صيد الساحرات  بين ترامب وبوتين

صيد الساحرات " بين ترامب وبوتين"

صيد الساحرات " بين ترامب وبوتين"

 السعودية اليوم -

صيد الساحرات  بين ترامب وبوتين

بقلم :جهاد الخازن

هناك في قاموس اللغة الإنكليزية عبارة «صيد الساحرات»، أو مطاردة الساحرات، ومعناها حملة مشددة للقبض على معارضين أو فضح أعمالهم بحجة حماية المصلحة العامة.

العبارة تعود إلى العصر الوسيط في أوروبا وأميركا الشمالية، وتحديداً بين 1450 ميلادية و1750 عندما كانت الساحرات يُقتَلن، عادة بحرقهن، وكان النظام في هذا البلد أو ذاك يتهم أعداءه بممارسة السحر للخلاص منهم، فيقدّر عدد الإعدامات في فترة القرون الثلاثة بين 15 ألفاً ومئة ألف.

في بريطانيا، صدر قانون سنة 1735 أوقف مطاردة الساحرات، إلا أن هذه العادة استمرت في بلدان أخرى، من آسيا إلى أفريقيا وحتى أستراليا. في الهند، قرأت أن 2100 امرأة متهمة بممارسة الشعوذة أو السحر قتلن بين السنة ألفين والسنة 2012.

ما سبق مجرد مقدمة فالعبارة أصبحت تتردد يومياً في الولايات المتحدة، وإذا عاد القارئ إلى تغريدات دونالد ترامب اليومية سيجد أمثلة عدة عليها.

ترامب أنكر مرة بعد مرة أن تكون روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة الأميركية ووصف الاتهامات بأنها من نوع صيد الساحرات، ثم عاد واعترف بتجسس روسيا. هو قال أن مزاعم أن المسؤولين الروس جمعوا ملفاً فاضحاً عنه سخف كامل ومن نوع صيد الساحرات، وربما غيّر رأيه غداً.

المعلومات سربت عن جاسوس بريطاني إلى أجهزة الاستخبارات الأميركية والرئيس أوباما وتقول أن عند الروس صوراً أو فيديوات لترامب في فندق بموسكو مع ملكات جمال وربما غانيات. بل إن خبراً تحدث عن أنه أمر الغانيات بتلطيخ غرفة في الفندق نزل فيها باراك أوباما مع زوجته.

جريدة «الغارديان» اللندنية، وهي رصينة إلى حد ثقل الدم، قالت أن الكرملين وصف تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية بأنه صيد ساحرات سياسي، وقال أن التهم لا أساس لها، وهي تكشف أن مردديها من الهواة. هذا الموقف الرسمي الروسي لا يمكن أن يدحض كلام 17 جهاز استخبارات أميركياً في تقرير قدِّم إلى باراك أوباما ثم ترامب عن تنصت الروس على اللجنة الديموقراطية الوطنية، فرأيه وحده أن هذا لم يحدث، يعني هو يقول أنه يعرف أكثر من استخبارات بلده كلها، ومع أن المعروف عن الأجهزة الأميركية المعنية أنها تتنافس ونادراً ما تتفق على موقف. هذه المرة وقفت معاً ورفض ترامب كلامها.

أزيد على ما سبق أن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون قال أن الروس «يمارسون أنواعاً مختلفة من الاحتيال»، وردت عليه السفارة الروسية في لندن بالقول أن كلامه مجرد صيد ساحرات ولا دليل عليه. السفارة اتهمت الحكومة البريطانية كلها وقالت أن بريطانيا ستنقل معلومات كاذبة إلى إدارة ترامب، ولعلها كانت تشير إلى زيارة ستقوم بها رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى واشنطن خلال أسابيع بعد تنصيب ترامب رئيساً للاجتماع بالرئيس الجديد وبناء علاقة سياسية واقتصادية معه، خصوصاً مع قرب انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ما نستطيع أن نقول هنا بثقة تامة أن لسان دونالد ترامب يسبق عقله، وهناك أمثلة كثيرة على قوله شيئاً ثم تعديله في اليوم التالي أو «تصحيحه» أو إنكاره.

قصته مع الممثلة ميريل ستريب تستحق أن تُروى، فهي انتقدته في حفلة توزيع جوائز «غولدن غلوب»، ورد عليها بتغريدة قال فيها أن قدرة ستريب مبالغ فيها كثيراً. لم يمضِ يومان حتى نشرت صحف أميركية ومواقع على الإنترنت أنه في سنة 2015 سئل ترامب عن أهم ممثلين وممثلات أميركيين فمدح جوليا روبرتس وقال أن ستريب «ممتازة وإنسانة طيبة أيضاً».

أعتقد أن الولايات المتحدة ستعاني مع بقية العالم من رئاسة رجل لا يعرف من السياسة الخارجية غير اسمها.

arabstoday

GMT 11:40 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أقوال عن المغنيين والسياسيين

GMT 11:28 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

قصص عن الزواج والحياة

GMT 19:09 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أبيات شعر للأخفش وأبي الرمة وغيرهما

GMT 17:52 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

من قصص الناس

GMT 14:38 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

شعر لزهير بن أبي سلمى والنابغة وغيرهما

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيد الساحرات  بين ترامب وبوتين صيد الساحرات  بين ترامب وبوتين



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab