السعودية وسجالات السينما والحفلات

السعودية وسجالات السينما والحفلات

السعودية وسجالات السينما والحفلات

 السعودية اليوم -

السعودية وسجالات السينما والحفلات

بقلم : عبد الرحمن الراشد

أعاد سماحة المفتي في المملكة العربية السعودية٬ الشيخ عبد العزيز آل الشيخ٬ لدى إجابته عن سؤال٬ على محطة «المجد» التلفزيونية٬ الحديث عن مشاريع التطوير الترفيهية٬ وهي جزء من خطط الرؤية المستقبلية للمملكة٬ التي تسعى للاستفادة منها في خططها التنموية٬ وإنهاء نحو عشرين عا ًما من العزلة والجمود.

 ولا ضد ؛ فاحتفى به من احتفى٬ وانتقده من انتقد٬ لكن في رأيي٬ أن ما قاله المفتي فيه تأييد وليس ضد التوجه الجديد. لم يقل إنه ضد السينما مطلقًا أثار كلامه جدلاً الحفلات٬ إنما كانت لديه تحفظات٬ رًدا على سؤال أقحمت فيه عوامل افتراضية. وسماحته اشترط لرفضه في حال كانت الوسيلة لنشر الخلاعة والإلحاد. لكن المفتي لم يقطع إجابته بالرفض والتحريم٬ كما اعتدنا من بعض رجال الدين المتعجلين أو المتطرفين٬ بل دعا الله أن يوفق القائمين على هيئة الترفيه٬ وأن يحّولوها من سوء إلى حسن.

كرسي الإفتاء في السعودية موقع ديني كبير٬ فهو بمثابة مفتي كل المسلمين السنّة في العالم٬ كون المملكة العربية السعودية تمثلهم وتقودهم دينًيا. والمفتي٬ سماحة الشيخ عبد العزيز٬ شخصية معتدلة٬ ومتسامحة٬ وخطبه وفتاواه عرفت بأنها خالية من لغة رجال الدين المتطرفين المنتشرين اليوم في أنحاء الدنيا. وهذا لا ينفي عنه صفتي التدين والالتزام٬ وهو يؤمن بالقيم الإسلامية المحافظة٬ التي قد لا يتفق معه عليها كثير من المسلمين. ورغم أنه محافظ متشدد فقد عرف بأنه ضد التطرف٬ وضد استخدام الإسلام في الإرهاب٬ وقد وقف مواقف شجاعة ضد فكر تنظيمات خطيرة مثل «القاعدة» منذ بداياتها٬ وعندما كانت تحظى آنذاك بتأييد بعض القيادات الدينية. وبسبب مواقفه المعادية للتطرف استهدفه الإرهابيون بأذى القول وحاولوا تشويه شخصيته الدينية٬ بل ووضعوه على قائمة تستهدفه بالاسم. كما يقف ضد منهج نظام إيران الديني الذي يتبنى العنف السياسي٬ وكذلك عارض رجال السنة المتطرفين في مسائل جدلية مثل العمليات الانتحارية ورفضها منذ سنوات بعيدة.

ومجتمع السعودية المدني منشغل بقضايا مختلفة عن الدول المجاورة٬ المنشغلة بالحروب والفوضى السياسية٬ هنا جلها اجتماعية. ويحاول المجتمع الخروج عن التقاليد والعادات التي لا علاقة لها بالدين٬ مثل قيادة المرأة للسيارة وفتح دور للسينما وغيرها٬ ويمارسها معظم المسلمين في أنحاء الأرض.

هذه هموم السعوديين السياسية والاجتماعية٬ نتيجة لما تشهده البلاد من حالة انتقال لا تخفى على عين المتابع. فالتغييرات حتمية لأسباب تفرض نفسها٬ مثل غلبة الأجيال الشابة والراغبة في التغيير٬ وانتشار تقنية التواصل مع العالم الخارجي٬ يواكبها انفتاح حكومي إيجابي يعد بتلبية متطلبات الشباب والعصر الحديث. وللانفتاح أقامت الحكومة جها ًزا رسمًيا يتولى تنظيم ودعم النشاطات الترفيهية التي قد يرفضها بعض المنتمين للجيل القديم.

هنا٬ في المملكة٬ جدل «صحي» حول السينما والحفلات الفنية والمدن الترفيهية٬ كل يدلي برأيه فيه مؤيًدا ومعار ًضا٬ إلا أن الإشكالات قد تأتي عندما يحاول البعض «استخدام» كبار رجال الدين في ترجيح كفة الحوار٬ وهو ما فشلوا فيه بإقحام سماحة المفتي٬ الذي قال إنه ضدها عندما تدعو للخلاعة والإلحاد٬ وهي اشتراطات تؤكد على موافقته.

وهناك من رجال الدين من حاولوا اعتراضها بوضع شروطهم٬ مطالبين بالاستفتاء وإشراك «الشعب». ومع أنه شرط غير مألوف في المملكة العربية السعودية٬ فإنه لو أجري الاستفتاء في ظروف محايدة سنجد الغالبية الساحقة من «أطياف الشعب» مع هذه الأفكار والمشاريع التي يعتبرها هو مرفوضة. فغالبية السكان شباب٬ ستون في المائة منهم تحت سن الثلاثين ويسكنون في الحواضر لا الأرياف.

المصدر : جريدة الشرق الأوسط

النزيف الاقتصادي٬ والفراغ عند الشباب٬ ومخاطر استغلالهم في الخارج٬ كلها مسائل تستوجب التغيير الإيجابي.

arabstoday

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

الحوثي لم يعد مشكلة سعودية

GMT 17:15 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

هل تعيد غزة التفاوض الأميركي الإيراني؟

GMT 10:44 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

من الأردن إلى باب المندب

GMT 17:17 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

كيف تغيَّرت غزة؟

GMT 10:19 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

بين السَّلام والسِّلاح

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وسجالات السينما والحفلات السعودية وسجالات السينما والحفلات



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab