اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي

اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي

اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي

 السعودية اليوم -

اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي

جهاد الخازن

راجعت مادة جمعتها على إمتداد أسبوعين أو ثلاثة ووجدت ثلاثة أخبار من ثلاثة مصادر عن موضوع واحد، أسجل للقارئ عناوينها وكانت: مجلة فوربس تقول إن حماس ثانية الجماعات الارهابية ثراء في العالم. و: الارهابيون الأثرياء لا يحتاجون الى مساعدة خارجية. و: يجب أن تقطع الولايات المتحدة مساعداتها لفلسطين لتأييدها الارهابيين.

أقول إن حماس حركة تحرر وطني والتبرعات لها من عرب ومسلمين غير مغمسة بدم الأبرياء، وإن الارهابيين الأثرياء هم أعضاء الحكومة الاسرائيلية والذين إنتخبوهم، وإن فلسطين، أو السلطة الوطنية، لا تؤيد الارهاب فهذا رأيي، وأهم منه لأنني لست محايداً أنه عندما إتهم مجرم الحرب بنيامين نتانياهو السلطة الوطنية الفلسطينية بالتحريض الذي أدى الى هجوم على الكنيس في القدس ردَّ عليه يورام كوهين، رئيس الأمن الاسرائيلي، وقال حرفياً: "عباس (أبو مازن) لا يهتم بالارهاب ولا يحرِّض على الارهاب. هو لا يفعل ذلك حتى وراء أبواب مغلقة".

هذا الكلام حسم موضوع التحريض فماذا عن الارهاب وتمويله؟ الارهابيون الأثرياء صفة اسرائيل وحدها، فعندي ألف إعتراض على حماس، خصوصاً من ناحية تعاملها مع مصر، إلا أنها تبقى حركة تحرر وطني. أما الارهابيون الأثرياء الاسرائيليون فهم يسرقون أموال دافع الضرائب الاميركي بدعم من الكونغرس الذي إشتراه لوبي اسرائيل ووضعه في جيبه.

عندي أخبار عن إستطلاع للرأي العام الاميركي يُظهِر أن أكثر من 60 في المئة من الاميركيين يرون أن بلادهم تقدم الى اسرائيل مساعدات كثيرة، أو أكثر مما يجب. هؤلاء الاميركيون يشكون من دون أن يعرفوا الرقم الحقيقي للمساعدات، فهي كانت مئة مليون دولار سنة 1949 وبلغت الآن 3.1 بليون دولار في السنة، والمجموع الرسمي 120.4 بليون دولار منذ تأسيس اسرائيل. هذا الرقم لا يضم المساعدات غير المعلنة والتبرعات المعفاة من الضرائب، وهي تزيد على 120 بليون دولار أخرى. وشخصياً أزيد عليها المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر والأردن فسببها توقيع كل منهما معاهدة سلام مع اسرائيل لذلك فالمساعدات هذه لاسرائيل قبل مصر والأردن.

المساعدات الاميركية الحقيقية لاسرائيل تتجاوز 400 بليون دولار منذ تأسيسها. أي ما يزيد على كل المساعدات الاميركية لبقية العالم، وهي كانت كافية لتعمير وسط المدن الاميركية ومنع ديترويت من الافلاس.

دولة مستوطنين بقيادة إرهابيين تتلقى ما يزيد على بقية العالم مجتمعاً، ثم يريد أنصار الارهاب وقف المساعدة الاميركية المحدودة جداً للسلطة الوطنية (وهذه أيضاً تصب في حساب اسرائيل ليبقى الفلسطينيون في عملية السلام).

لا أريد أن يضيع القارئ في التفاصيل، وأقول باختصار ووضوح إن المساعدات الأميركية لاسرائيل في خمسينات القرن الماضي كانت اقتصادية في أكثرها، وأمرت حكومة كنيدي في سنة 1962 المجلس الصهيوني الاميركي بالتسجيل كعميل خارجي لاسرائيل. والتغيير الأهم لم يبدأ إلا مع إدارة ليندون جونسون الذي كانت له عشيقة يهودية إسمها ماتيلدا كْرِيم أقامت في البيت الأبيض مع زوجته ليدي بيرد، فادارة جونسون بين 1963 و1969 زادت المساعدات الاقتصادية لاسرائيل كثيراً وأتبعتها بمساعدات عسكرية. وفي سنة 1984 أصدر الكونغرس ما يُعرَف باسم "تعديل كرانستون" ولم تعد اسرائيل تتلقى قروضاً بل هِبات. ووصل الأمر الآن الى تلقي اسرائيل عشرة في المئة معلنة من المساعدات الخارجية الاميركية أراها في الحقيقة 50 في المئة بزيادة المساعدات السرية وغير المعلنة.

مضى زمن كانت فيه الولايات المتحدة أمل الشعوب الطامحة للخروج من الاستعمار الاوروبي، ومشروع مارشال أعاد بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، والنقطة الرابعة ساعدت الدول النامية حول العالم. اليوم الذَنَب الاسرائيلي يهزّ الكلب الاميركي والضحية دافع الضرائب الاميركي مع بقية العالم.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي اسرائيل تسرق دافع الضرائب الاميركي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab