إيليا أبو ماضي ولبنان

إيليا أبو ماضي ولبنان

إيليا أبو ماضي ولبنان

 السعودية اليوم -

إيليا أبو ماضي ولبنان

جهاد الخازن
بقلم-جهاد الخازن

قال ايليا أبو ماضي في قصيدة له عنوانها «لبنان»:

اثنان أعيا الدهر أن يبليهما / لبنان والأمل الذي لذويه

نشتاقه والصيف فوق هضابه / ونحبه والثلج في واديه

واذا تمدّ له ذكاء حبالها / بقلائد العقيان تستغويه

ذكاء هي الشمس وأكمل مع الشاعر:

واذا الصبايا في الحقول كزهرها / يضحكن ضحكا لا تكلف فيه

هن اللواتي قد خلقن لي الهوى / وسقينني السحر الذي أسقيه

هذا الذي صان الشباب من البلى / وأبى على الأيام أن تطويه

الشاعر وهو مغترب في الولايات المتحدة يكمل قائلاً:

ولربما جبل أشبّهه به / مسترسلاً مع روعة التشبيه

فأقول يحكيه وأعلم أنه / مهما سما هيهات أن يحكيه

يا لذة مكذوبة يلهو بها / قلبي ويعرف أنها تؤذيه

ثم يضيف ايليا أبو ماضي:

واذا الحقائق أحرجت صدر الفتى / ألقى مقالده الى التمويه

وطني ستبقى الأرض عندي كلها / حتى أعود اليه أرض التيه


 
سألوا الجمال فقال هذا هيكلي / والشعر قال بنيت عرشي فيه

بعد ذلك هناك:

الأرض تستجدي الخضمّ مياهه / وكنوزه والبحر يستجديه

يمسي ويصبح وهو منطرح على / أقدامه طمعا بما يحويه

أعطاه بعض وقاره حتى اذا / استجداه ثانية سخا ببنيه

ثم يخاطب الشاعر وطنه قائلاً:

لبنان صن كنز العزائم واقتصد / أخشى مع الاسراف أن تفنيه

ويقول الشاعر بعد ذلك ما يصح عن لبنان اليوم:

غيري يراه سياسة وطوائفا / ويظل يزعم أنه رائيه

ويروح من اشفاقه يبكي له / لبنان أنت أحق أن تبكيه

لا يسفر الحسن النزيه لناظر / ما دام منه الطرف غير نزيه

الشاعر يكمل قائلاً:

قل للألى رفعوا التخوم لأرضه / ضيّقتم الدنيا على أهليه

ولمن يقولون الفرنج حماته / الله قبل سيوفكم حاميه

ويختتم ايليا أبو ماضي قصيدته بهذه الأبيات:

يا صاحبي يهنيك أنه في غد / ستعانق الأحباب في ناديه

وتلذ بالأرواح تعبق بالشذى / وتهزك الأنغام من شاديه

إن حدثوك عن النعيم فأطنبوا / فاشتقته لا تنسَ أنك فيه

للشاعر قصائد كثيرة في لبنان ومصر وسورية وغيرها. وأرى أنه يعبر عن شعور كثيرين مثلي قضوا جلّ عمرهم في بلاد الآخرين. أختار له أيضاً من قصيدة بعنوان «أمنية مهاجر»:


 
جعت والخبز وفير في وطابي / والسنا حولي وروحي في ضباب

وشربت الماء عذبا سائغا / وكأني لم أذق غير سراب

حيرة ليس لها مِثلٌ سوى / حيرة الزورق في طاغي العباب

يكمل الشاعر قائلاً:

ليس بي داء ولكني امرؤ / لست في أرضي ولا بين صحابي

مرت الأعوام تتلو بعضها / للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي

كلما استولدتُ نفسي أملا / مدت الدنيا له كفّ اغتصاب

رب هبني لبلادي عودة / وليكن للغير في الأخرى ثوابي

ايليا أبو ماضي يخاطب بعد ذلك المهاجرين من الشباب واختصر:

أيها الآتون من ذاك الحمى / يا دعاة الخير يا رمز الشباب

كم هششتم وهششنا للمنى / وبكيتم وبكينا في مصاب

ويكمل الشاعر قائلاً:

أيها السائل عني من أنا / أنا كالشمس الى الشرق انتسابي

أنا في نيويورك بالجسم وبالـ / روح في الشرق على تلك الهضاب

أنا في الغوطة زهر وندى / أنا في لبنان نجوى وتصابي

كلنا يقول ما قال ايليا أبو ماضي عن الوطن، وله فيه بضع عشرة قصيدة بعضها يبكي الصخر، وكلنا يريد العودة أو يتمناها، ويصلي ليرى المواطنون جميعاً أياماً أفضل عرفنا مثلها صغاراً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 11:40 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أقوال عن المغنيين والسياسيين

GMT 11:28 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

قصص عن الزواج والحياة

GMT 19:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أبيات شعر للأخفش وأبي الرمة وغيرهما

GMT 17:52 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

من قصص الناس

GMT 14:38 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

شعر لزهير بن أبي سلمى والنابغة وغيرهما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيليا أبو ماضي ولبنان إيليا أبو ماضي ولبنان



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"

GMT 23:45 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

تعرف على حكم قراءة الفاتحة في "صلاة الجماعة"

GMT 22:30 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يبرر تواصل ليوناردو بونوتشي مع كونتي

GMT 00:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

حقيبة اليد تضيف المزيد من الأناقة للرجل في 2018

GMT 02:50 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ياسين الصالحي يتمسك بالطرق القانونية للانتقال إلى "الكويت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab