بقلم : جهاد الخازن
اعتقدتُ أنني وفّيت معرض الكتاب في الشارقة حقه وأنا أكتب عنه في هذه الزاوية قبل أيام، غير أنني سمعت تعليقات كثيرة من زوار المعرض والقائمين عليه وأنا أزوره، ثم عدت إلى لندن وقرأت رسائل قراء كان أكثرها إيجابياً، مع عدد من الرسائل يهاجمني لأنني لا أتحدث عن أمور تهم أنصار الإرهابيين في مصر وغيرها.
أستطيع أن أزيد اليوم للقراء بعضاً مما تجاوزته في مقالي السابق.
زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون تجاوزت افتتاح لوفر أبو ظبي، والرئيس الفرنسي قال إن مكانة الإمارات عالمية ومشروعها الدفاع عن العقل والنور. رئيس وزراء الإمارات الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، قالا إن الإمارات وفرنسا تربطهما علاقة استراتيجية في مجالات عدة، وهناك شراكة اقتصادية وسياسية كما أن التنسيق بين البلدين يخدم أمن المنطقة واستقرارها. والشيخ محمد بن راشد استقبل الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، وبحث معه علاقات البلدين والتطورات الإقليمية والدولية.
كنت أزور الإمارات عندما افتُتح مهرجان أبوظبي للعلوم، وقبل ذلك كنت أقرأ أرقاماً قياسية للموازنة العامة في الإمارات بلغت 201 بليون درهم للسنوات 2018-2021. مع هذا وذاك، أقرّ مجلس الوزراء في الإمارات ضريبة القيمة المضافة على المبيعات، وهي خمسة في المئة يبدأ تنفيذها من أول أيام 2018.
أنتقل إلى موضوع آخر. فقد تلقيت رسالة قيّمة من القارئ باسل خليفة، وسأردّ عليه هنا باختصار لأن رسالته كانت بالإنكليزية.
الرسالة في نقاط، الأولى منها تقول إنني افتقدت جلال طالباني ثم مسعود بارزاني، ثم أيّدت الأكراد في طلب الاستقلال. الأخ باسل يسألني ماذا سيحدث للعراق وسيادته واستقلاله. أولاً، أنا اقترحت دولة للأكراد حيث يوجدون في العراق وتركيا وسورية وإيران. ثانياً، لا أتفق مع القارئ على أن دولة كردية تعني أن تصبح إسرائيل على حدود العراق. النقطة الثانية عن استقالة مسعود بارزاني تعيدنا إلى استقالة جمال عبدالناصر سنة 1967. لا أرى أي تشابه بين الاستقالتين، فعبدالناصر استقال ليعود، ومسعود ترك رئاسة الإقليم لآخرين. النقطة الثالثة تتحدث عن تواطؤ أميركي. لم أؤيد السياسة الأميركية يوماً، ولعل باسل خليفة مصيب في موقفه من مسعود والإدارات الأميركية. في نقطة لاحقة يقول الكاتب إن مسعود بارزاني يريد ضم كركوك. أنا أعتبر كركوك جزءاً من العراق، والنفط في الشمال يجب أن يكون مشتركاً. النقطة الخامسة تقول إنني تحدثت عن الأكراد كأمة موحدة، والكاتب يرى أنهم منقسمون في قبائل ولا يتحدثون اللغة نفسها. لا اعتراض لي على هذا الكلام. النقطة السادسة تتحدث عن زيارة الكاتب شمال العراق. أنا أيضاً زرته، ولا أزال أؤيد دولة مستقلة للأكراد.
بريدي لا يمكن أن يخلو من رسائل تؤيد الإرهاب، لا مجرّد الإخوان المسلمين، وأرد على كُتـاب هذه الرسائل بلغتهم ما لا أستطيع نشره في جريدتنا هذه. كل واحد منهم يطمح أن يكون عميلاً فيتهمني بالقبض من هذا النظام أو ذاك. لا أحتاج إلا إلى ربّ رحيم ومرتّبي من «الحياة» عالٍ وكافٍ. الإرهاب يقتل جنوداً أو رجال شرطة أو مدنيين في كل بلد، وهو يفعل ذلك باسم الإسلام، والدين الحنيف منه ومن جرائمه براء.
عندي بريد كثير إضافة إلى ما سبق، وقد تواصلت مع بعض القراء، وسأعود إلى آخرين في هذه الزاوية قريباً.