اردوغان الحلو ما يكملش

اردوغان: الحلو ما يكملش

اردوغان: الحلو ما يكملش

 السعودية اليوم -

اردوغان الحلو ما يكملش

بقلم : جهاد الخازن

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يقوم بعمل جيد إلا ويُتبعه بعمل خاطئ. توثيق العلاقات مع المملكة العربية السعودية إنجاز كبير، ومثله استضافة قمة التضامن الإسلامي في إسطنبول وحلف إسلامي ضد الإرهاب، لكن «الحلو ما يكملش».

الرئيس أردوغان يتعرض لحملات شبه يومية في الميديا الغربية تتهمه بقمع الحريات، والاعتداء على حرية الصحافة، وسوء معاملة الأكراد. إلا أن الانتقاد يزيده عناداً، ويتصرف بما يذكي حملات جديدة 

عشرات الصحافيين والكتّاب الأتراك خسروا عملهم، وبعضهم سُجِن على ذمة التحقيق، إلا أن الرئيس التركي وسع نشاطه ليصل إلى ألمانيا حيث قرأ الكوميدي جان بوهرمان في برنامج «اكسترا 3» التلفزيوني قصيدة تهاجم أردوغان. المستشارة أنجيلا ميركل اعترفت في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء أحمد داود اوغلو بأن القصيدة سيئة أو مسيئة.

بوهرمان نفسه قال إن القصيدة نابية، وإنه فعل ذلك لأن نقده السابق للرئيس التركي كان خفيفاً. يبدو أن هناك قانوناً ألمانياً يمنع إهانة رؤساء الدول الأجنبية، وتركيا تتوكأ على هذا القانون في طلبها معاقبة انتقادات في الميديا الألمانية. ما حدث حتى الآن هو أن معلقين كباراً في «دي فيلت» و «ألغيماينه تسايتونغ» انتقدوا الموقف التركي، وشددوا على أهمية حرية الصحافة في بلادهم. المستشارة ميركل أذعنت لطلب أردوغان، وارتدّت عليها صحافة بلادها بأشد انتقاد فدفعت الثمن. وقد أعلنت مجلة «سبكتايتور» البريطانية تخصيص جائزة ألف جنيه لأفضل قصيدة تهاجم أردوغان انتقاماً من رد فعله على القصيدة الألمانية.

كانت هناك انتقادات لأردوغان وهو يزور واشنطن في الأسبوع الأول من هذا الشهر للمشاركة في قمة الأمن الدولي. وقرأت انتقاداً من ناطق باسم وزارة الخارجية. إلا أن أنصار أردوغان يزعمون أن الحكومة تخشى انقلاباً عسكرياً وتريد استباق التحريض عليها.

هذا لا يلغي أن أردوغان كان يستطيع أن يركز على إنجازات حقيقية لبلاده، فالجيش الحر السوري الذي تساعده تركيا، هاجم الراعي على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من حلب، وألحق هزيمة كبيرة بإرهابيي داعش. وهو ما كان نجح لولا مساندة المدفعية التركية لرجاله على الأرض وغارات أميركية. ما سبق يتضاءل أمام الأخطاء المتتالية للرئيس التركي، فمع قمع الحريات محلياً، ومطاردتها في ألمانيا، كانت القوات التركية تواصل حربها على حزب العمال الكردستاني، فالهدنة معه التي عُقِدَت سنة 2013 سقطت في تموز (يوليو) من السنة الماضية، وشنت القوات التركية هجمات عنيفة على مواقع كردية، ورد هؤلاء بعمليات إرهابية في أنقرة وإسطنبول. وأردوغان الآن يريد رفع الحصانة عن نواب أكراد يزعم أنهم يؤيدون الإرهابيين.

ديار بكر أصبحت «خرابة» وحولها بلدات كردية مثل سيزر وشرناق وماردين تعرضت لهجمات أدت إلى نزوح كثيرين من سكانها. السكان عادوا الآن إلا أن صحافيين زاروا المناطق الكردية قالوا إن الخدمات لا تصل إليها وإن ألوف الشباب الأكراد انضموا إلى حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة على أنه منظمة إرهابية. قال بعض السكان المحليين إن الشباب ينضمون إلى الثوار الأكراد ليس عن قناعة بموقفهم، وإنما انتقاماً من الحكومة التركية وما جرّت على بلادهم من مصائب.

مع هذا وذاك، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً يؤكد أن تركيا أعادت مئات وربما ألوف اللاجئين السوريين الى بلادهم بالقوة، وأنها تعيد كل يوم مئة أو أكثر من الرجال والنساء والأطفال. وهذا مع العلم أن اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي ينص على إعادة لاجئين من أوروبا إلى تركيا ثم إلى بلادهم، وقد بدأ التنفيذ فعلاً. تركيا تستضيف 2.5 مليون لاجئ سوري ونقدِّر لها ذلك.

أذكر أن الرئيس باراك أوباما زار تركيا سنة 2009 وأردوغان رئيساً للوزراء، وتحدث عن شراكة مثالية بين البلدين. هذه الشراكة لم تصمد طويلاً، والرئيس أوباما يبدي «قلقه» الآن من توجهات السياسة التركية.

arabstoday

GMT 07:01 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

خيارات أردوغان الصعبة

GMT 15:18 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الأخبار الأخرى مهمة أيضاً

GMT 06:30 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أردوغان: تزوير «الحدود» و«الوجود»!

GMT 04:54 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

أردوغان .. البائع للوهم !

GMT 12:18 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

[عريب الرنتاوي] ثلاثة صناديق في حياة «السياسي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان الحلو ما يكملش اردوغان الحلو ما يكملش



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رائد محسن يكشف كيفية تربية الأطفال بالطرق الصحيحة

GMT 17:06 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

جرائم الكيان المعنوي للحاسب الآلي

GMT 12:53 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب النصر يمنح حسام غالي الفرصة الأخيرة لتحسين الأداء

GMT 04:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة ساحرة من خواتم الأصبعين الثنائية من

GMT 11:18 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

أغلى السيارات التي طرحت عبر تاريخ الصناعة

GMT 14:22 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

وفاة شقيق الفنان محمود حميدة

GMT 22:52 2020 السبت ,02 أيار / مايو

أبرز 6 شخصيات عربية على موقع "يوتيوب"

GMT 08:20 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

!الوهم الأبیض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab