متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران
إصابة الفنان محيي إسماعيل بجلطة في المخ ونقله للمستشفى بعد العثور عليه مغشيًا عليه داخل شقته وفاة الفنانة نيفين مندور إثر حريق بشقتها بالعصافرة في الإسكندرية زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر يضرب ولاية ألاسكا الأميركية أزمة صحية خانقة في شمال كردفان توقف معظم المستشفيات وتوسع الدعم السريع يفاقم معاناة المدنيين الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع عدد القــ.ـتلى في هجمات بطائرات مسيرة بمنطقة كردفان السودانية حركة حماس تُندد باقتحام نتنياهو ساحة البراق وتعتبره تصعيدا خطيرا لتهويد القدس والمسجد الأقصى روسيا تنفذ طلعة لقاذفات «تو-22إم3» فوق البحر الأسود والكرملين يعلّق على الضمانات الأمنية لأوكرانيا مجلس الوزراء الفلسطيني يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية لتقديم الإغاثة العاجلة إلى قطاع غزة محاكمة رجلان بريطانيين من أصول لبنانية بتهمة الانتماء إلى حزب الله منظمة الصحة العالمية تُحذر من إرتفاع نشاط الإنفلونزا الموسمية وعدد من الفيروسات التنفسية حول العالم
أخر الأخبار

متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران؟

متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران؟

 السعودية اليوم -

متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران

هدى الحسيني
هدى الحسيني

الأكراد في إيران مضطهدون لأنهم أكراد، وعقوبة الإعدام شنقاً تكون على رافعة بناء، تبقى الجثة معلقة لمدة أسبوع حتى يراها كل الأكراد. من المذهل أن الناس في القرن الواحد والعشرين ما زالوا يُسجنون كمجرمين لتعليم لغتهم الأم. لكن هذا ما يحصل، ومؤخراً حُكِم على زارا محمدي بالسجن 10 سنوات لتعليمها اللغة الكردية.

في الأفلام الوثائقية عن أكراد إيران، تروي عائلة بعد عائلة تاريخ معاناتها، بالنسبة إليهم الإعدام صار حالة روتينية. نعم أخي أعدمه خلخالي (سفاح الثورة)، أو شقيقتي خطفت ولم نعد نراها، إحدى العائلات اعترفت بمقتل 5 من أبنائها. ومع أنها من بين أسوأ منتهكي حقوق الإنسان فإن إيران تتفوق في عمليات الإعدام، إذ إنها الأولى في العالم بالنسبة إلى عدد السكان.

يتنوع الأكراد الذين يبلغ عددهم حوالي 40 مليون نسمة على امتداد تركيا وإيران والعراق وسوريا، من حيث اللغة والثقافة والدين والسياسة، ومع ذلك تجمع غالبيتهم تجربة المعاناة المريرة من الاستبعاد والقمع المنهجي في تركيا وإيران، وجاء وباء «كورونا» يضخم ما يعانون منه من اضطهاد ويسلط الضوء على الانتهاكات الصارخة لحقوق وحريات الأكراد.

في جمهورية إيران الإسلامية التي يبلغ عدد سكانها الأكراد 8 ملايين نسمة لم يتمتعوا إطلاقاً بالحقوق الكاملة الممنوحة للأغلبية الفارسية في البلاد. من الناحية النظرية يضمن الدستور الإيراني حماية حقوق الأقليات ولغاتها، لكن من الناحية العملية تواجه كل الأقليات في إيران رغم أنها تكون نصف السكان الإيرانيين، معاملة تمييزية ووحشية في كثير من الأحيان على أيدي النظام، وينطبق هذا بشكل خاص على أكراد إيران، إذ تعتقد إيران أن لديهم مشاعر انفصالية وأنهم غير موالين للنظام بشكل كافٍ. وبدلاً من تدوين القوانين الصريحة المناهضة للأكراد كما حدث سابقاً في تركيا وسوريا والعراق قبل عام 2003، يقوم النظام بدلاً من ذلك بالقمع التعسفي خارج القضاء للسكان الأكراد. وقد ازداد هذا القمع في السنوات الأخيرة. ففي عام 2015

اندلعت أعمال شغب في مدينة مهاباد بعد أن اغتصب عضو فارسي العرقية من فيلق «الحرس الثوري الإسلامي» امرأة كردية وقتلها. بالطبع غضب الأكراد وتظاهروا، فقتلت الشرطة 6 متظاهرين وأعدم النظام فيما بعد 84 كردياً بتهمة دعم الاحتجاجات. (قبل أسبوعين أعدم النظام 3 شبان لأنهم شاركوا في مظاهرات عام 2018، وأجل هذا الأسبوع إعدام 3 آخرين).
في وقت لاحق وأثناء الرد على احتجاجات الشعب المناهضة للنظام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، استهدفت قوات النظام بشكل غير متناسب المحتجين الأكراد. ووفقاً لبعض التقارير شكل الأكراد غالبية 1500 إيراني قتلوا وسط حملة النظام الصارمة ضد مظاهرات المطالبين برفع الظلم عنهم، فهؤلاء عقوبتهم المزيد من القمع أو القتل. علاوة على ذلك، يتعرض السجناء الأكراد لعقوبات غير متناسبة، حيث أشارت دراسة أجرتها منظمة «هينغاو» لحقوق الإنسان إلى أن الأكراد الإيرانيين شكلوا 28 في المائة من الذين تعرضوا لعقوبة الإعدام من قبل النظام الإيراني عام 2018، وبالتالي شكل الأكراد الإيرانيون 10 في المائة من إجمالي عمليات الإعدام في جميع أنحاء العالم في ذلك العام. لذلك ليس مستغرباً أن يكون لأكراد إيران أعلى معدل وفيات في بلد استفحل فيه وباء «كورونا»، إذ إن نسبة الوفيات في إقليم كردستان إيران وصلت إلى 12.62 في المائة وهي أعلى معدل في البلاد، ويكاد يضاعف متوسط 6.8 في المائة لبقية المحافظات الإيرانية. يرجع هذا التناقض جزئياً إلى الحالة البائسة للبنية التحتية للرعاية الصحية في المحافظات ذات الأغلبية الكردية في إيران، وحسب التقديرات فإن المحافظات الكردية لديها ما معدله 143 سرير مستشفى لكل 100 ألف شخص، في حين يبلغ متوسط المحافظات ذات الأغلبية الفارسية أكثر من 200.

وتقوم حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بين أكراد الداخل والخارج تدعو إلى ترك الأكراد يمارسون حقوقهم الإنسانية «لأن تعلم أو تعليم لغتنا هو واحد من تلك الحقوق المعترف بها في العالم التي يجب أن يكون لنا الحق في ممارستها. أطلقوا سراح المعلمة الكردية زارا محمدي»!

أن تقول إيران إن أمنها القومي مهدد من قبل مدرسة متطوعة تقوم بتعليم الأطفال لغتهم الأم، يؤكد فاشية النظام الذي يقوم على دماء شعب، لذلك قد يكون من الأسهل عليها أن توقف عملية الانصهار القسري للأكراد في إيران وتمنحهم إما الحكم الذاتي أو الاستقلال.

ما أكراد تركيا فيبلغ عددهم 15 مليوناً، أي ما يقرب من 20 في المائة من سكان البلاد. هم أيضاً عانوا من القمع المنهجي بطرق مختلفة. كافح الأكراد الأتراك من أجل الاعتراف الرسمي بحقوقهم الثقافية والسياسية منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، وبحلول الثمانينات أصبح الوضع غير مقبول لدرجة أنه شهد صعود «حزب العمال الكردستاني» الذي قاد تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية، وأودى الصراع لاحقاً بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

وبينما أزالت تركيا الكثير من تشريعاتها المناهضة للأكراد في محاولة للانضمام في أول هذا القرن إلى الاتحاد الأوروبي تراجع الرئيس رجب طيب إردوغان منذ ذلك الحين عن العديد من الإصلاحات، وقد سجن العشرات من المسؤولين الأكراد المنتخبين وأبرزهم صلاح الدين ديمرتاش رئيس «حزب الشعوب الديمقراطي». وديمرتاش أحد منافسي إردوغان في استحقاقين رئاسيين معتقل منذ عام 2016، وأكدت المحكمة الدستورية العليا في يونيو (حزيران) الماضي أن توقيفه لفترة طويلة يمثل انتهاكاً لحقوقه. كل محاولات القمع والسجن ستدفع العديد من الأكراد إلى التأكد بأن المشاركة السياسية الحقيقية ليست ممكنة في تركيا إردوغان، ومن المرجح أن تقليص استراتيجية الرئيس التركي للمساحة الديمقراطية عند الأكراد سيدفعهم إلى دعم «حزب العمال الكردستاني» والجماعات المسلحة الأخرى.
وفي حين أن وباء «كورونا» لم يؤثر على أكراد تركيا بشكل غير متناسب، كما الحال في إيران، إلا أن إردوغان استغل الوباء لصرف الانتباه عن حملة قمع كبيرة ضد أعضاء «حزب الشعوب الديمقراطي»، ومع أن لإردوغان سجلاً سيئاً في استهداف سياسيي هذا الحزب، يبدو أن رئيس الحزب ديمرتاش وهو في السجن يخيف الديكتاتور؛ إذ إن تصرفات إردوغان في الشهرين الماضيين كانت غير مسبوقة بالنسبة للعديد من فئات المجتمع التركي المثقفة، وبالأخص ضد الأكراد، حيث أكثر من إبعاده لرؤساء بلديات تابعين لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» - 45 من أصل 69 في المنطقة ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا. وكان هؤلاء انتخبوا عام 2019. وتلعب تبريرات إردوغان التي لا أساس لها، في الصور النمطية الكردية القديمة التي صارت مرفوضة، لكنها لإردوغان سلاح يرضي مؤيديه مثل اتهام: عضو في منظمة إرهابية، أو «الدعاية لمنظمة إرهابية».

المستغرب هو استمرار صمت المجتمع الدولي فيما يتعلق بقمع أنقرة وطهران للأكراد. القوة الكردية في حد ذاتها محدودة، وليس للأكراد تمثيل مستقل في الأمم المتحدة يمكنهم من خلاله تأكيد أنفسهم. باستثناء منطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق، ليس للأكراد كيان سياسي خاص بهم، حيث يمكن أن يعيشوا بأمان لا يهددهم التمييز أو القمع العرقي. لذلك عندما تعرض تركيا وإيران مواطنيهما الأكراد للوحشية والإهمال، يجب على الغرب وعلى الأخص واشنطن توجيه إدانة ثابتة وقوية، وعلى واشنطن ألا تنسى فضل أكراد سوريا الذين كانوا جنودها على الأرض في الحرب ضد الإرهاب ودفعوا ثمناً باهظاً. وما دام اللجوء إلى قانون «ماغنتيسكي» صار مطلوباً لتحقيق العدالة للمظلومين، إذ ها هي المملكة المتحدة تلجأ إليه في معاملة الصين للأقلية المسلمة «الإيغور»، فعلى الدول الغربية التي تتغنى بالعدالة والقيم والمثل وحق تقرير المصير، استخدام العقوبات العالمية لتحذير المسؤولين الأتراك والإيرانيين الذين يسيئون إلى أقلياتهم الكردية من أن أفعال الدولتين ستكون لها عواقب، وذلك بدلاً من الاستمرار في كتابة مقالات رثاء أو تصريحات لا تطعم حرية وطمأنينة، عن معاناة الأكراد.
إن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية حقوق مجموعة من أضعف المجتمعات في العالم، رغم أن عددها يتجاوز 40 مليون نسمة ويحق لها دولة مستقلة. حتى لا نقول كلنا لاحقاً في ظل أنظمة ديكتاتورية: أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض.

 

arabstoday

GMT 22:58 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عالم الحلول

GMT 08:08 2023 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الاستحواذ على الأندية الرياضية

GMT 13:43 2023 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

الشرق الأوسط الجديد والتحديات!

GMT 15:35 2023 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

كشف أثري جديد في موقع العبلاء بالسعودية

GMT 15:51 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

الممر الاقتصادي... و«الممر الآيديولوجي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران متى تترجل العدالة لإنصاف الأكراد في تركيا وإيران



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 18:51 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي يصل موسكو وسط تصاعد الخلاف بين إيران والوكالة الذرية
 السعودية اليوم - عراقجي يصل موسكو وسط تصاعد الخلاف بين إيران والوكالة الذرية

GMT 18:00 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

هيئة الإذاعة البريطانية تعلن الدفاع عن نفسها أمام دعوى ترامب
 السعودية اليوم - هيئة الإذاعة البريطانية تعلن الدفاع عن نفسها أمام دعوى ترامب

GMT 18:25 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

عثمان ديمبلي يتوج بجائزة ذا بيست لأفضل لاعب في العالم
 السعودية اليوم - عثمان ديمبلي يتوج بجائزة ذا بيست لأفضل لاعب في العالم

GMT 10:47 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

"الجلد" يزين ملابس النجمات العرب هذا الأسبوع

GMT 16:03 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 03:29 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الحكومة اليمنية تحذر الحوثيين بشأن اتفاق استكهولم

GMT 23:09 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

"أموال عامة" تعيد هانى سلامة للسينما

GMT 05:54 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على فوائد "زيت النعناع" في تسريع نموّ الشعر بشكل صحيّ

GMT 11:44 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مرجان يطالب بعرض مرتضى منصور على مصحة نفسة

GMT 06:26 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

%6.5 نمو الأصول المصرفية المتوقع 2019

GMT 19:44 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

قناع طبيعي من الخشب يوحد لون البشرة ويحميها في الصيف

GMT 09:50 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

محمد رمضان يحتفل بعيد ميلاد ابنه وابنته

GMT 22:07 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد وتحضير ليموناضة بالتوت الأزرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon