عيون وآذان هزيمة يمين اميركا

عيون وآذان (هزيمة يمين اميركا)

عيون وآذان (هزيمة يمين اميركا)

 السعودية اليوم -

عيون وآذان هزيمة يمين اميركا

جهاد الخازن

بعد أزمة سياسية أميركية استمرت 16 يوماً هُزِم يمين الحزب الجمهوري هزيمة علنية منكرة، وصوّت مجلسا الكونغرس على إنهاء إغلاق العمل الحكومي بنسبة عالية، حتى أن مجلس النواب الذي يضم غالبية جمهورية شهد إنشقاق الوسط مؤيداً القانون المقترح فكانت النتيجة 285 صوتاً (بينها 78 صوتاً جمهورياً) مقابل 144 صوتاً. الجمهوريون دخلوا مواجهة يستحيل أن يفوزوا بها، فمعارضتهم الضمانات الاجتماعية التي حملت اسم اوباما كانت نوعاً من العبث لأن قانون الضمانات أقر في الكونغرس سنة 2010، والمحكمة العليا أيّدته السنة الماضية. مع ذلك لم تســتطع القيادة التقليدية للحزب كبح جموح المتطرفين الهواة من نوع حزب الشاي أو السناتور الجديد تد كروز الذي له «أجندة» وحيدة هي تقوية مركزه للترشيح عن الحزب الجمهوري للرئاسة سنة 2016. الرئيس اوباما لن يقول أمام عدسات التلفزيون إنه انتصر، لأن هذا سيثير الناس عليه، إلا أنه لا يحتاج الى جولة نصر حول مبنى الكابيتول وسكان واشنطن يصفقون له، فالحزب الجمهوري تراجع كما لم يفعل في أي مناسبة سابقة أذكرها في عقود من العمل في الصحافة شملت الإقامة سنوات في واشنطن. وكبار الحزب مثل السناتور جون ماكين والسناتور ليندسي غراهام، وهما متطرفان من دعاة الحروب، اعترفا بالخسارة المذلة، فبدأ البحث عن أعضاء لتحميلهم الخسارة وهؤلاء لن يكونوا من نوع «كبش محرقة»، فهم فعلاً أثبتوا أنهم مقامرون مغامرون وليسوا سياسيين. ثمة نقطتان مهمتان ترافقان الحل هو أنه موقت وأنه لا يرفع شبح أزمة مالية جديدة. القانون الذي وقعه الرئيـــس اوبــاما ينص على تمويل الحكومة حتى 15 كانون الثاني (يناير) المقبل، أي أن مدته ثلاثة أشهر فقط، ورفع سقف الدين ينتـــهي موعده الجـــديد في 7 شباط (فبراير) التالي، فأرجح أن تعود المواجهة بعد أن يكون الجمهوريون تعلموا الدرس، ورصوا صفوفهم من جديد لمواجهة الرئيس في قضايا يمكن أن يفوزوا بها، مثل خفض النفقات الحكومية، فيُلجَمُ الدين العام المتراكم والمتزايد، فآخر رقم عندي له هو 17 ترليون دولار، مع ترجيحي أن يكون أكبر منذ إنفجار الأزمة الأخيرة. هذه الأزمة زادت مشكلة الديون الفيديرالية على المدى الطويل، والحل أعاد 450 ألف موظف حكومي الى العمل ومكَّن الادارة من دفع مرتبات 1.2 مليون موظف حكومي. غير أن الموظفين عادوا وهناك قرارات لخفض اوتوماتيكي في بعض الانفاق الفيديرالي ما يعني أن تزيد البطالة بدل أن تنقص، ثم أن رفع سقف الدين يعني فوراً أن تطبع الدولة مزيداً من الدولارات (فئة المئة)، ولكن لا يوجد سبب للتفاؤل بأن الاقتصاد سينمو بما يكفي لوقف الاستدانة من دول كالصين التي صرخت «فاول» مع خشيتها أن تعجز الحكومة الاميركية عن تسديد المستحقات من ديونها الصينية. بكلام آخر، كان هناك حل إلا أنه موقت، فوراء الأزمة كلها خلاف في الرأي لن يُحسم في الكونغرس أو على صفحات الجرائد، هو بين يمين متشدد متطرف يعتقد أن الولايات المتحدة بلد «استثنائي» وشرطي العالم، أي أنه يعطي اميركا حق التدخل في بلدان أخرى من فوق رأس الأمم المتحدة أو من وراء ظهرها، وفريق اميركي يرى أن الولايات المتحدة لا تستطيع لعب هذا الدور فقد أدت حروب بوش الابن الى وضع البلاد على حافة الافلاس وهبط تصنيفها بالنسبة الى الاستدانة، وكاد يهبط مرة أخرى خلال الأزمة. في مثل هذا الوضع أجد أن المواجهة بين الكونغرس والادارة أرجئت ولم تحل، ولن تهل علينا السنة القادمة حتى تعود الى الأزمة نفسها، ولكن بثوب جديد. المشكلة هي أنه إذا عطست الولايات المتحدة يصاب العالم بزكام.    

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان هزيمة يمين اميركا عيون وآذان هزيمة يمين اميركا



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab