قصة متحرش 1  3

قصة متحرش (1 - 3)

قصة متحرش (1 - 3)

 السعودية اليوم -

قصة متحرش 1  3

عمار علي حسن

هل هذه وظيفة يتقاضى عنها أجراً؟ ما أعجب الدنيا! دارت الأيام وصار لهوايته القذرة ثمن. سيمارسها هذه المرة تحت السماء المفتوحة إلى مدى لا يعرفه، وفى البقعة المقدسة التى خطفت أبصار أهل الأرض، وليس تحت سقف أوتوبيس صدئ ينفخ دخانه المسموم فى وجوه المارة، وليس فى أسواق العتبة المخنوقة الخطرة، التى لا يضمن فيها أن ينال وطره ويمضى بسلام، قابضاً على اللذة والاشتهاء الحارق.
يسمع عمن يفرجون كربهم بالمال، لكنه لا يملك شيئاً. شقة ضيقة متهالكة بالإيجار فى حى الأباجية، وأم مريضة، وثلاثة من العيال تركهم له أبوه ومات بعد أن تليف كبده.
هو زين الأبجى، هكذا اشتهر فى المدرسة والشارع، الابن الأكبر، الذى وقع فى هوى بنت الجيران، لكن غيره، الذى بوسعه أن يفتح بيتاً، خطفها منه، وترك له شهادة الدبلوم المدفونة فى درج الدولاب المكسور، وخيبات تبدو بلا نهاية، وجسداً قوياً فائراً، لا يعرف كيف يلبى رغباته المتجددة، مثلما لا يعرف كيف يحافظ على مصدر دخل ثابت يتقوت منه، ليجد نفسه مضطراً إلى أن يبدل عمله كل شهرين تقريباً. متنقلاً بين مطاعم ومقاهٍ وورش نجارة وسمكرة وبيع مناديل فى إشارات المرور.
يوم انطلاق الغضب، كان جسده محشوراً بين السيارات، يبتسم لراكبيها، ويعرض عليهم علب المناديل. وفجأة ظهرت مسيرة تهتف، اقتربت منه، وجرفته نحو ميدان التحرير. استسلم للمغامرة، وسار مع الزاحفين. لكن حين بدأت قوات الشرطة تضرب القنابل الخانقة، جرى وابتعد، وعاد إلى شقته، يسعل، ويحكى لأصدقائه عما رآه.
وجاءته الفرصة ليصل إلى الميدان الذى لم يبلغه فى المرة الأولى، وسيكون لوصوله ثمن. عمل جديد يمتلك كل المهارات اللازمة لتأديته على وجه أفضل مما يطلب منه. سيعمل هذه المرة ما يريد، وسيتفوق على نفسه فى إظهار مهاراته، وهو يضمن أن ظهره مستور.
لم يصدق نفسه وهو يسمع هذا الشاب المتأنق، الذى أثار اسمه الضحك، حين قدم لهم نفسه:
- اسمى شديد الوقيع، جئت لأعرفكم ما هو مطلوب منكم بالضبط. هو عمل سهل ولذيذ، طالما فعلتموه أنتم طيلة حياتكم بلا مقابل، وآن الأوان أن تجدوا من يكافئكم على ما تفعلون. لا أريد منكم سوى الاندساس فى وسط السيدات فى ميدان التحرير، وافعلوا ما شئتم بأجسادهن. والليل ستار. أريد لهن أن يخرجن من الميدان ولا يعدن إليه مرة أخرى.
وحين سأله «زين» باستغراب:
- وما الهدف من هذا؟
شخط بقسوة:
- هذا أمر لا علاقة لك به.
لكن واحداً من الواقفين تدخل فى الحديث:
- معرفتنا بالهدف ستجعلنا نؤدى ما هو مطلوب منا بدقة.
نفخ شديد الوقيع، وقال:
ـ أغلب مَن فى الميدان من النساء، ونريد لهن أن يهربن منه، ونخيف اللاتى يجلسن فى البيوت ويفكرن فى النزول إليه. الشباب يمكن أن نرسل إليهم البلطجية أو البوليس السرى فيتعامل معهم، أما البنات فإن اعتدينا عليهن كما نعتدى على الأولاد، فسيغضب الناس فى البيوت، وقد تمتلئ الشوارع بالغاضبين.
ضحك «زين»:
- والله العظيم دماغك ذرى.
- ليس دماغى بمفردى يا ظريف.
وسأل واحد من آخر الصف:
- الميدان ممتلئ عن آخره بالشباب، وهؤلاء سيحمون البنات ويفتكون بنا.
فضحك شديد حتى بانت أسنانه السوداء:
- أنتم ستندسون وسط الزحام، وستمدون أيديكم إلى أجساد البنات فى الظلام، ويفضل أن تلمسوا الأنصاف السفلية، ويكون هذا فى سرعة خاطفة، وبطريقة جارحة ومؤثرة.
ثم أشار إليهم:
- هل يوجد من لم يتقاض أجره؟
فلم يرد أحد، فأشار إليهم:
- قوموا إلى الميدان، وسأنتظر النتيجة.
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة متحرش 1  3 قصة متحرش 1  3



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الأسد الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 18:13 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حمدي فتحي يسجل أول أهداف مصر في شباك بوتسوانا

GMT 11:25 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

عسيري يؤكد أن الاتحاد قدم مباراة كبيرة امام الهلال

GMT 00:28 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

كروم 67 يدعم تطبيقات الويب المتجاوبة

GMT 15:41 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

سترة الجلد تناسب جميع الأوقات لإطلالات متنوعة

GMT 14:57 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

كليب Despacito يحقق مليار ونصف مشاهدة على اليوتيوب

GMT 18:27 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العثور على معدات صيد في الدار البيضاء لرجل اختفى عن الأنظار

GMT 21:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة الدحيل والريان تحظى بنصيب الأسد من العقوبات

GMT 08:17 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

الكويت تجدد سعيها لحل الخلافات العربية مع قطر

GMT 02:26 2017 الجمعة ,14 تموز / يوليو

نادي نابولي الإيطالي يكشف عن بديل بيبي رينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab