء» يحمي جرائم إسرائيل

«السيء» يحمي جرائم إسرائيل

 السعودية اليوم -

«السيء» يحمي جرائم إسرائيل

جهاد الخازن

«البيت الأبيض يطعن اسرائيل في الظهر، مرة أخرى» كان عنوان مقال في موقع ليكودي كتبه المتطرف آري ليبرمان الذي شكا من أن فيليب غوردون، مساعد الرئيس اوباما والمنسق للبيت الأبيض في الشرق الأوسط، شكا في مؤتمر نظّمته جريدة «هاآرتز» من أن السياسات الاسرائيلية سبب عدم الاستقرار في المنطقة.
المبعوث الاميركي كان يقول كلاماً صحيحاً أكيداً، فأين الطعن في الظهر؟ الادارة الاميركية طعنت الفلسطينيين في الصدر والظهر وهي ترسل، والحرب على قطاع غزة تمضي بلا هوادة، ستة آلاف صاروخ سايدوايندر لتسهيل قتل الأبرياء. الصفقة ثمنها 544 مليون دولار سيمولها الاميركي دافع الضرائب بتأييد من الكونغرس الذي اشتراه لوبي اسرائيل. وما سبق كله تزامن مع إعلان لجنة اعتمادات الدفاع في مجلس الشيوخ أنها ستزيد ضعفين التمويل الاميركي للقبة الحديد في اسرائيل. وهكذا، فالإدارة تعين اسرائيل على قتل الفلسطينيين، والكونغرس يسعى الى حمايتها. هذا طعن في الظهر لا كلام مسؤول في مؤتمر.
تحدثت أمس عن البشع أو السياسة الاميركية، وأكمل اليوم بالسيئ، قبل أن أختتم غداً بالطيب. السيئ هو الذي يدافع عن جرائم حرب على مدار الساعة، فتنقل الميديا الليكودية الاميركية عن صحف أن الفلسطينيين في القدس رحبوا بصواريخ حماس التي ضربت اسرائيل، كما فعلوا عام 1991 مع صواريخ صدّام حسين. ماذا ينتظر مجرمو الحرب من ناس تحت احتلال نازي الصفات؟ أن يرموا جنود الاحتلال بالورد؟
أوقح مما سبق في الميديا المتطرفة نفسها موضوع عنوانه «واجب الولايات المتحدة أن تنزع سلاح حماس». أقول إن واجب الولايات المتحدة أن توقف دعم دولة محتلة باغية بالسلاح والمال، لأنها بهذا الفعل أصبحت شريكة في الجريمة ضد الفلسطينيين. أزيد أن الولايات المتحدة ليست شرطياً أو حَكَماً، بل هي طرف ضدنا، والطلب منها تجريد حماس من السلاح يعني أن تخوض حرباً بأرواح اميركية وأموالٍ خدمة لدولة جريمة وقتل وتشريد.
«حماس لا تريد السلام وليس مجرد أنها لا تريد وقف إطلاق النار»، والموضوع يستغرب أن شعباً في معسكر اعتقال من نوع نازي يرفض أن يرى أبناءه الأبرياء يموتون ثم يقبل عرض وقف إطلاق النار من القاتل. والمصدر نفسه يستنكر أن «غزة من دون ملاجئ ضد القنابل»، فأقول إن الولايات المتحدة لا تموِّل حماس وتبني لها ملاجئ من الغارات أو تزودها بالسلاح أو تحميها بالفيتو في مجلس الأمن.
عندما لا يجد أنصار حكومة الفاشيست في اسرائيل ما يهاجمون به الفلسطينيين يرتّدون على الإسلام، وأقرأ: «هل يمكن أن نتكلم عن عدم التسامح الاسلامي؟»، أقول إن الذي يسأل هذا السؤال من دين اخترع عدم التسامح، دين خرافات لا آثار إطلاقاً في بلادنا تسندها.
هناك متطرفون من المسلمين، إلا أنهم قلة قليلة، وليسوا غالبية كما في اسرائيل حيث انتخبت حكومة إرهابية تضم أمثال المولدافي افيغدور ليبرمان ويرأسها أحقر رئيس وزراء عرفه العالم.
عطفاً على ما سبق، قرأت «اسرائيل ضحية حرب محمد على اليهود». هكذا يكتبون محمد من دون صفة نبي أو رسول، مع أن المسلمين جميعاً، بمَنْ فيهم المتشددون، يتكلمون باحترام عن أنبياء التوراة. هناك حرب، إلا أنها من الغزاة الأجانب في فلسطين على أهل البلد وضحايا الارهاب كل يوم. وقد تعهّدتُ في السابق وأكرر تعهدي اليوم بألا أسكت عن أي هجوم على الإسلام وأن أرد التهمة الى أعدائه.
وأقرأ عن «الفلسطيني المحبوب» وهو على ما يبدو احتجاج على شعبية الفلسطينيين والتعاطف معهم حول العالم كضحايا الاحتلال. المقال من الوقاحة أن يتهم الفلسطينيين بمحاولة إبادة اليهود وحكومة اسرائيل تقتل كل فلسطيني تستطيع الوصول اليه.
أعرض على القارئ عنوانَي مقالين في ميديا ليكود اميركا:
- اسرائيل والعرب فيها: صواريخ، أعمال شغب وحلم التعايش.
- عدد عرب حماس في وجه موتى اسرائيل.
هل لاحظ القارئ شيئاً في العنوانين اللذين ترجمتهما عن الانكليزية بدقة؟ هما يتحدثان عن العرب في فلسطين، ولا يذكران الفلسطينيين. الفلسطينيون عرب وبلدهم فلسطين من البحر الى النهر، والمحتلون أشكناز خزر وليسوا اليهود الشرقيين الذين عرفناهم في بلادنا.
هل يذكر القارئ دنيس روس؟ كان عضواً في فريق السلام الاميركي أيام بيل كلينتون، مع أنه ليكودي متطرف حتى لو أنكر ذلك، وقد رأس يوماً معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المؤيد لإسرائيل. هو كتب مقالاً عنوانه: «لماذا الغزاويون ضد دفع ثمن خيارات حماس»، وهكذا يريد لنا ليكودي اميركي أن نصدق أنه يعرف عن أهلنا في غزة ما لا نعرف نحن.
أنا ضد خيارات حماس، إلا أنني لا أدّعي أنني أعرف ما يريد أهل غزة وما لا يريدون. وقد ضاق المجال فأكمل بمقال من نوع ما سبق صادر عن معهد واشنطن إياه عنوانه «جمهور غزة يرفض حماس ويريد وقف إطلاق النار». وهكذا فأميركي ليكودي يكتب من واشنطن يعرف ما يريد شعب غزة وما لا يريد.
هل هو توارد خواطر أم توارد مصادر، أم هو الاثنان؟ أكمل غداً.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيء» يحمي جرائم إسرائيل «السيء» يحمي جرائم إسرائيل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab