الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل

(الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل)

(الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل)

 السعودية اليوم -

الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل

جهاد الخازن

يُفترَض أن يؤدي الاتفاق المرحلي بين إيران من جهة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا من جهة أخرى، إلى اتفاق متكامل مع نهاية حزيران (يونيو) يضع إيران تحت رقابة نووية صارمة تمنعها من العمل لإنتاج قنبلة نووية على امتداد عشر سنوات، وربما خمس عشرة سنة.
يُفترَض هذا، غير أن المنطق والوقائع والموضوعية تقول غيره.
في الولايات المتحدة، عارض الكونغرس، مع وجود غالبية جمهورية في مجلسي الشيوخ والنواب، الاتفاق مع إيران قبل أن يُعقَد، والجمهوريون والديموقراطيون في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس طلعوا بشيء اسمه «قانون مراجعة الاتفاق النووي مع إيران» لمواجهة احتمال استعمال الرئيس باراك أوباما الفيتو إذا رفض مجلسا الكونغرس الاتفاق النهائي. والسيناتور المتطرف ليندسي غراهام رفض أي اتفاق مع «دولة إرهابية»، مع أنه أيَّد كل اتفاق مع الدولة الإرهابية إسرائيل. ثم إن بنيامين نتانياهو شكّل «لوبي» لمقاومة الاتفاق يضم ليكوديين من اليهود الأميركيين الذين يعملون لمصلحة إسرائيل لا «بلادهم» الولايات المتحدة. وأستطيع أن أقول بثقة إن جميع أنصار إسرائيل في الميديا الأميركية يكتبون يوماً بعد يوم ضد اتفاق لم يُعقَد بعد.
في إيران الوضع أسوأ، ففيما كان المفاوضون الإيرانيون في ليمان ينهون الاتفاق المرحلي مع الدول الست، كان متظاهرون في طهران ومدن أخرى يهتفون «الموت لأميركا»، وكان المرشد آية الله علي خامنئي يضع شروطاً لم ترِد في أي اتفاق، فهو طالب برفع العقوبات فور توقيع الاتفاق، مع أن الكلام في ليمان كان عن رفعها تدريجاً خلال فترة زمنية محددة. وهو أصر على أن تستمر إيران في تخصيب اليورانيوم، وعلى حقها في البحث النووي والتطوير، وعلى متابعة برنامج نووي تجاري من دون أي عقبات في طريقه، ثم إن غالبية في البرلمان الإيراني تنتقد الاتفاق مع الدول الست كل يوم.
هناك الآن جولة جديدة من المفاوضات بين الطرفين في جنيف، وتتبعها جولة الأسبوع القادم في نيويورك، ولا أقول إن الاتفاق مع إيران مستحيل، فكل ما علينا هو أن ننتظر شهرين لنعرف الجواب، ولكن أقول إن الأمور بخواتيمها، ولا شيء اليوم يشجع على توقيع اتفاق يعارضه علناً الكونغرس الأميركي وأركان الحكم في إيران، ربما باستثناء الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
في منطقتنا دول مجلس التعاون تعارض الاتفاق، لأنها تخشى أن يكون أميركياً- إيرانياً- إسرائيلياً على حساب المصالح العربية. وكان تأييد الرئيس أوباما غارات التحالف بقيادة السعودية على الحوثيين محاولة لطمأنة الحلفاء العرب، إلا أنهم لم يطمئنوا.
هو الآن دعا قادة الخليج إلى اجتماع في كامب ديفيد للبحث في الاتفاق مع إيران وتأثيره في مصالح دول المنطقة. الاجتماع سيُعقد في 13 أيار (مايو) وسيراجع أيضاً الوضع في اليمن والعلاقات الثنائية والاقتصاد وغير ذلك، إلا أن الموضوع الأول والأخير والأهم هو الاتفاق مع إيران. الرئيس الأميركي لم يقنع أعضاء الكونغرس بالاتفاق، وتمرد عليه أيضاً أعضاء في حزبه الديموقراطي، ويبدو أنه يعتقد أن إقناع العرب أسهل. عندي لهؤلاء القادة نصيحة واحدة: لا تثقوا بالإدارة الأميركية حتى لو كانت برئاسة باراك أوباما، فهو حسن النيّة جداً إلا أنه عاجز ومتردد، وأحياناً جبان. الولايات المتحدة حليفة إسرائيل فقط.
أيّدت دائماً برنامجاً نووياً عسكرياً في إيران أملاً بأن قنبلة نووية إيرانية مع ترسانة نووية إسرائيلية مؤكدة، ستجعلان كلاً من الدول العربية المعنية يطلب برنامجاً نووياً عسكرياً مماثلاً لحماية نفسه. كتبت يدفعني الأمل مدركاً أن الدول العربية المعنية لا تستمع لنصحي.
اليوم عندي الاقتراح نفسه ولكن مع تعديل يجعل التنفيذ أسهل: إذا كان كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها لا يستطيع بدء برنامج نووي عسكري بمفرده، فإن الدول المعنية تستطيع أن تعلن برنامجاً نووياً مشتركاً (يبدأ سلمياً ويكمل بجانب عسكري)، وتتفق على البلد الذي تبنى فيه المفاعلات النووية. الوضع السياسي الدولي الحالي الذي يهدد بعودة الحرب الباردة، إن لم تكن عادت فعلاً، سيجعل روسيا تسرع إلى تقديم المفاعلات النووية للدول العربية، لا حباً بنا، وإنما انتقاماً من التهديدات الغربية والعقوبات والمقاطعة.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل الاتفاق النووي مع إيران صعب إلى المستحيل



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 18:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

مُؤلّف "سك على إخواتك" يقترب مِن كتابة معظم حلقاته

GMT 04:58 2012 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الحضارة القديمة بين أحضان الجبال والبراكين في كويتو

GMT 20:49 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

كيك الجوز والقرفة

GMT 21:06 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

أمينة خليل تبحث عن سيناريو لرمضان 2021

GMT 07:24 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور رواية "سوار العقيق" في نسختها العربية عن دار الفارابي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab