الإرهاب من اورلاندو الى نيس

الإرهاب من اورلاندو الى نيس

الإرهاب من اورلاندو الى نيس

 السعودية اليوم -

الإرهاب من اورلاندو الى نيس

بقلم : جهاد الخازن

ذهبتُ إلى لندن في إجازة بعد بدء الحرب الأهلية في لبنان، وتحولت الإجازة إلى إقامة مع استمرار القتال، وغلبني الحنين إلى البحر الأبيض المتوسط الذي عرفته صغيراً كبيراً من شواطئ لبنان إلى الإسكندرية وتونس. وجدت أن نيس أقرب مدينة إلينا في لندن على شواطئ البحر المتوسط، واشتريت بيتاً للصيف فيها، وكبر الصغار وانتقلنا إلى بيت أكبر.

في الأسبوع الأول من الشهر الماضي أخذت العائلة إلى جنوب فرنسا، وفي نيتي الإقامة أسبوعاً أعود بعدها إلى العمل في لندن. غير أن الإرهاب ضرب نيس في شكل غير مسبوق في مدينة سياحية في عاصمة محافظة الألب البحرية، وبقيت أياماً إضافية خوفاً على العائلة من عمليات إرهابية أخرى، ثم عدت إلى لندن، قبل أيام ذهبت إلى نيس وعدت بالعائلة إلى لندن.

كان صيفاً مخيفاً وأنا أتوقع أخبار الإرهاب كل يوم. عندما كنت مراهقاً صغيراً في بيروت كنت أفتح الراديو في الصباح لأسمع هل حدث انقلاب في هذا البلد العربي أو ذاك. كبرت وخالط شعري الشيب، وأفتح المحطات التلفزيونية الإخبارية في الصباح لأسمع هل حدث إرهاب جديد.

فرنسا كان لها نصيبها من الإرهاب في السنتَيْن الأخيرتين بدءاً بجريدة «تشارلي ايبدو» الساخرة عندما قُتِل 12 شخصاً في 7/1/2015، وسوبرماركت مجاور، ثم الهجوم على الملهى الليلي وملاعب كرة القدم الذي خلف 130 قتيلاً في 13/11/2015، وبعده إرهاب شارع البحر في نيس حيث قتل 85 إنساناً بريئاً بينهم مسلمون كثيرون، ثم قتل كاهن عمره 85 سنة في بلدة سان اتيان دو رفراي في منطقة نورماندي.

ألمانيا أيضاً شهدت عمليات إرهابية، واعتداءات من مهاجرين وتحرش، ما دعم موقف أحزاب اليمين التي تطالب بوقف الهجرة، وربما طرد المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا في السنتين الأخيرتين، ويقدَّر عددهم بحوالى مليون لاجئ، غالبيتهم من سورية.

الولايات المتحدة التي تعرضت لإرهاب القاعدة في نيويورك وواشنطن في 11/9/2001 عرفت عمليات إرهابية كثيرة في الأشهر الأخيرة، مثل قتل حوالى 50 شخصاً في أورلاندو على يدي أميركي أصله مهاجر من أفغانستان.

هل يذكر القارئ القول: نحن نحاربهم هناك حتى لا نضطر إلى محاربتهم هنا. صاحب هذا القول كان الرئيس الأميركي الجاهل الأحمق جورج بوش الابن الذي شنّ المحافظون الجدد باسمه حروباً لفّقت أسبابها عمداً فقتِل أكثر من مليون عربي ومسلم، ولا يزال القتل مستمراً.

أدين الإرهاب إدانة مطلقة، من القاعدة إلى داعش وأنصار بيت المقدس وبوكو حرام والاحتلال الإسرائيلي وبضع مئة جماعة إرهابية أخرى.

لا عذر إطلاقاً ولا اعتذار. الإرهاب عدو الإسلام والمسلمين قبل أي عدو آخر، وكل مَنْ يؤيده إرهابي، فالإرهاب مجرد من العقل والدين والإنسانية. اليوم هناك ملايين اللاجئين من سورية وأفريقيا وغيرها في أوروبا، أو في الطريق إليها، و99 في المئة من هؤلاء لاجئون أبرياء فرّوا من الموت في بلادهم، غير أن واحداً في المئة من الإرهابيين المندسّين بين اللاجئين يعني أن هناك مئات، وربما ألوف الإرهابيين المحتملين في أوروبا.

أدرك أن السياسة الخرقاء لإدارة بوش الابن أطلقت الإرهاب، وأعطت أنصاره العذر لممارسته. هذا لا يمنعني من إدانته بالمطلق مرة أخرى، مع تحميل إدارة بوش الابن المسؤولية عنه مع ممارسيه، ومع مطالبتي كل بلد عربي ومسلم بمقاومة الإرهاب بكل وسيلة ممكنة والتعاون مع الدول الأوروبية للقضاء عليه في شكل لا قيام بعده.

تركت نيس حزيناً قلقاً، أغلب الأمل على الواقع المر، ثم أفتح التلفزيون في الصباح لأرى إن كان وقع إرهاب آخر. العمليات الإرهابية في بلادنا لا تلقى حجم التغطية للعمليات الإرهابية في الغرب، إلا أن كله إرهاب مجرم يستهدف الأبرياء وتدميره واجب المسلمين قبل غيرهم.

arabstoday

GMT 11:40 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أقوال عن المغنيين والسياسيين

GMT 11:28 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

قصص عن الزواج والحياة

GMT 19:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أبيات شعر للأخفش وأبي الرمة وغيرهما

GMT 17:52 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

من قصص الناس

GMT 14:38 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

شعر لزهير بن أبي سلمى والنابغة وغيرهما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب من اورلاندو الى نيس الإرهاب من اورلاندو الى نيس



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab