قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي!

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي!

 السعودية اليوم -

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي

بقلم - هدى الحسيني

أعلنت الولايات المتحدة الشهر الماضي عن قائمة جديدة من العقوبات على سبعة لبنانيين من أسرة واحدة وعدّتهم من نشطاء وممولي «حزب الله»، ويمتد نشاطهم من أميركا اللاتينية إلى لبنان، حيث اتهم المسؤولون الأميركيون هؤلاء الأفراد ومنظماتهم بتقديم الدعم المادي «لجماعة إرهابية» في الفناء الخلفي للولايات المتحدة.

«هذا الإجراء يؤكد التزام الحكومة الأميركية بملاحقة عملاء (حزب الله) والممولين بغض النظر عن موقعهم»، هكذا قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، في بيان. وأضاف: «سنستمر في استئصال أولئك الذين يسعون إلى إساءة استخدام النظام المالي الأميركي والدولي لتمويل الإرهاب والانخراط فيه».

تسلّط العقوبات الضوء على التهديد الأمني الصارخ والمتزايد باستمرار لبصمة «حزب الله» في أميركا اللاتينية.

يعود وجود الحزب في أميركا اللاتينية إلى أربعة عقود، وهو متجذر بعمق. تخدم شبكاته الغرض المزدوج المتمثل في جمع الأموال لتمويل الحزب في لبنان، والكثير منها من خلال الأنشطة غير المشروعة، مثل الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وتوفير الدعم اللوجيستي والبنية التحتية لكل أنشطته الإرهابية.

يقول الدكتور إيمانويل أوتولينغي، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن: «إن هذا النشاط مهم للغاية لـ(حزب الله)، ولكنه مفيد أيضاً لشركائه الإقليميين؛ لأن الأنظمة المارقة مثل فنزويلا والكارتلات تعتمد على شبكات (حزب الله) للقيام بأنشطتها غير المشروعة».

تم تصنيف الحزب منظمةً إرهابيةً أجنبيةً من قِبل الولايات المتحدة في عام 1997 ومع ذلك، لم يمنع التصنيف «حزب الله»، الذي غالباً ما يُعدّ وكيلاً إيرانياً، من تأمين موطئ قدم في أميركا اللاتينية، وعلى الأخص كوسيلة لتوليد الإيرادات من خلال الاتجار بالمخدرات.

وفي دليل للحكومة الأميركية أن هناك أكثر من ألفي ملك للمخدرات الأجانب المُدرجين في الدليل، يقول المسؤولون: إن ما يقرب من مائتين منهم مرتبطون - أو تابعون - لـ«حزب الله».

ويعود تغلغل طهران في أميركا اللاتينية إلى سنوات تأسيس «حزب الله»، مع وصول محسن رباني إلى بوينس آيرس في عام 1983. عمل في البداية مفتشَ لحوم حلال قبل أن يصبح مدرساً وقائداً في مسجد التوحيد. بعد عقد من الزمان، فوّضته طهران ليكون الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية، حيث يقال إنه تولى الدور القيادي لعمليات «حزب الله» على الأرض، وهو منصب ظل فيه لمدة أربعة عشر عاماً.

وفقاً للدكتور أوتولينغي، فإن أنشطة «حزب الله» هي جزء من الجريمة وجزء من الإرهاب؛ مما يؤثر على الأمن القومي الأميركي. وتركز أنشطة «حزب الله» عادة على الأهداف الأميركية والإسرائيلية. وأوضح أوتولينغي «أن تمويل (حزب الله) غير المشروع يدعم عصابات الجريمة في أميركا اللاتينية، وبالتالي يساهم في إغراق الأسواق الأميركية بالمخدرات الفتاكة». ومن خلال تأسيس جزء من أنشطتهم المالية غير المشروعة في الولايات المتحدة كنقطة عبور بين أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، يهدد «حزب الله» أيضاً سلامة النظام المالي الأميركي. مضيفاً: «كما أنهم ينخرطون في جرائم أخرى، مثل التزوير وسرقة الملكية الفكرية والتهرب الضريبي وما شابه ذلك».

في عام 2008، أطلق المسؤولون الأميركيون عملية «تيتان» - وهي مهمة مشتركة مع المحققين الكولومبيين. على مدى عامين، كشفت السلطات عن الكثير من العلاقات بين كارتلات المخدرات ومجتمع المغتربين اللبنانيين الواسع هناك. والاعتقاد أن مثل هذه الجمعيات تتشجع من قِبل نشطاء «حزب الله» الذين طوّروا متاهة من طرق التجارة عبر الحدود والسعاة والمهربين بين كولومبيا وفنزويلا المجاورة.

أسفرت عملية «تيتان» عن أكثر من 130 اعتقالاً ومصادرة 23 مليون دولار من الأموال غير المشروعة، ولكنها فشلت في نهاية المطاف في وقف مشروع «حزب الله» في المنطقة. وعلى وجه الخصوص، تشكّل فنزويلا نقطة ساخنة رائدة يسعى «حزب الله» إلى التغلغل فيها. ويوفر الموقع المميز للبلاد في أميركا الجنوبية، عند تقاطع منطقة البحر الكاريبي، للحزب القدرة على الاقتراب من الأراضي الأميركية وبناء شبكة سرية من التمويل والتدريب والاستخبارات والأسلحة والإمدادات وطرق التجارة.

أما على المستوى السياسي، اعترف قادة يساريون راديكاليون في أميركا الجنوبية بأهمية «الصدفة» التي جمعتهم بالحركات الإسلامية المتطرفة مثل «حزب الله»، في «النضال» ضد الولايات المتحدة والنظام الدولي القائم على القواعد المرتبطة به.

ويقول خبراء إن «حزب الله» يحافظ على علاقات مع شبكات المخدرات وغسل الأموال، كما أنه ساعد كارتل «سينالوا المكسيكي» في بناء أنفاق لتهريب المخدرات تحت الحدود الأميركية - المكسيكية، على غرار تلك التي شقها الحزب بين لبنان وإسرائيل.

وفي هذا الإطار، يؤكد بعض الخبراء أن أنشطة «حزب الله» - الذي يتلقى ما يزيد على 700 مليون دولار سنوياً من طهران - تُعتبر هدية محسوبة لإيران المكبلة بالعقوبات والمعزولة اقتصادياً.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت وسائل إعلام حكومية إيرانية عن نوايا لتوسيع العمليات العسكرية ومجال السفن الحربية في قناة بنما الاستراتيجية، التي تربط المحيطين الأطلسي والهادي، وهو أمر من شأنه أن يشكّل تهديداً واسع النطاق ومزعجاً للغاية لمصالح الولايات المتحدة وأمنها. بعد أسابيع من الإعلان، حصلت سفينتان حربيتان إيرانيتان على إذن من حكومة البرازيل بالرسو في ريو دي جانيرو؛ مما أثار ردود فعل سلبية من واشنطن.

ويشدد أوتولينغي على أن «إيران تستفيد بشكل كبير من أنشطة (حزب الله)». ويوضح: «تساعد شبكات (حزب الله) جهود إيران لشراء الأسلحة والتكنولوجيا؛ وقد خططت ونفذت مؤامرات إرهابية نيابة عن إيران؛ كما تعمل شبكات دعم (حزب الله) وسيطاً مع القيادة السياسية المحلية والحركات السياسية التي تتماشى مع أجندة إيران لمعاداة أميركا في المنطقة. وتعود معظم الإيرادات المكتسبة في أميركا اللاتينية إلى (حزب الله) في لبنان، والذي يساعد إيران في نهاية المطاف في إبراز القوة والنفوذ في جميع أنحاء أميركا اللاتينية».

وجنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، تحتاج بلدان المنطقة إلى استخدام الأدوات المالية والقانونية المتاحة للحد من أنشطة «حزب الله». فخلال إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تراجعت الحكومة الأميركية عن عملية رئيسية لمكافحة «حزب الله» في أميركا اللاتينية، أو ما يسمى عملية «كاساندرا»، جزئياً كوسيلة لإغراء إيران في الاتفاق النووي و«كان هذا خطاً فادحاً».

لقد دقت واشنطن ناقوس الخطر في ما يتعلق بـ«حزب الله» لسنوات، ومع ذلك لم يستجب سوى عدد قليل من البلدان في أميركا اللاتينية للمخاوف الأميركية.

يمنح وجود شبكات «حزب الله» الجهات الفاعلة المعادية للولايات المتحدة مثل إيران خيارات ضد الولايات المتحدة يمكن الاستفادة منها في المستقبل، بخاصة إذا تعمّقت الأعمال العدائية بين إيران والولايات المتحدة.

ويضيف أوتولينغي «تبث الولايات المتحدة إشارات مختلطة للعالم، بخاصة في فنائها الخلفي».

وينهي أوتولينغي حديثه «إلى حين أن تكون الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون الآخرون والأمم المتحدة جادين في المساءلة الحقيقية للدول التي تدعم أنشطة (حزب الله) في العالم، فإن الحزب لن يتراجع».

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي قلق في واشنطن من خطر «حزب الله» على الأمن الأميركي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 19:18 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 00:36 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

5 طرق لتنظيف السيراميك والأرضيات من الطبيعة

GMT 16:43 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

بناطيل هوت كوتور ربيع 2021 من أسبوع باريس

GMT 12:48 2020 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

جامعة سعودية تتوصل لنتائج تقضى على فيروس كورونا

GMT 13:28 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عادل عصمت يناقش "الوصايا" في نادي ركن الياسمين

GMT 19:49 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"البيت الأبيض" يُعلن سحب قوات بلاده من سورية

GMT 19:12 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فورد إكسبلورر 2020 الجديدة تظهر بتمويهات خفيفة

GMT 03:54 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

ترشيح أحمد السقا لبطولة فيلم "أشرف مروان"

GMT 23:45 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

تعرف على حكم قراءة الفاتحة في "صلاة الجماعة"

GMT 22:30 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يبرر تواصل ليوناردو بونوتشي مع كونتي

GMT 00:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

حقيبة اليد تضيف المزيد من الأناقة للرجل في 2018

GMT 02:50 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ياسين الصالحي يتمسك بالطرق القانونية للانتقال إلى "الكويت"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab